- الاستطلاع يشير إلى أن 42% من الأميركيين يحصلون على أخبارهم من التلفزيون، بينما يستقي 18% من وسائل التواصل الاجتماعي، مما يثير تساؤلات حول تأثير المصادر الإخبارية والفئة العمرية على مواقفهم.
- الجامعات الأميركية تشهد احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين، مع تدخل الشرطة في بعض الأحيان، وجامعة براون تعلن عن تنازل كبير بتفكيك مخيم احتجاجي مقابل تصويت حول سحب استثمارات من شركات مرتبطة بالإبادة في غزة.
الأميركيون الذين يعتمدون على القنوات الفضائية كمصدر أول للأخبار هم الأشخاص الوحيدون الذين يعتقدون أن إسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية في غزة، وفقاً لاستطلاع جديد ركز على العلاقة بين المواقف تجاه العدوان المتواصل على القطاع وعادات استهلاك الأخبار. وبيّن الاستطلاع أن مشاهدي القنوات الإخبارية الفضائية أكثر دعماً لعمليات الاحتلال في غزة، وأقل ميلاً للاعتقاد بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، وهم أقل اهتماماً بالحرب المتواصلة عامة. في المقابل، فإن الأشخاص الذين يستقون الأخبار من منصات التواصل الاجتماعي أو "يوتيوب" أو برامج البودكاست يناصر معظمهم الفلسطينيين، ويرون أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية، ويولون القضية الفلسطينية أهمية كبيرة.
شمل الاستطلاع 1001 من البالغين الأميركيين، وأجرته شركة "جيه.إل. بارتنرز"، بين 16 و18 إبريل/نيسان الماضي، بتمويل من شبكة "بريكينغ بوينتس" الإخبارية على "يوتيوب".
وأفاد الاستطلاع بأن معظم الأميركيين يتلقون الأخبار إما من القنوات التلفزيونية الفضائية (42 في المائة) أو من وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"إنستغرام" (18 في المائة). وقال ثلث الأشخاص الذين شاركوا في الاستطلاع إنهم يستقون أخبارهم من منصة يوتيوب أو برامج البودكاست. وعندما سئل المشاركون في الاستطلاع عن مصدر أخبارهم، اتضحت سيطرة القنوات التلفزيونية (55 في المائة)، ثم منصات التواصل الاجتماعي (38 في المائة)، وبعدها برامج البودكاست و"يوتيوب" (34 في المائة)، وأخيراً الصحف وتشمل تلك المطبوعة والمواقع الإخبارية الرقمية (21 في المائة). ثمانية في المائة فقط من المشاركين قالوا إنهم يعتمدون على الصحافة المطبوعة في الحصول على الأخبار، وهي أقل من نسبة الأشخاص الذين قالوا إنهم لا يشاهدون الأخبار أو يقرؤونها على الإطلاق (13 في المائة). وقد يكون هذا الرقم أعلى بكثير، لأن أولئك الذين لا يطلعون على الأخبار إطلاقاً قد يكون من الصعب على منظمي استطلاعات الرأي الوصول إليهم.
لكن هناك أسئلة لا يجيب عنها الاستطلاع: هل يعارض متلقو الأخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي العدوان الإسرائيلي على غزة بسبب نوع المحتوى الذي يتلقونه، أم ببساطة لأنهم أصغر سناً؟ وهل موقف مشاهدي القنوات التلفزيونية الفضائية تحدده مواقف الشخصيات التي تطل على تلك الشاشات، أم سببه فقط كونهم أكبر سناً ومن المحافظين؟
ومن اللافت أن قرّاء الصحف والمواقع الإخبارية هم أكثر ميلاً للاقتراع خلال الانتخابات، أما أولئك الذين يحصلون على أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي أو "يوتيوب" فرجحوا عدم مشاركتهم في هذه العملية. من يستقون أخبارهم من منصات التواصل الاجتماعي حصراً قالوا إنهم أكثر ميلاً للتصويت لمصلحة مرشح يدعم الفلسطينيين.
تأتي هذه الأرقام بينما يتصاعد الانقسام حول العدوان الإسرائيلي على غزة بين الأميركيين؛ تتصاعد موجة احتجاجات طلابية منذ أسبوعين في كبرى الجامعات الأميركية من كاليفورنيا غرباً إلى الولايات الشمالية الشرقية، مروراً بالولايات الوسطى والجنوبية مثل تكساس وأريزونا. وتدخلت شرطة نيويورك بصورة مكثفة مساء أمس الثلاثاء في جامعة كولومبيا، مركز التظاهرات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين التي تعم الجامعات الأميركية احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي، لإخراج طلاب كانوا يتحصنون في أحد المباني منذ ليل الاثنين. وأكدت وسائل الإعلام الأميركية أن الشرطة أخرجت جميع المتظاهرين من حرم الجامعة العريقة. ودخل مئات من عناصر الشرطة الحرم الجامعي، مجهّزين بمعدات مكافحة الشغب، وبمؤازرة آلية عسكرية مزوّدة بسلّم. وتسلق شرطيون يعتمرون خوذات السلم ودخلوا من إحدى النوافذ إلى مبنى "هاميلتون هول" حيث كان الطلاب متحصنين. وشوهد عناصر الشرطة يقتادون عشرات الأشخاص بعضهم يضع الكوفية إلى حافلات الشرطة لتوقيفهم، فيما كان الحشد خارج الحرم الجامعي يهتف "فلسطين حرة".
