اعتقلت قوات الأمن المصرية، اليوم الأحد، الناشط والصحافي كريم الشاعر من أمام أحد مراكز الأشعة، أثناء إجرائه أشعة على قدمه، عقب تعرضه للإصابة فيها على يد قوات الشرطة يوم الجمعة 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 خلال التظاهرات الداعمة لفلسطين ونصرة غزة.
واقتادت قوات الأمن الشاعر، الذي كان عضواً في الحملة الانتخابية لترشح أحمد الطنطاوي للانتخابات الرئاسية المصرية 2024، إلى جهة غير معلومة حتى الآن.
وكان الشاعر قد وجّه قبل أيام بلاغاً للنائب العام، محمد شوقي عياد، عبر "فيسبوك"، جاء فيه: "بلاغ للنائب العام.. يوم الجمعة الماضي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ذهبنا إلى مسجد مصطفى محمود للتضامن مع أشقائنا في غزة الحبيبة، وقد ذهبت بناءً على توجيه دعوة حزبيه من الحزب الاشتراكي المصري في إطار أنشطة الحزب المشروعة والتي أقرّها الدستور المصري".
وتابع: "بعد صلاة الجمعة مباشرةً خرجنا أمام المسجد وهتفنا هتافات مناهضة للكيان الغاصب لأرض فلسطين، وبعد انتهاء الوقفة ذهبت لتغطية المسيرة التي خرجت من الجامع الأزهر، وقد وصلت إلى شوارع وسط القاهرة للموقع الذي أعمل به، والتحقت بالمسيرة مع خيرة من شباب مصر في شوارع وسط القاهرة، وكان كل همي رغم أنني ذاهب للتغطية الصحافية عدم وجود مندسين هدفهم التخريب وسط هؤلاء الشباب الأنقياء، وذلك لأنني لا أتمنى أي شر لوطني الحبيب".
وأكمل: "فوجئت بأن المسيرة قد وصلت ميدان التحرير، في هذا الوقت رقص قلبي طرباً لأن مصر ترسل رسالتها للعالم من قلب أهم ميدان في العالم، الميدان الذي خرج منه شباب 25 يناير للتخلص من الطاغية، الميدان الذي وقف له العالم أجمع احتراماً وإجلالاً، بفضل شباب 25 يناير 2011، ومرّت حوالي الساعة وقد تخللها هتافات رافضه للعدوان الإرهابي على غزة وهتافات متضامنة مع أهالينا العزل في فلسطين الحبيبة ولم يتطرق الشباب بهتافاتهم ضد النظام الحالي بأي شكل من الأشكال حتى لا تختلط الأوراق".
وأضاف: "طلب الأمن الموجود في الميدان من المتظاهرين الخروج من الميدان وإخلاءه"، "خرجنا باتجاه ميدان باب اللوق وكنت أمشي ببطء نظراً لوجود مشكلة صغيرة في ركبتي اليمنى وقتها، ولكنني فوجئت بأحد ضباط مباحث قسم عابدين يدفعني للأمام مما زاد قدمي ألماً فقمت بالرد عليه بكل ذوق وتحضر (انت مش شايفني ماشي بعرج حرام عليك كدا)".
وأردف قائلاً: "فوجئت به يصفعني على وجهي ويوجه لي اللكمات في عيني وأنفي دون سابق إنذار، ثم انضم إليه رجاله في اللحظة نفسها، وكان عددهم أكثر من عشرة أشخاص، وأصروا على ضربي على قدمي التي يوجد بها مشكلة بأقدامهم، مما تسبب في تمزق للأربطة، وأصبحت أعاني من مشاكل في الركبة الآن، وتدخل الشباب الموجودون، وحاولوا الدفاع عني، فقاموا بضربهم وضربوا البنات اللاتي حاولن الدفاع عني ضرباً مبرحاً، وقاموا بسرقة هواتفهم المحمولة، كما سرقوا هاتفي المحمول من طراز ريدمي نوت 11 ونظارتي، بعد أن قاموا بتمزيق ملابسي وخلع حذائي وإلقائه بعيداً وسحلي على قارعة الطريق بشارع باب اللوق".
