الإنترنت في الجائحة: سلوى الأطفال أم سجنهم؟

24 ديسمبر 2020
يقضي الأطفال وقتاً أكثر على الإنترنت في ظل الوباء (Getty)
+ الخط -

أظهر استطلاع أجراه "مركز اليوبيل للشخصية والفضائل"، في "جامعة برمنغهام" البريطانية، أن أكثر من 70 في المائة من الآباء يبدون قلقاً إزاء المخاطر والآثار الصحية الجسدية والعقلية الناجمة عن الوقت الإضافي الذي يقضيه أطفالهم على الإنترنت، خلال جائحة "كوفيد-19".

لكن أكثر من ثمانية من كل عشرة آباء (80 في المائة) يرون أن الإنترنت كانت أداة مفيدة، مكّنت أطفالهم من مواصلة حياتهم أثناء الإغلاق أو عند عزل أنفسهم. وشمل الاستطلاع آراء 1515 من الآباء في المملكة المتحدة الذين تتراوح أعمار أطفالهم بين 13 و 17 عاماً، وأجري  خلال فترة فرض قيود صارمة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وأفاد ما يقرب من خُمس الآباء (16 في المائة) بأن الاضطرار إلى استخدام الإنترنت أثناء الوباء كان يمثل مشكلة لعائلاتهم بسبب محدودية الوصول إلى الشبكة، بينما قال نحو 60 في المائة من الآباء، و80 في المائة من الآباء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عاماً، إنهم يشعرون بالقلق من احتمال تعرّض أطفالهم  لمزيد من المخاطر عبر الإنترنت، بسبب الوقت الإضافي الذي يقضونه في تصفح الشبكة وسط الجائحة.

وكان الآباء أكثر قلقًا من تعرض أطفالهم لمحتوى أو أنشطة عنيفة أو بغيضة أو عنصرية على الإنترنت. وأشار أكثر من النصف (51 في المائة) إلى أن هذه الأمور كانت واحدة من أهم ثلاثة مخاوف تتعلق بأطفالهم على الإنترنت. وفي الوقت نفسه، أفاد 41 في المائة من الآباء بأن أحد أهم ثلاثة مخاوف لديهم، هو أن يصبح أطفالهم معزولين اجتماعياً أو مدمنين على الإنترنت.

بيّن الاستطلاع نفسه أن نحو نصف أولياء الأمور (48 في المائة) يوافقون على أن شركات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تدير محركات بحث ومنصات على الإنترنت بطرق تساهم في زيادة مخاطر الإنترنت أكثر من إيجابياتها ويعتقد ثلاثة أرباع الآباء (75 في المائة) أن شركات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تعطي الأولوية لأرباحها قبل الترويج للصالح الاجتماعي. كذلك يعتقد ثمانية من كل عشرة آباء (80 في المائة) أنه يجب إعادة تصميم محركات البحث والمنصات عبر الإنترنت لتسهيل بقاء المستخدمين آمنين على الإنترنت.

وتعليقاً على هذه النتائج، قال مدير التعليم في المركز، الدكتور توم هاريسون، إن الإنترنت كانت البطل المجهول خلال الوباء، وساعدت الكثير من المعلمين وأولياء الأمور على الاستمرار في توفير التعليم لأطفالهم عن بعد، ومكّنت الناس من طلب المساعدة في الحصول على الغذاء والأدوية.

الآباء يتفقون على ضرورة إعادة تصميم منصات التواصل الاجتماعي
 

لكنْ للإنترنت جانب مظلم أيضاً، وفقاً لهاريسون. إذ من المهم أن يفهم الأطفال كيفية استخدام الإنترنت بحكمة ومسؤولية. واللافت أن القدرة على اتخاذ قرارات حكيمة هي أكثر الصفات التي يرغب غالبية الآباء في المملكة المتحدة (56 في المائة) في أن يظهرها أطفالهم عبر الإنترنت.

كما رأى 77 في المائة من الآباء أنه يجب على المدارس بذل جهود أكبر للتدريس حول حسن الخلق والحكمة والفضائل فيما يتعلق بالإنترنت.

وفي سياق متصل، تواصلت "العربي الجديد" مع جوش توماس من مكتب إعلام "منظمة مراقبة الإنترنت" Internet Watch Foundation الذي قال إن أقل من 1 في المائة من محتوى الاستغلال الجنسي للأطفال موجود الآن في المملكة المتحدة، مقارنة بـ18 في المائة عام 1996، عندما تأسست المنظمة.

وأوضح توماس أن هناك طلباً كبيراً من مجرمي الإنترنت في المملكة المتحدة على المحتوى الإجرامي، مما يساهم في تأجيج بعض أسوأ الانتهاكات حول العالم. وأشار إلى أنه في وقت سابق من هذا العام، كشفت "الوكالة الوطنية للجريمة" NCA أن ما لا يقل عن 300 ألف فرد في المملكة المتحدة يشكلون تهديداً جنسيًا للأطفال، إما من خلال إساءة استخدام "الاتصال" الجسدي أو الاتصال عبر الإنترنت.

وأوضح أنه عند تقديم بلاغ للمنظمة ينصحون بالإبلاغ عن الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالاعتداء الجنسي على الأطفال إلى منظمة مراقبة الإنترنت كي تزيلها. ويمكن أن تكون البلاغات من جهات مجهولة، لكن من الضروري أن تشمل عنوان URL الدقيق، حيث تنشر صور الاعتداء الجنسي على الأطفال.

وفسر توماس أن البلاغ يجب أن يكون عن الصور المرئية غير الفوتوغرافية للاعتداء الجنسي على الأطفال، مثل الصور التي فبركت بواسطة الكمبيوتر. ويجب أن تكون الصور التي يمكن للمنظّمة اتخاذ إجراء بشأنها كونها مواد إباحية، ومهينة للغاية، وتركز على الأعضاء التناسلية للطفل أو تصور نشاطاً جنسياً يتضمن طفلاً.

المساهمون