اكتشاف لوحة مفقودة منذ أكثر من 100 عام أسفل بورتريه رٌسم فوقها

22 اغسطس 2022
شكّ العلماء منذ العام 1921 بوجود رسمٍ آخر تحت البورتريه (تويتر)
+ الخط -

اكتشفت تحفة فنية مفقودة، أنجزتها واحدةٌ من رائدات الرسم التجريدي مطلع القرن العشرين، تحت بورتريه رسمه فنان معاصر لها فوق اللوحة الأصلية، بحسب ما نقلته صحيفة ذا غارديان البريطانية.

كانت هيلين سوندرز عضواً في حركة فنية راديكالية قصيرة العمر عرفت باسم "فورتيسيزم"، حين أنجزت اللوحة التي تحمل اسم "أتلانتيك سيتي". تظهر في اللوحة مدينة حديثةٌ ومليئة بالألوان التي تنبض بالحياة، وكانت قد عرضت صورة بالأبيض والأسود للوحة في مجلة بلاست الفنيّة قبل وقتٍ قصيرٍ من اندلاع الحرب العالمية الأولى.

بحسب "ذا غارديان"، يُعتقد أن معظم اللوحات التي أنجزتها سوندرز في تلك الفترة قد ضاعت، مع ذلك فإنّ ما تبقى منها سيظهر أمام الجمهور في معرض كورتولد اللندني في أكتوبر/تشرين الأوّل المقبل.

لكن تحقيقاً أجرته طالبتان في كوروتولد بيّن أنّ لوحة براكسيتيلا، وهي بورتريه للناقد السينمائي إيريس باري، أنجزًه مؤسّس "فورتيسيزم" ويندهام لويس، قد رسمت بشكل شبه مؤكد فوق لوحة سوندرز "أتلانتيك سيتي".

منذ العام 1921، شكّ العلماء بأنّ تكون براكسيتيلا قد رسمت فوق عملٍ آخر، بسبب قماشها غير المتناسق وظهور لون أحمر ساطع عبر التشققات في الطلاء.

استخدمت الطالبتان ريبيكا تشيبكين وهيلين كون الأشعة السينية وتقنيات التصوير الأخرى للتحقّق من اللوحة، لتتمكّنا في النهاية من إثبات أنّها طبقة رسمت فوق "أتلانتيك سيتي" الموجودة أسفلها.

قالت تشيبكين وكون: "عندما قلبنا صورة أتلانتيك سيتي (التي تظهر في مجلة بلاست) رأساً على عقب، أدركنا أنّها تتشابه بشكل مذهل مع التركيبة التي ظهرت في صورة الأشعة السينية التي أخذناها للوحة براكسيتيلا".

أضافتا: "لقد شعرنا بالذهول. لقد استغرق الأمر 100 عام لإعادة اكتشاف أتلانتيك سيتي. إنّه يعطي الأمل في وجود لوحات خفية أخرى تنتظر العثور عليها".

كانت سوندرز واحدة من امرأتين فقط انضمتا إلى مجموعة "فورتيسيزم". بحسب نائب رئيس معرض كوروتولد والمتخصّص في فنون القرن العشرين بارنابي رايت، فإنّ الفنانة كانت "في سنوات ما قبل الحرب، واحدة من أكثر الرسامين والرسامات تطرفاً".

وأضاف: "لم يكن هناك سوى حفنة من الناس في أوروبا ينتجون هذا النوع من الرسم التجريدي".

كانت فورتيسيزم حركةً أدبيةً وفنيةً تأثرت بالحركتين التكعيبية والمستقبلية، وعادةً ما تكون أعمالها الفنية ذات ألوان جريئة وخطوط قاسية وزوايا حادة، وقد حظيت المجموعة بتأييد الشاعرين الشهيرين تي إس إليوت وعزرا باوند.

تابع رايت: "كانت سوندرز شخصية مثيرة للاهتمام حقاً، لكن حضورها ظلّ خافتاً نتيجة طغيان الاهتمام بمعاصريها الذكور. كانت هي وجيسيكا ديسمور العمود الفقري للمجموعة".

وأشار إلى أنّها "صارت صديقةً لويندهام لويس، وكانا قريبين للغاية من الناحية العاطفية، ولكنه ابتعد عنها بعد الحرب، وهو الأمر الذي صعب عليها تحمّله. تقول إحدى النظريات إنّ لويس رسم فوق لوحة سوندرز خلال نوبة غضب. إنّه أمر محتمل".

لم تحظَ حركة فورتيسيزم بالكثير من الترحيب في سوق الفنّ آنذاك، وهو ما قد يكون ساهم في زوالها وتفكّكها السريع. قال رايت: "لم تحظَ الطبيعة الراديكالية لأعمال المجموعة بالاحتفاء والتقدير إلّا في وقتٍ لاحق".

المساهمون