وتابع: "التفت بعض من الشباب لما يحدث معي فتجمعوا على رجال الشرطة لتخليصي من أيديهم، ونجحوا بالفعل وأنقذوني في الحال، في هذا الوقت صرخت بأعلى صوتي في وجههم أريد هاتفي أريد هاتفي أريد حقي، نظر إلي الضابط نظرة استهزاء وضحك رجاله بسخرية وانصرفوا بعيداً، وأحسست بالإهانة والقهر بعد أن تخطيت الأربعين من العمر وبعد اثني عشر عاماً مروا على ثورة الخامس والعشرين من يناير، وسألت نفسي كيف أعيش على أرض لا أتعرض فيها سوى للإهانة والقهر، كيف سيعيش أبنائي من بعدي على هذه الأرض التي امتلأت بالظلم، وأي ذنب اقترفت أنا، والله حتى الآن لا أعلم أي ذنب اقترفت لتتم إهانتي وقهري، ماذا لو رآني أبنائي وأنا في هذا العمر أُسحَل وأهان في الشارع، ومن المؤكد أنهم سيُكنّون كل كره لمن آذوا أباهم على مرأى ومسمع من الجميع".
وأكمل: "هل عرفتم الآن من يصنع الإرهاب؟.. مرّ اليوم بحلوه ومره وذهبت تاركاً خلفي هاتفي الوحيد الذي أملكه وأمارس من خلاله أعمالي التي أقتات بها أنا وأبنائي داعياً الله عز وجل بأن يعوضني خيراً وحاولت نسيان الأمر رغم الذل والقهر، فوجئت في اليوم التالي بأن قوة من الأمن ذهبت فجر يوم السبت إلى منزل والدي وسألوا عني وتجولوا في مسقط رأسي بصورتي وأصدروا إهانات لشخصي أمام أهل دائرتي الانتخابية، وسألوا على أبي وأخي الأصغر كي يؤثروا علي من أجل تسليم نفسي إليهم".
وأضاف: "قررت الاختفاء سريعاً لأنني العائل الوحيد لأسرتي، وبدوني سوف تنهار حياتهم، وحتى أحاول أيضاً فهم ما يدور ولم أستطع حتى ممارسة عملي لعدم وجود هاتف معي، وذهبت إلى أحد أصدقائي لأختفي عنده بعض من الوقت، ولكنني فوجئت بقوة مدججة بالسلاح قد ذهبت إلى منزل صديقي وقاموا بتحطيم كل شيء، ومروا على كل سكان العمارة بصورتي وسألوا عني، ولكن لحسن حظي أنني في هذا الوقت كنت في المستشفى مع بعض أصدقائي الذين أجبروني على الذهاب للاطمئنان على حالة قدمي.. قررت الاختفاء مرةً أخرى، ولكنني مهدد طوال الوقت، ولن أستطيع ممارسة أعمالي".
وتابع: "السؤال المشروع الآن.. هل انضمامي لحملة أحمد الطنطاوي كان جريمة؟؟ إذا كان جريمة، لماذا إذن دُعيت من الهيئة الوطنية للانتخابات للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي، وهل مشاركتي في مظاهرات دعم فلسطين جريمة؟ إذا كانت جريمة لماذا دعا رئيس الجمهورية للمشاركة في المظاهرات هذا اليوم لدعم أهلنا في فلسطين الحبيبة، أعتقد بأنني الضحية ولست المجرم.. أنا من تم الاعتداء عليه وأصبحت مطارداً رغم أن المجرم الحقيقي هو من اعتدى علي وسرقني، ليس بالضرورة أن يكون هذا الأمر هو نهج وزارة الداخلية فحسب، ولكن من الممكن أن يكون تصرفاً فردياً من الضابط الذي قام بالاعتداء علي هو ورجاله".
واختتم قائلاً: "في النهاية: أنا لا أريد منكم شيئاً ولا أريد حق الاعتداء علي.. كل ما أريده من رجال الأمن هو رفع أيديهم عني فقط، وإعادة هاتفي إلي حتى أستطيع ممارسة عملي، ولهم مني كل الشكر رغم كل ما يحدث لي".