الانتخابات الأوروبية: "تيك توك" تفشل في اختبار تضليل

04 يونيو 2024
شعار تطبيق تيك توك، 16 مايو 2024 (أوتكو أوكراك/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تيك توك وافقت على إعلانات تحوي معلومات سياسية مضللة قبل الانتخابات الأوروبية، مخالفةً إرشاداتها الخاصة، مما يثير الشكوك حول فعالية رصدها للمعلومات الخاطئة.
- "غلوبال ويتنس" كشفت عبر تقرير أن تيك توك ويوتيوب وافقتا على نشر إعلانات مضللة استهدفت الناخبين الأيرلنديين، بينما حظرت "إكس" الإعلانات والحسابات المزيفة.
- تيك توك اعترفت بالخطأ وأقرت بأن الموافقة على الإعلانات المضللة كانت بسبب "خطأ بشري"، متعهدةً باتخاذ إجراءات لمنع تكرار هذا الفشل في المستقبل.

وافقت شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة تيك توك على إعلانات تتضمّن معلومات سياسية مضللة قبل الانتخابات الأوروبية، منتهكةً بذلك إرشاداتها الخاصة، ما يثير تساؤلات بشأن قدرتها على رصد المعلومات الانتخابية الخاطئة، على ما بيّن تقرير نُشر الثلاثاء. ووصلت المجموعة الدولية للحملات "غلوبل ويتنس" إلى هذه النتيجة بعدما ابتكرت 16 إعلاناً يستهدف الجماهير الأيرلندية بمعلومات مضللة عن الانتخابات الأوروبية المرتقبة هذا الأسبوع، وحاولت الحصول على موافقة ثلاث منصات هي "تيك توك" و"يوتيوب" و"إكس"، لنشر هذه الإعلانات عبرها.

وأشارت "غلوبال ويتنس" في تقريرها إلى أنّ "تيك توك"، التي تحظى بشعبية كبيرة خصوصاً لدى الناخبين الشباب، وافقت على نشر كلّ الإعلانات، بينما وافقت "يوتيوب" على 14 منها، ودققت "إكس" بكل الإعلانات وحظرت الحسابات المزيفة للمجموعة. وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قال هنري بيك، أحد كبار الناشطين في "غلوبال ويتنس"، إنّ "تيك توك فشلت فشلاً ذريعاً في هذا الاختبار".

وتضمّنت كل الإعلانات المزيفة التي قدمتها المجموعة الشهر الفائت محتوى قد يشكل خطراً على عمليات الانتخابات الأوروبية. يشمل ذلك تحذيرات للناخبين بالبقاء في منازلهم بسبب خطر حدوث أعمال عنف في أماكن الاقتراع أو انتشار لأمراض معدية. واحتوت أيضاً على ملاحظة خاطئة عن رفع السن القانونية للاقتراع في  الانتخابات الأوروبية إلى 21 عاماً ومناشدات للناس للتصويت عبر البريد الإلكتروني، وهو أمر غير مسموح به في الانتخابات الأوروبية.

وفي تعليقها على الدراسة التي شاركتها "غلوبل ويتنس" مع وكالة فرانس برس، أقرّت "تيك توك" بأن الإعلانات تنتهك سياساتها. وأشار التطبيق الصيني المملوك لشركة بايت دانس مستنداً إلى تحقيق داخلي، إلى أنّ أنظمته رصدت الاختراق بشكل صحيح، لكنّ الموافقة على الإعلانات تمت بسبب "خطأ بشري" ارتكبه أحد المشرفين. وقال ناطق باسم "تيك توك" للوكالة: "لقد اتّخذنا على الفور إجراءات جديدة لمنع حدوث ذلك مستقبلاً".

دعوة للتحرّك قبل الانتخابات الأوروبية

يأتي الفشل في رصد الإعلانات في وقت يناشد فيه الناشطون في المجال التكنولوجي المنصات تبديد المخاوف المتزايدة بشأن سيل المعلومات المضللة المرتبطة بالانتخابات في مختلف أنحاء العالم. وقال بيك إنه من "الضروري جداً" أن تتحرك مواقع التواصل الاجتماعي للتصدّي للتهديدات التي تواجه الأنظمة الديمقراطية في عام يشهد انتخابات مهمة، مثل الانتخابات الأوروبية والأميركية. وتابع بيك "لقد فوجئتُ لأنّ تيك توك رصدت في الماضي محتوى يتعارض مع سياستها، أما في هذه الحالة فلم ترصد شيئاً" مضيفاً: "يبدو أنّ لديها الأنظمة والقدرة، ومع ذلك لم تتمكّن من فعل أي شيء".

وقالت "غلوبال ويتنس" إنها تقدّمت بشكوى رسمية إلى الجهات التنظيمية الأيرلندية، لافتةً إلى أن المنصة ربما تنتهك القواعد الأوروبية للتخفيف من التهديدات الانتخابية. وفي وقت سابق من العام الحالي، نشر الاتحاد الأوروبي إرشادات بموجب قانون الخدمات الرقمية، الذي يطالب المنصات الرئيسية، بينها "تيك توك"، باتخاذ إجراءات للحدّ من مخاطر التدخل في الاستطلاعات. وكانت "تيك توك" أصدرت في الشهر الفائت بياناً يوضح بالتفصيل الإجراءات "الشاملة" التي اتّخذتها، مؤكدةً أنها "تستثمر بقوة" في حماية نزاهة الانتخابات.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون