إنسان ساحل التشاد... الخطوات الأولى في تاريخ البشرية

06 سبتمبر 2022
إنسان الساحل التشادي عاش خلال الفترة التي تباعد فيها جنسنا البشري عن الشمبانزي (Getty)
+ الخط -

 

كان أحد أقدم أشباه البشر المعروفين، وهو Sahelanthropus tchadensis، أو "إنسان الساحل التشادي"، يمشي على قدمين قبل قرابة سبعة ملايين سنة، وفقاً لتحليلات أحافير الفخذ والساعد المكتشفة في صحراء تشاد، والمعروضة في دراسة جديدة نشرت في دورية نيتشر يوم 24 أغسطس/ آب الماضي.

تستند هذه النتائج إلى التحليلات السابقة التي توصلت إلى استنتاجات مماثلة. أدى اكتشاف العديد من الحفريات في تشاد عام 2001 إلى تسمية نوع جديد مبكر من أشباه البشر (المجموعة التصنيفية التي تشمل البشر الباقين وأقاربنا المنقرضين). يعود تاريخ هذا النوع إلى قرابة سبعة ملايين سنة. اقترحت التحليلات التي أجريت على جمجمة شبه كاملة وقت الاكتشاف أن هذا النوع ربما كان يسير على قدمين. يشير هذا الاكتشاف إلى أن البشر الأوائل كانوا يسيرون بانتظام على قدمين منذ قرابة سبعة ملايين سنة، وأن نوع "إنسان الساحل التشادي"، وهو نوع عاش خلال الفترة الحرجة التي تباعد فيها جنسنا البشري الحديث عن الشمبانزي - وفقا لنظرية التطور - كان يسير عادة على قدمين.

ونظراً إلى أن كثيرين يعتبرون المشي على قدمين هو المعلم الرئيسي الذي وضع جنسنا على مسار تطوري مختلف عن القردة، يمكن أن يكون إنسان الساحل التشادي أقدم أشباه البشر المعروفين الذين ساروا على قدمين.

وفي حين يبدو أن عظم الفخذ الأحفوري المكتشف قد دعم متطلبات المشي المنتصب المعتاد، فإن ساعدي إنسان ساحل تشاد الشبيه بالشمبانزي تُظهران أنه كان يقضي كثيراً من الوقت على الأشجار. تكشف عظام الذراع الباقية أن الأنواع استخدمت أسلوب تسلق الأشجار لدعم نمط حياة "هجين"، كان من الممكن أن يستمر بين أشباه البشر الأوائل لمدة ثلاثة ملايين سنة.

يقول المؤلف المشارك في الدراسة فرانك جاي، الباحث في الحفريات ودراسات ما قبل التاريخ في جامعة بويتييرس في فرنسا، إن نتائج الدراسة تظهر أن الأنواع التشادية كانت تمارس المشي على قدمين (على الأرض وعلى الأشجار)، وأنها تكيفت معها، كما كانت قادرة على التحرك على أربع بين الأشجار. ويضيف جاي، في تصريح خاص بالـ"العربي الجديد"، أن إنسان تشاد هو أقدم ممثلي البشرية، وأن المشي على قدمين اكتسب في وقت مبكر جداً من تاريخنا التطوري.

"في الدراسة، وصفنا الصفات التشريحية والشكلية لعظام الفخذ والزند في جوانبهما الخارجية والداخلية بطرق متعددة. وبمجرد أن حصلنا على رؤية مناسبة لتشريح الفخذ، قمنا بمقارنة تشريحه مع تشريح عظام القردة العليا الموجودة والمنقرضة، بما في ذلك البشر، وفسرنا الميزات المتاحة وظيفيا"، يقول جاي. 

في هذا السياق، يُشار إلى أن المؤلّفين استخدموا جميع الصفات التشريحية المتاحة التي تعتبر ذات صلة من قبل علماء الأنثروبولوجيا القديمة الخبراء في حركة الرئيسيات. قورنت 16 عظمة فخذية بمثيلاتها في قرابة 20 من القردة العليا الأخرى المنقرضة. وأظهرت النتائج أن النمط الشكلي لعظام الفخذ يدل على المشي على قدمين أكثر من أي وضع آخر للحركة.

ويشير المؤلف المشارك في الدراسة إلى أن الفريق اعتمد على عدة أساليب وطرق للوصول للنتائج الحالية، بما في ذلك الوصف التشريحي للعظام، وعلم التشريح المقارن، والنماذج الرياضية لبنيتها، وتحليلات الشكل، والتحليلات الوظيفية للسمات المورفولوجية. لكن رغم ثقتهم في نتائجهم، لا يستبعد المؤلفون أن تتعرض النتائج إلى النقد، خصوصاً من الباحثين الآخرين الذين درسوا عظام الفخذ من قبل، وقرّروا أن هذا النوع ربما كان قرداً، على الرغم من أنه ربما كان يمشي على قدمين في بعض الأحيان. ويأمل الفريق في تعزيز نتائجه من خلال دراسات أخرى تستند إلى مزيد من الحفريات التي تعود إلى إنسان ساحل تشاد الذي بات يعتقد أنه صاحب الخطوات الأولى في تاريخ البشرية.

دلالات
المساهمون