اعتداءات على الصحافيين خلال تغطية الانتخابات اللبنانية

16 مايو 2022
خلال عملية فرز الأصوات (حسين بيضون)
+ الخط -

لم تقتصر الاعتداءات والضغوطات التي سُجِّلت الأحد خلال الانتخابات النيابية في لبنان على ناخبين ومرشحين ومراقبين ومندوبين، بل طاولت أيضاً الجسم الإعلامي من مصوّرين ومراسلين بأشكالٍ مختلفة.

واعتدى مناصرون تابعون لحزب الله على مصوّر منصة ميغافون حسين بصل بالضرب خلال تغطيته عملية الاقتراع للانتخابات النيابية أمام مكتب لائحة "معاً نحو التغيير"، التي تمثل المجموعات المدنية المستقلّة المُنبثقة عن انتفاضة 17 تشرين، وذلك في بلدة أنصار (جنوب لبنان)، مع الإشارة إلى أن هذه اللائحة تمكنت من إحداث خرق تاريخي في مقاعد الحزب داخل أحد معاقله الأساسية في لبنان.

وتحدثت ميغافون أمس عن اعتداء عناصر تابعين لحزب الله على مصوّرها حسين بصل بعدما حاصروا مكتب لائحة "معاً نحو التغيير" لبعض الوقت، ولم يتمكّن المحاصرون من الخروج إلا بعد تدخّل دورية من الجيش اللبناني.

ووثق مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية (سكايز) منع القوى الأمنية طاقم قناة سكاي نيوز الذي يضم المراسل سلمان عنداري والمصوّر محمد حنون من بثّ رسالة مباشرة من داخل قلم الاقتراع في المعهد الفني الصناعي في منطقة الدكوانة (المتن، شمال بيروت).

كما وثق المركز تعرّض مراسل قناة المنار (التابعة لحزب الله) ماهر قمر للاعتداء بالضرب خلال توجّهه لتغطية الانتخابات النيابية في أحد مراكز الاقتراع في بلدة مشغرة في البقاع الغربي، ما أدى إلى إصابته برضوض في مختلف أنحاء جسده وذلك بسبب خلاف على أحقية المرور.

وبحسب ما يقول المسؤول الإعلامي في سكايز جاد شحرور لـ"العربي الجديد"، فإن القراءة الأولية لليوم الانتخابي تؤكد أنّ السلطة لم يكن همّها في اليوم الانتخابي أن تسجل انتهاكات ضد الإعلاميين بقدر ما كان همّها "التلاعب بالنتائج أو تغييرها".

ويلفت شحرور إلى أن هذه الدورة الانتخابية ربما تكون قد شهدت أقل عدد من الانتهاكات بحق الصحافيين مقارنة مع سابقاتها "ولكن هذا لا يعني أننا أصبحنا في بلدٍ ديمقراطي وإنما هناك أولويات تلعب دورها، والانتهاكات تأخذ أشكالاً مختلفة تبعاً لمحطات معينة، فرأينا الاعتقالات سابقاً والمحاكمات والدعاوى وانتقلنا بعد انتفاضة 17 تشرين إلى الضرب المباشر أو الضرب بالهواء واغتيال الكاتب السياسي لقمان سليم، وتالياً لا نعلم ما هي الخطوة الجديدة التي ستلجأ إليها السلطة".

في المقابل، يشير شحرور إلى أنه "رغم عدم تسجيل انتهاكات كثيرة بحق صحافيين في اليوم الانتخابي لكن جرى إيصال رسائل إلى الإعلام من خلال ارتكابات معيّنة، بمعنى أنه عندما يعتدون على مصوّر ميغافون الذي تمكّن من توثيق انتهاك ارتكبته ماكينة حزبية بشكل واضح جداً، ويقوم مندوبو هذه الأخيرة بضربه وتكسير كاميرته، فهذا يعني أن هناك خوفاً من الإعلام، ويريدون إيصال الصورة كما تحلو لهم، أما إذا كانت مغايرة لرغبتهم وإرادتهم فسيعملون على تعتيمها ويحاولون إقصاءها مهما كلّف الأمر وبجميع الوسائل الممكنة".

المساهمون