إيلون ماسك يقود سيليكون فالي إلى اليمين

10 مارس 2024
بقيت توجهات إيلون ماسك لفترة طويلة غير قابلة للتعريف (Getty)
+ الخط -

منذ استحواذه على موقع تويتر، انعطف إيلون ماسك سياسياً بشكل واضح نحو اليمين، ليكسر الفكرة النمطية السائدة بأن سيليكون فالي، معقل صناعة التكنولوجيا في الولايات المتحدة، هو حصن لليبراليين الأثرياء المدينين بالفضل للديمقراطيين.

وبعدما بقيت توجهات إيلون ماسك لفترة طويلة غير قابلة للتعريف، وفق القاموس السياسي التقليدي، باتت الآن يمينية متشددة بشكل لا لبس فيه، إذ يستخدم منصته "إكس" (تويتر سابقاً) لإثارة قضايا تحتل الأولوية لدى شبكة "فوكس نيوز" المحافظة والحركات اليمينية المتطرفة في مختلف أنحاء دول الغرب.

وفي أحدث مثال على ذلك وتكراراً لنظرية مؤامرة تردد صداها في غرف الدردشة اليمينية المتطرفة، كتب إيلون ماسك الأسبوع الماضي أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، يستقدم المهاجرين للحصول على أصواتهم، مما يؤسِّس "لأمر أسوأ بكثير من (اعتداءات) 11 أيلول/سبتمبر".

لكن بمعزل عن المنشورات على منصات التواصل، يتساءل كُثُر ما إذا كان ثاني أثرى أثرياء العالم سيسخّر ثقله وثروته لدعم محاولة الرئيس السابق، دونالد ترامب، العودة إلى البيت الأبيض.

وتعزّزت الشائعات بهذا الشأن بعدما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرجلين التقيا مع مانحين جمهوريين آخرين في فلوريدا الأسبوع الماضي.

ويتقدم الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، بفارق كبير على ترامب في جمع الأموال لحملته، على الرغم من أن الأخير يمضي من دون منافسة لحصد ترشيح الحزب الجمهوري لمنصب رئيس الولايات المتحدة. ويمكن لماسك أن يغطي الفارق المالي بمفرده.

لكن الأخير كتب على منصة إكس "لكي أكون واضحاً جداً، أنا لا أتبرع بالمال لأي من المرشحَين لمنصب رئيس الولايات المتحدة".

لكن تمويل الانتخابات الأميركية غامض ومعقد، ويخشى مؤيدو بايدن من أن يغيّر ماسك رأيه أو يموّل اللجان السياسية التي تموّل بدورها ترامب، أو يجد طرقاً أخرى لمساعدة الجمهوريين.

إيلون ماسك ليس الوحيد

إيلون ماسك ليس بمفرده في الميدان، إذ يضمّ سيليكون فالي شخصيات أخرى تدافع أيضا عن قضايا محافظة وتُسمع أصواتها في مكان يبقى معقلاً ليبرالياً انتخابياً.

وفي 2020، كانت حصة ترامب من الأصوات في سيليكون فالي أقل من 25 في المائة.

ويسعى بعض كبار رجال الأعمال إلى إنشاء حركة سياسية تتبنى القضايا المحافظة والعملات المشفرة وتتعارض مع التوجه التقليدي لولاية كاليفورنيا، وإن لم تدعم ترامب بشكل مباشر.

أحد أبرز الأصوات في هذا التحول هو مارك أندريسن، وهو من أقطاب الإنترنت الأوائل ومؤسس شركة "نتسكيب"، ويشارك حالياً في إدارة أندريسن هورويتز، إحدى شركات رأس المال الاستثماري.

وسبق لأندريسن أن كان أحد أقطاب التكنولوجيا المحسوبين على يسار الوسط، وكانت تربطه علاقات وثيقة بنائب الرئيس السابق آل غور. لكنه يحارب الآن بشدة ضد أولويات اليسار، ولا سيما ما يسمى اعتبارات "اليقظة" (ووكيسم) بشأن المساواة أو الشمولية في مكان العمل.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وقد طرح العام الماضي في "بيان متفائل بمستقبل التكنولوجيا" يقع في 5200 كلمة، رؤية تكنولوجية فاضلة للمستقبل، صنّفت مفاهيم الحكومة المختارة والتنظيم والمخاوف من التمييز أو المساواة كأعداء.

ومثل عدد كبير من زملائه المستثمرين اليمينيين، تستثمر شركة أندريسن بكثافة في العملات المشفرة. وأطلقت العام الماضي صندوقاً مخصصاً لشنّ حملات تثير مشاكل للمشرّعين الديمقراطيين والجمهوريين الذين يريدون فرض رقابة أكبر على هذا القطاع الناشئ.

وتعتبر المحللة في قطاع التكنولوجيا، كارولاينا ميلانيسي، أن الصراحة الناشئة قد لا تتعلق بتقليد ماسك بقدر ما تتعلق بقلق الحرس القديم من تلاشي الوضع القائم.

وتوضح "بينما يتحدّث الناس عن اليقظة في قضايا التنوع والمساواة والشمول، أو عن الاستدامة، فإن كل هذه الأمور تشكل في الأساس تهديداً للوضع الراهن".

(فرانس برس)

المساهمون