اضطرابات النوم قد تكون أولى علامات ألزهايمر

31 يناير 2024
شملت الدراسة 526 شخصاً (Getty)
+ الخط -

ربطت دراسة جديدة بين المعاناة من اضطرابات النوم في فترة الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، وزيادة فرص الإصابة بمشكلات في الذاكرة والتفكير بعد عقد من الزمن، ما قد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض ألزهايمر.

وفي الدراسة التي نشرت يوم 3 يناير/كانون الثاني الحالي، في المجلة الطبية التابعة للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب Neurology Journals، أكّد مؤلفو الدراسة أن نوعية النوم، وليست مدته، هي الأكثر أهمية بالنسبة للصحة المعرفية والإدراكية للأشخاص في منتصف العمر.

لكن الباحثين لم يثبتوا وجود علاقة مؤكدة بين نوعية النوم وحدوث التدهور المعرفي، وإنما أظهرت الدراسة وجود الارتباط فقط.

اضطرابات النوم قد تسبب ضعف الأداء المعرفي

شملت الدراسة 526 شخصاً، يتراوح متوسط أعمارهم بين 30 إلى 40 عاماً، جرت متابعتهم على مدى 11 عاماً. وراقب الباحثون مدة ونوعية نوم كل فرد من المشاركين، عن طريق ارتداء كل مشارك جهازاً لمراقبة النشاط في المعصم لمدة ثلاثة أيام متتالية في مناسبتين، بفارق سنة واحدة تقريباً لحساب متوسطاتهم. ووفقاً لتقارير الرصد، كان المشاركون ينامون لمدة ست ساعات في المتوسط.

و"بالنظر إلى أن علامات مرض ألزهايمر تبدأ في النشوء ثم التراكم في الدماغ، قبل عقود عدة من ظهور الأعراض نفسها، فإن فهم العلاقة بين النوم والإدراك في وقت مبكر من الحياة، يمثّل أمراً بالغ الأهمية لفهم دور مشكلات النوم كعامل خطر للمرض"، تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة يو لينغ، أستاذة علم الأعصاب المشاركة في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، في الولايات المتحدة الأميركية.

سجّل المشاركون، أيضاً، أوقات نومهم، وأوقات استيقاظهم، في سجل خاص زودهم به الفريق البحثي، وأكملوا استبياناً لتقييم جودة النوم بدرجات تتراوح من صفر إلى 21، إذ تشير الدرجات الأعلى إلى ضعف جودة النوم. ووفقاً لنتائج الاستبيان، أبلغ ما مجموعه 239 مشاركاً، أي 46 في المائة من المشاركين، عن قلة النوم بدرجة أكبر من خمسة.

بالإضافة إلى ذلك، أكمل المشاركون أيضاً سلسلة من اختبارات الذاكرة والتفكير.

وأضافت لينغ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الفريق قاس فترات الانقطاعات القصيرة المتكررة للنوم، إذ "نظرنا إلى كل من النسبة المئوية للوقت الذي يقضيه الشخص في الحركة والنسبة المئوية للوقت الذي يقضيه في عدم الحركة لمدة دقيقة واحدة أو أقل في أثناء النوم. وبعد جمع هاتين النسبتين معاً، وجدنا أن متوسط نوم المشاركين كان 19 في المائة"، تقول لينغ.

بعد ذلك، قسّم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات بناءً على درجة تجزئة نومهم. وكشفت النتائج أنه من بين 175 مشاركاً يعانون من أكثر اضطرابات النوم، كان 44 منهم يعانون من ضعف الأداء الإدراكي بعد عشر سنوات، مقارنة بـ10 من 176 مشاركاً يعانون من أقل اضطرابات في النوم.

وبعد إعادة التقييم، حسب العمر والجنس والعرق والتعليم، أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من نوم أكثر اضطراباً، معرّضون إلى ضعف الأداء المعرفي، مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بنوم أقل اضطراباً.

ولم يكن هناك اختلاف في الأداء المعرفي في منتصف العمر بالنسبة إلى أولئك في المجموعة المتوسطة، مقارنة بالمجموعة ذات النوم الأقل اضطراباً.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة إن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتقييم العلاقة بين اضطرابات النوم والإدراك في مراحل مختلفة من الحياة، وتحديد ما إذا كانت فترات الحياة الحرجة موجودة عندما يرتبط النوم بقوة أكبر بالإدراك.

وأشارت إلى أنه يمكن للدراسات المستقبلية أن تقدم فرصاً جديدة للوقاية من مرض ألزهايمر في وقت لاحق من الحياة.

وفي هذا السياق، كشفت دراسة جديدة أخرى، أن الحرمان من النوم يفعل أكثر من مجرد جعلنا متعبين، إذ يمكن أن يقوض أداءنا العاطفي، ويقلل من الحالة المزاجية الإيجابية، ويعرّضنا أكثر إلى القلق، وفقاً لبحث نُشر في 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في مجلة جمعية علم النفس الأميركية.

المساهمون