الإعلام الجزائري يتجنب تغطية عودة التظاهرات الشعبية

27 فبراير 2021
تواجه مؤسسات الإعلام ضغوطاً متواصلة من السلطات (فرانس برس)
+ الخط -

تتجنب غالبية القنوات والصحف والمواقع الإخبارية في الجزائر تغطية تظاهرات الحراك الشعبي، بسبب ضغوط وإكراهات وخوف من قطع السلطات لمخصصاتها المالية أو تعطيل بثها، علماً أنها لا تزال قيد حالة غير قانونية مؤقتة.      

وبثت القناة الرسمية في نشرتها الرئيسة خبراً مقتضباً عن المسيرات مع لقطات صامتة، وضمنته انتقاداً لبعض الشعارات السياسية التي تعود إلى فترة التسعينيات، في إشارة إلى هتافات بعض المشاركين الإسلاميين في المسيرات بـ"دولة اسلامية جزائرية"، وهي المرة الثانية التي تتبع فيها القناة هذا المنحى، بعد تغطية مسيرات الاثنين الماضي في ذكرى الحراك، حين زعمت توقيف مسلحين.

لا يختلف الأمر في القنوات المستقلة التي لم تخرج عن الخط التحريري الذي رسمته السلطة، فتجاهل عدد كبير منها التظاهرات كأنها لم تكن، أو فضلت تمرير خبر مقتضب مع لقطات صامتة مثل "الشرق نيوز"، تفادياً لبث الهتافات المناوئة للرئيس عبد المجيد تبون والجيش، على الرغم من تهافتها على متابعة أي حركة احتجاجية في المغرب وتونس ودول أخرى. 

وكما القنوات التلفزيونية، تجنبت غالبية الصحف الصادرة اليوم السبت في الجزائر تغطية التظاهرات، تخوفاً من ضغوط السلطة التي تموّلها عبر الإشهار العمومي (الإعلانات الرسمية)، غير أن ثلاث صحف معارضة فقط خصصت صفحاتها الأولى للمسيرات الحاشدة، فنشرت "الوطن" و"ليبرتي"، الصادرتان باللغة الفرنسية، عنوانين بارزين في الصفحة الأولى "عودة الحراك " و"الحراك، بصحة وبقوة".

صحف جزائرية 27 فبراير 2021 (العربي الجديد)
الصحف الصادرة اليوم السبت (العربي الجديد)

 كذلك أفردت "الخبر"، كبرى الصحف المستقلة الصادرة باللغة العربية، المساحة الأكبر في الصفحة الأولى لـ"الآلاف من الجزائريين في الشارع لتجديد مطالب التغيير"، بينما نشرت "البلاد" خبراً مقتضباً من خمسة أسطر.

وفي السياق نفسه، همشت المواقع الإخبارية الحراك الشعبي، ما عدا تلك التي يديرها صحافيون لديهم نوازع نضالية وانحياز للمطلب الديمقراطي، على غرار "موقع كل شي عن الجزائر" و"ما بين السطور" و"راديو أم" و"أوراس".

المساهمون