إيران تحتج رسمياً لدى فرنسا على مشاركة فيلم في مهرجان كانّ

01 يونيو 2022
نالت زهرا أمير إبراهيمي جائزة أفضل ممثلة (جون فيليبس/Getty)
+ الخط -

أعلنت إيران الأربعاء أنها تقدمت باحتجاج لدى فرنسا على مشاركة فيلم في مهرجان كانّ السينمائي الدولي يروي قصة جرائم سفّاح قتل بائعات هوى في مدينة مشهد المقدسة.

شارك "العنكبوت المقدس" للمخرج الدنماركي من أصل إيراني علي عباسي في المسابقة الأساسية للمهرجان الذي اختتم الأسبوع الماضي، ونالت عنه الإيرانية المقيمة في الخارج زَر (زهرا) أمير إبراهيمي جائزة أفضل ممثلة.

تؤدي أمير إبراهيمي دور صحافية شابة من طهران تتعقّب بنفسها سفاحاً ارتكب سلسلة جرائم قتل أودت بحياة مومسات في مشهد شمال شرق إيران، والتي تعد من أبرز المدن المقدسة لدى الشيعة لكونها تحتضن مرقد الإمام الرضا، ثامن الأئمة المعصومين.

قال وزير الثقافة والتوجيه الإسلامي، محمد مهدي إسماعيلي، للتلفزيون الرسمي: "تقدمنا باحتجاج رسمي إلى الحكومة الفرنسية عبر وزارة الخارجية". وأضاف: "سنأخذ هذه المسألة في الاعتبار بالتأكيد في تبادلاتنا الثقافية مع حكومات مماثلة"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

اعتبر إسماعيلي أن عرض الفيلم في المهرجان غير المرتبط رسمياً بالحكومة الفرنسية، كان "خاطئاً وسياسياً بالكامل"، وهدف إلى "إظهار صورة قاتمة عن المجتمع الإيراني".

كانت منظمة السينما الإيرانية المرتبطة بوزارة الثقافة انتقدت، الإثنين، المهرجان لعرضه الفيلم وتقديره بالجائزة، معتبرة أن إدارته ارتكبت "عملاً منحازاً ومسيّساً من خلال تقدير الفيلم الخاطئ والسخيف". ورأت أن "العنكبوت المقدّس" يقدم صورة "مشوّهة عن المجتمع الإيراني وجَرَح مشاعر ملايين المسلمين الشيعة".

لم ينل هذا العمل إجازة لإعداده في إيران، وصور في الأردن.

اكتسبت أمير إبراهيمي شهرة في إيران في بداية العشرينات من عمرها بفضل دور أدته في مسلسل "نرجس"، لكنها اضطرت إلى مغادرة البلاد واللجوء إلى فرنسا في 2008، بعد نحو عامين من فضيحة جنسية طاولتها.

كان "العنكبوت المقدس" واحداً من عملَين إيرانيين شاركا في المسابقة الرسمية لمهرجان كانّ، مع "إخوة ليلى" للمخرج سعيد روستايي، وفيه يروى قصة عائلة على وشك التفكك.

حذّر وزير الثقافة الإيراني الأربعاء من "قيود" محتملة على عرض هذا الفيلم في الجمهورية الإسلامية، نظراً لأنه شارك في مهرجان كانّ من دون أن يكون قد نال إجازة رسمية من إيران. وأوضح إسماعيلي "وفق القانون، على الأفلام التي تشارك في مهرجانات أجنبية أن تكون حاصلة على إجازة عرض، وأُبلغ الأصدقاء الذين أخذوا الفيلم الى مهرجان كانّ السينمائي أن ذلك قد يؤدي الى تحديات قانونية لهذا الفيلم، وأنه سيواجه قيوداً".

وأضاف "أُبلغ المخرج والمنتج بذلك"، وفق التلفزيون الرسمي.

وكان روستايي لمح، خلال حديث لوكالة فرانس برس، في مهرجان كانّ، إلى أن عمله لم ينل بعد إجازة العرض رسمياً. وقال: "لكي يتمكّن المخرج من تصوير عمل في إيران، يجب أن يحصل على إذن من خلال إجراءات خاصة. وعند حيازته هذه الموافقة، يستطيع أن يباشر بالتصوير، لكن عليه الاستحصال على إذنٍ ثانٍ يتيح له توزيع فيلمه في دور السينما".

اكتسبت السينما الإيرانية شهرة عالمية من خلال أسماء بارزة مثل عباس كيارستامي الذي نال جائزة "السعفة الذهبية" في كانّ عام 1997، وأصغر فرهادي الذي نال مرتين جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وكان عضواً في لجنة تحكيم مهرجان كانّ 2022.

(فرانس برس)

المساهمون