الإفراج عن موسيقي قرغيزي "اعترف" بتلقي أموال للمشاركة في تظاهرات كازاخستان

11 يناير 2022
عازف الجاز القرغيزي فيكرام روزاخونوف (يوتيوب)
+ الخط -

أكدت السلطات القرغيزية إطلاق سراح عازف الجاز الشهير فيكرام روزاخونوف بعد أيام من ظهوره في فيديو نشرته المحطات الحكومية في كازاخستان "اعترف" فيه بأنه شارك في الاحتجاجات في مدينة ألما آتا مقابل نحو مائتي دولار.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية، عن مصدر في لجنة أمن الدولة القرغيزية، أن الموسيقي أُفرج عنه، وأن العمل مستمر لترتيب عودته إلى العاصمة بشكيك.

وانقطعت أخبار روزاخونوف في 2 يناير/ كانون الثاني، بعد ساعات على وصوله إلى مدينة ألما آتا، العاصمة القديمة وكبرى مدن كازاخستان. وفوجئ أهله وأصدقاؤه بظهوره صبيحة الأحد على محطتي "خبر 24" و"كازاخستان" الحكوميتين، وعلى وجهه آثار كدمات، واعترافه بالمشاركة في الاحتجاجات والتظاهرات التي اندلعت في كازاخستان مقابل مبلغ مالي.

وقال الموسيقي الشهير في مقطع الفيديو الذي حذف لاحقاً عن موقع المحطتين ووسائل التواصل الاجتماعي التابعة لهما إنه "في اليوم الأول من العام الحالي اتصل غرباء بي، وعرضوا عليّ المشاركة في الاحتجاجات. عرضوا عليّ 900 تينغي (حوالي 200 دولار)".

وأضاف: "أنا عاطل عن العمل في قرغيزستان، ولذلك وافقت على العرض، واشتروا لي بطاقة سفر بالطائرة، ونقلوني إلى شقة في ألما آتا حيث كان يتواجد أيضاً مواطنون من طاجيكستان وأوزبكستان، وحين بدأت التجمعات للتظاهر قررت عدم المشاركة والعودة إلى البيت".

وعلى الرغم من تأكيد عائلة وأصدقاء روزاخونوف أنهم تعرفوا إليه، أصرت السلطات الكازاخية على أنه شخص آخر ذكرت اسمه، مؤكدة أنه ليس الموسيقي المعروف، ما دفعهم إلى طلب المساعدة من السلطات القرغيزية وتنظيم اعتصام أمام سفارة كازاخستان في بشكيك للإسراع في إطلاق سراحه.

وكاد الاعتقال أن يتسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين الحليفين، بعدما قدمت الخارجية القرغيزية مذكرة اعتراض على اعتقال الموسيقي لنظيرتها الكازاخية.

ومعلوم أن قرغيزستان أرسلت منذ أيام قوات لحفظ السلام لمساعدة السلطات في نور سلطان، على خلفية الاحتجاجات. ومساء الأحد، دعا رئيس لجنة الدولة للأمن القومي في قرغيزستان، كامشيبيك تاشييف، كازاخستان إلى إطلاق سراح الموسيقي المشتبه بضلوعه في الإرهاب. وقال في تصريحات إنه ليس إرهابياً، ورأى أن المحققين إما ارتكبوا خطأ، أو أرادوا إثبات وجود إرهابيين مشاركين في التظاهرات بأي طريقة لتأكيد أقوال المسؤولين.

ومع تأكيده إرسال مذكرة ومعلومات عن روزاخونوف، خلص إلى أن الموسيقي كان في "المكان الخطأ في توقيت خطأ".

وأعلن الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، الجمعة، أن مدينة ألما آتا تعرضت لهجوم من نحو 20 ألف إرهابي، بعضهم من جنسيات مختلفة، وفي وقت لاحق، حذفت التغريدة عن الصفحة الرسمية للرئيس على "تويتر" تضمنت فيديو لهذه التصريحات. 

وفي وقت سابق نقلت صحيفة " كومسومولسكايا برافدا" الروسية عن عائلة روزاخونوف أنه توجه لإحياء حفلات موسيقية كما درجت العادة أسبوعياً في مدينة ألما آتا. ورداً على تصريحات المسؤولين الكازاخ بأن من ظهر هو شخص آخر، قالت أمه وأخته إنهما متأكدتان أن من ظهر هو فيكرام.

وسخر الفنان كانيكي ماناسوفا من الاتهامات الموجهة لصديقه بالمشاركة في الاحتجاجات مقابل 200 دولار، وقال أنه بعيد عن السياسة، وإنه يكسب يومياً أضعاف هذا المبلغ من مشاركته في الحفلات، إضافة إلى كونه رئيس مهرجان الجاز في قرغيزستان، وتوجه له دعوات دورية للمشاركة في المهرجانات الموسيقية في معظم بلدان الاتحاد السوفييتي السابق. وأعاد نشر مقاطع لحفلات سابقة أحياها مع صديقه.

واشتعلت مواقع التواصل القرغيزية بطلبات لضرورة التدخل والإفراج عن روزاخونوف. وذكرت المغنية القرغيزية يوليا روتسكايا، في مقطع فيديو، أنها زارت فيكرام صباح سفره إلى ألما آتا تلبية لعروض لإحياء حفلات، وأوضحت أنه غالباً ما يسافر إلى هناك لتقديم عروض في مطاعم وكازينوهات مساء الجمعة أو السبت.

وسخرت من ادعاء السلطات الكازاخية حول مشاركته في الاحتجاجات مقابل مبلغ مالي، ورأت أنه أجبر على الاعتراف حين كان يريد العودة إلى بلاده، وأعربت عن أسفها لتعرض فيكرام للتعذيب. 

وتوقع عدد من المعلقين القرغيز على وسائل التواصل الاجتماعي أن الموسيقي اضطر للاعتراف من أجل عدم التعرض لمزيد من التعذيب، وأنه ربما كان يراهن على أن شعبيته وشهرته سوف تساعدانه عاجلاً أم آجلاً على إثبات براءته والخروج من السجن، وتساءل معلقون عن مصير المواطنين البسطاء، وطالبوا وزارة الخارجية بالعمل على إطلاق سراح الأبرياء.

المساهمون