التغطية الدنماركية لمونديال قطر: استعلاء وفوقية وأخبار كاذبة

22 نوفمبر 2022
انطلقت البطولة في الدوحة مساء الأحد الماضي (روبي جاي بارات/ Getty)
+ الخط -

اختارت بعض الصحف والقنوات التلفزيونية الدنماركية التركيز على كلّ التفاصيل حول مونديال قطر، باستثناء كرة القدم. حتّى أثناء مباراة منتخبيّ الأرجنتين والسعودية، اليوم الثلاثاء، ظلّ المعلق الرياضي في التلفزيون الدنماركي يعيد من الدوحة العبارات النمطية عينها التي رافقت تغطية المونديال، ووصل به الأمر إلى التشكيك بالرقم الذي أعلنته "فيفا" لعدد الجماهير الحاضرة في الملعب.

وعلى الرغم من شعور مشجعي كرة القدم بالضجر من التغطية السلبية، فإن بعض الصحف واصلت حملاتها بطريقة بدت أشبه ما تكون بـ"ركوب الموجة"، عبر التطرق إلى قضايا لا علاقة لها بمجريات البطولة.

الأخبار الكاذبة

كشفت مجلة جورناليستن، الإثنين، بعض الأخبار الملفقة والمزورة التي نشرتها الصحف الدنماركية في سياق تغطيتها لمونديال قطر.

وأوضحت المجلة أنّ الخبر الذي يتحدث عن دفع الدولة المنظمة للبطولة 200 كرونة يومياً لمشجعين هنود، ليمثلوا دور مشجعي المنتخب الدنماركي، ملفقٌ ولا أساس له من الصحة.

وكانت صحيفة بي تي في كوبنهاغن وموقع ميديانو نشرا الخبر السبت، تحت عنوان "رجل هندي ينظم رابطة مشجعي الدنمارك في قطر"، ساردةً معلومات مضلّلة هدفها التشويش وإثارة البلبلة.

وبيّنت "جورناليستن" أنّ رابطة المشجعين حقيقية، وأنّ من أسّسها ليس هندياً، بل دنماركي اسمه ستيفن كريستنسن.

ونقلت عن كريستنسن قوله إن "وسائل الإعلام الدنماركية كانت منحازة في تغطيتها لمونديال قطر" معتبراً تزوير "بي تي" و"ميديانو" نموذجاً على هذا التحيّز. وأشار إلى أنّ المواقع والصحف المحلية في الدنمارك تنشر الأخبار "من دون التحقق من صحّتها، ممّا يؤدّي إلى التضليل".

واعترفت رئيسة تحرير "بي تي"، بيرنيلا هولبول، بأن صحيفتها "انجرفت في هذا العرض الجنوني بحق قطر". وقالت: "عندما يكون هناك تحيز لن يكون بمقدورك رؤية الواقع كما هو". بدوره، قال رئيس تحرير موقع ميديانو بيتر بروخمان: "خُدعنا، ونحن منزعجون للغاية من ذلك"، لكنّه أصرّ على أن نشر الخبر كان عن "حسن نية وليس الهدف الغش".

في الواقع، يشير الشاب الدنماركي الذي نصب الفخ للصحافيين المتحيزين في بلده إلى أن ما ينبغي أن يفعله الصحافيون الدنماركيون حين يغطون أخبار قطر "التحقق والاجتماع مع المصادر".

تصوير قطر "كدولة غامضة"

من جهة أخرى، أرسلت بعض وسائل الإعلام والصحف صحافيين، خصوصاً الناطقين بالعربية، إلى قطر من أجل تقديم تقارير، كما لو أنّهم في زيارة استكشافية لدولة مغلقة ومعزولة عن العالم، مع الكثير من المغالطات، وابتعاد التغطية عن كرة القدم والأجواء الجماهيرية.

وأراد أحد مراسلي القناة التلفزيونية الثانية، تي في 2 الدنماركي، مساء السبت الماضي، افتعال مشكلة في منطقة كتارا في الدوحة مع أحد الحراس، أثناء إعداده تقريراً للقناة، فبدأ بالصراخ قائلاً: "تريد أن تخرب الكاميرا؟ هيا افعلها! إنك تهدّدنا بتدميرها"، وسط دهشة المارة.

كذلك، واصل الإعلام الدنماركي التشكيك بقدرة قطر على تنظيم البطولة، بما في ذلك إعادة نشر الأخبار الكاذبة والمضللة، وهو الأمر الذي تواصل حتّى بعد حفل الافتتاح. إذ تعدّدت الانتقادات، بدءاً من الاعتراض على ظهور الممثل الأميركي مورغان فريمان، مروراً بغياب استعمال المفرقعات الضخمة، وحتّى التشكيك بالحضور الجماهيري، عبر نشر صور لبعض المدرجات الخالية، ليتبين لاحقاً أنّها أخذت بعد رحيل الجماهير.

المساهمون