وكتبت رئيسة الجامعة مينوش (اسمها الحقيقي نعمت) شفيق في رسالة نُشرت ليل الثلاثاء، تطلب فيها من شرطة نيويورك التدخل لفضّ اعتصام الطلاب وتفكيك خيامهم وإجلائهم من المبنى الذي احتلوه، أنّ "أحداث الليلة الماضية في الحرم الجامعي لم تترك لنا أيّ خيار". وطلبت شفيق من الشرطة في رسالتها "الإبقاء على انتشارها في حرم الجامعة حتى 17 مايو/أيار على الأقلّ من أجل الحفاظ على النظام والتثبت من عدم إقامة أي مخيم". ومن المقرر أن تجري مراسم تسليم الشهادات في 15 مايو.
وتحصن عشرات المحتجين ليل الاثنين الثلاثاء في مبنى "هاميلتون هول" الذي أطلقت عليه مجموعة "كولومبيا يونيفرسيتي أبارتهايد دايفست"، وهي مجموعة طلابية مناهضة للفصل العنصري، اسم "هند هول" باسم طفلة فلسطينية في السادسة من العمر استشهدت في غزة. ونددت المجموعة على "إنستغرام" بـ"اجتياح" للحرم الجامعي. وكانت رئاسة جامعة كولومبيا باشرت الاثنين بـ"تعليق" إداري للطلاب الذين يرفضون إخلاء خيمهم.
وقبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني، في بلد يشهد استقطاباً سياسياً شديداً، أثارت الاحتجاجات الطلابية ردود فعل شديدة في الأوساط السياسية. وصرح الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، المرشح للعودة إلى البيت الأبيض، بأن على الرئيس الديمقراطي جو بايدن "القيام بشيء ما" ضد "المشاغبين المأجورين"، وأضاف في مداخلة مساء الثلاثاء عبر شبكة فوكس نيوز: "يجب وضع حد لمعاداة السامية التي تنتشر اليوم في بلادنا". وكتب رئيس الجمهوريين في مجلس النواب مايك جونسون الذي يطالب منذ فترة طويلة برحيل مينوش شفيق، على منصة إكس في المساء: "فيما تعم الفوضى جامعة كولومبيا، الرئيس بايدن غائب لأنه يخشى معالجة المسألة". وانتقد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الاعتصام في "هاميلتون هول"، وقال قبل تدخل الشرطة إن "احتلال مبنى جامعي بالقوة هو مقاربة سيئة تماماً... هذا ليس نموذجاً لاحتجاج سلمي".
ويطالب المتظاهرون بأن تقطع جامعاتهم روابطها بمانحين لإسرائيل أو شركات على ارتباط بها، وهو ما ترفضه جامعة كولومبيا. في المقابل، أعلنت جامعة مرموقة أخرى هي جامعة براون في بروفيدنس في ولاية رود آيلاند (شمال شرق) التوصل إلى اتفاق مع الطلاب، يقضي بتفكيك مخيمهم الاحتجاجي مقابل تنظيم الجامعة عملية تصويت حول "سحب استثمارات براون من شركات تسهّل وتستفيد من الإبادة الجماعية في غزة". ويمثّل هذا الاتفاق أول تنازل كبير من جانب إدارة جامعة أميركية مرموقة إزاء الحركة الطلابية الاحتجاجية. وانتشرت في العالم مشاهد قوات الأمن وهي تتدخل بقوة في الجامعات الأميركية.
وأوقفت الشرطة منذ نهاية الأسبوع الماضي مئات الطلاب، وهم من الفئة العمرية التي تستقي أخبارها أساساً من منصات التواصل الاجتماعي، والأساتذة والناشطين في نحو عشرين جامعة. وفي جامعة كارولاينا الشمالية في تشابل هيل، تدخلت الشرطة الثلاثاء لتفكيك مخيم واعتقلت بعض المحتجين وسط مواجهة شديدة مع المتظاهرين.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة، ظهر اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة الضحايا في قطاع غزة إلى 34568 شهيداً منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأفادت الوزارة بأنه تم خلال 24 ساعة وحتى صباح الأربعاء تسجيل ما لا يقل عن 33 شهيداً إضافياً من جراء الغارات والقصف الإسرائيلي، فيما ارتفعت حصيلة الجرحى إلى 77765 إصابة خلال أكثر من مائتي يوم من العدوان.