أثار لقاء جمع مديري صحف ووسائل إعلام إصلاحية إيرانية والمرشح الرئاسي المحافظ الأوفر حظاً إبراهيم رئيسي، يوم الثلاثاء الماضي، جدلاً لا يزال مستمراً في الوسط الإعلامي والسياسي في إيران.
شارك في اللقاء مديرو أهم وسائل الإعلام والصحف الإصلاحية، مثل صحف "شرق" و"آرمان" و"ابتكار" و"أفتاب يزد" و"دنياي اقتصاد" ووكالات "إرنا" و"إيسنا" للأنباء. وهاجمتهم أوساط إعلامية وسياسية إصلاحية بقسوة، متهمة إياهم بـ"الانتهازية" والعمل على حساب الإصلاحيين.
إلى ذلك، أعلن الصحافي في صحيفة "شرق" بجمان موسوي، وهو عضو في المجلس الإداري لـ"اتحاد الصحافيين في طهران"، استقالته من الصحيفة، أمس الأربعاء، احتجاجاً على هذا اللقاء.
از #روزنامه_شرق استعفا میدهم. شرمندهی دوستانم در تحریریه #شنبههای_شرق هستم که در آغازِ راه، جوانمرگ میشویم اما فکر میکنم یک چیزهایی هست که مهمتر از ادامهی راه به هر قیمتِ ممکن است pic.twitter.com/XDwekaLHzA
— Pejman Mousavi (@PejmanMousavi) June 16, 2021
من جهة ثانية، قال مدير صحيفة "شرق" مهدي رحمانيان، في مقالة له، إن اللقاء جاء بدعوة من المرشح رئيسي، وهو تصرف معهود من قبل المرشحين في أيام الانتخابات، مضيفاً أن الإعلاميين الإصلاحيين عبروا عن مواقفهم تجاه أوضاع البلاد وقضاياها.
وأضاف رحمانيان أن رئيسي استمع إلى آراء الإعلاميين الإصلاحيين، و"أبدى رد فعل إيجابي"، قائلاً إنهم عبروا عن مخاوفهم من "تولي وجوه متطرفة مناصب تنفيذية في أجهزة الحكومة بعد فوزه في الانتخابات".
وذكر أن رئيسي طمأنهم، منتقدا منتقدي اللقاء الذين قال إنهم "غير آبهين أن الحوار غالباً يحدث بين أناس لديهم مواقف مختلفة ومتعارضة... وإذا أخفقنا في الحوار مع الوجوه الداخلية لنكون مؤثرين في السياسة الداخلية، فسنخفق أيضاً في لعب دور مؤثر في الحوارات الخارجية".
كما أن إعلاميين إصلاحيين ردوا على الانتقادات بالتذكير بأن الرئيس الإيراني حسن روحاني، رغم وصوله إلى الرئاسة بدعم من وسائل الإعلام الإصلاحية، إلا أنه أبى أن يلتقي الإعلاميين الإصلاحيين في لقاء كالذي أجراه المرشح رئيسي.
وفي السياق أيضاً، قال مدير صحيفة "شرق" في اللقاء، وفق ما أوردته وكالة "إيسنا" الإصلاحية: "إننا عملنا للسيد روحاني وما زلنا نعمل من أجله، ولسنا نادمين على ذلك، لكن خلال السنوات الثماني الماضية الذي عملنا معه فيها لم يمنحنا فرصة لعقد لقاء كهذا لكي يسمع كلامنا".
تنظم الانتخابات الرئاسية غداً، الجمعة، ومن المتوقع أن يقاطعها عدد قياسي من المواطنين بسبب الصعوبات الاقتصادية والإحباط من سياسات الحكومات الإيرانية في مواجهتها.
والمرشحان الرئيسيان هما رئيس السلطة القضائية المحافظ إبراهيم رئيسي ومحافظ البنك المركزي السابق المعتدل عبد الناصر همتي، بعدما منع مجلس صيانة الدستور مرشحين بارزين من خوض الانتخابات، بينما انسحب آخرون.
تشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن نسبة المشاركة قد لا تتجاوز 41 في المائة، وهي نسبة تقل كثيراً عن الانتخابات السابقة.