الأمن الفلسطيني يوقف مراسل "الجزيرة" في طولكرم ليث جعار

04 أكتوبر 2024
تعرض ليث جعار لحملة تحريض قادتها أجهزة أمنية فلسطينية قبل عدة أشهر (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرض مراسل الجزيرة ليث جعار للاعتداء من قبل عنصر أمن فلسطيني في طولكرم، مما أدى إلى اعتقاله بعد تقديم شكوى متبادلة، وأثارت الحادثة استياء عائلته.
- أدانت شبكة الجزيرة الاعتداء واعتبرته انتهاكًا لحقوق الصحافيين، مطالبةً بالإفراج عن جعار وفتح تحقيق شامل، مع التأكيد على حماية الصحافيين.
- أدانت حركة حماس توقيف المراسل، داعيةً السلطة الفلسطينية لوقف ملاحقة الصحافيين وتوفير بيئة آمنة، والتركيز على مواجهة الاحتلال.

أوقف الأمن الفلسطيني، الجمعة، مراسل قناة الجزيرة ليث جعار في طولكرم، شمالي الضفة الغربية، بعد ساعات من الاعتداء عليه بالضرب من أحد عناصرها. وكان ليث جعّار قد تعرض ليل الخميس للضرب على وجهه، مع التهديد بإطلاق النار عليه من قبل أحد عناصر الأمن الفلسطيني أمام مستشفى ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم. واستشهد 18 فلسطينياً من بينهم أطفال ونساء مساء الخميس، بقصف من قبل طائرة حربية إسرائيلية، وأصيب عدد آخر بجروح بعضها خطيرة.

ووفق مصادر "العربي الجديد"، أصدرت عائلة جعار في منتصف الليل بياناً ترفض فيه الاعتداء على ابنها ليث، مشيرةً إلى أنّها ستلجأ إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحق المعتدي. بالفعل، توجه مراسل "الجزيرة"، صباح الجمعة، إلى الاستخبارات الفلسطينية لتقديم شكوى على عنصر الأمن الذي اعتدى عليه، لكن بدلاً من ذلك حضر عناصر من جهاز الشرطة الفلسطينية إلى مقر الاستخبارات، واعتقلت جعار، بحجة أن رجل الأمن اشتكى عليه بصفته المدنية، وهو معتقل حالياً لدى الشرطة الفلسطينية.

من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات في تصريح صحافي، الجمعة، إن الأجهزة الأمنية في طولكرم أوقفت ليث جعار بناءً على شكوى تقدم بها أحد ضباط الأمن، كما أوقفت الضابط بناءً على شكوى من الصحافي. أضاف أن القضية ستعالج وفقاً للقانون، وجاءت في إطار شكويين شخصيتين متبادلتين بينهما.

من ناحيتها، قالت عائلة جعار، في بيان لها، إنها "تنظر بعين الخطر والريبة إزاء الحملات التحريضية المستمرة التي تستهدف ابننا الصحافي ليث جعار مراسل قناة الجزيرة في الضفة الغربية". وأضافت: "رغم أننا لسنا بصدد الحديث عن مناقب ليث الدينية والوطنية والاجتماعية وهو الذي اعتقل في سجون الاحتلال ثلاث مرات وعاد في كل مرة منها صامداً صلباً عازماً على إكمال رسالته". تابعت: "في ظل هذا التحريض الخطير فإننا ندعو كل الجهات المختصة الأمنية والصحافية والوطنية والفصائلية، خاصة نقابة الصحافيين والأجهزة الأمنية، إلى (اتخاذ) موقف واضح وصارم لأننا نخشى أن تتحول حملة التحريض المشبوهة على المواقع إلى سلوكيات مشبوهة على الواقع".

وحمّلت عائلة ليث جعار كل من يتعرض لابنها بالتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي المسؤولية الكاملة عن سلامته الشخصية وسلامة سمعته وسمعة عائلته، مؤكدةً أنها ستقوم بجمع أسماء وأرقام من يقومون بحملات التحريض هذه من أجل ملاحقتها قانونياً وعشائرياً.

شبكة الجزيرة تدين اعتداء أمن السلطة الفلسطينية على ليث جعار

كذلك، أدانت شبكة الجزيرة الإعلامية اعتداء أمن السلطة الفلسطينية على مراسلها ليث جعار وتوقيفه، ورأت فيهما "تصعيداً خطيراً وانتهاكاً واضحاً لحقوق الصحافيين"، بوصفه جزءاً من "الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له صحافيونا في الأراضي الفلسطينية، ولا سيما بعد إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لمكتب الجزيرة في رام الله".

وشدّدت الشبكة، في بيان صادر عنها، اليوم الجمعة، على "ضرورة حماية الصحافيين وضمان قدرتهم على أداء واجبهم المهني من دون تهديد أو ترهيب". كما طالبت السلطة الفلسطينية بالإفراج الفوري عن ليث جعار، مع "فتح تحقيق عاجل وشامل في هذه الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عن واقعة الاعتداء والتحريض بأقصى درجات الجدية والشفافية".

بدورها، أدانت حركة حماس توقيف المراسل، معتبرة أنّ "هذه السلوكيات من شأنها تهديد حياة الصحافيين والتضييق عليهم ومنعهم من ممارسة عملهم وتأدية رسالتهم، خاصةً في ظل الظرف الميداني الحساس الذي تمر به الضفة الغربية وما تتعرض له من عدوان صهيوني متصاعد".

ودعت "حماس" في بيان صادر الجمعة السلطة الفلسطينية إلى الكف عن ملاحقة الصحافيين ومحاسبة المعتدين، مع توفير بيئة آمنة للعمل الصحافي وضمان سلامة العاملين في المهنة. كما طالبت بوقف حملات التحريض على الصحافيين والناشطين، و"تركيز الجهد ضد الاحتلال وجرائمه المستمرة بحق شعبنا وأرضنا".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها ليث جعار للتحريض بسبب عمله الصحافي في قناة الجزيرة، فقد سبق أن تعرض للتحريض قبل عدة أشهر، وشارك في الحملة وقتها عناصر من الأمن الفلسطيني ومسؤولون في حركة فتح.

المساهمون