ألغت أعلى محكمة في هونغ كونغ، اليوم الاثنين، إدانة صحافية على خلفية تحقيق أعدته بشأن هجوم تعرّض له محتجون مؤيدون للديمقراطية على أيدي أنصار الحكومة عام 2019.
واعتُبر الانتصار نادراً من نوعه بالنسبة للعاملين في مجال الإعلام في مدينة أجبرت سلطاتها وسيلتين إعلاميتين مستقلتين ومعروفتين على الإغلاق، منذ فرضت بكين قانوناً للأمن القومي عام 2020.
وقالت الصحافية المخضرمة باو تشوي خارج محكمة الاستئناف النهائي بعد صدور الحكم: "سعيدة. لا يمكنني التفكير بكلمة أخرى يمكنها وصف مزاجي حالياً.. أعتقد أن هذا النوع من السعادة يستحقه جميع أفراد المجتمع".
وأدينت تشوي عام 2021، وغرّمت ستة آلاف دولار هونغ كونغي (765 دولاراً أميركياً) بتهمة "الإدلاء بإفادة كاذبة" لدى وصولها إلى سجلات عن مالكي سيارات في سجل عام خلال تحقيقها في الهجوم الذي نفذته عصابة مسلحة بهراوات وعصي.
ولدى تقديم الطلب عبر الإنترنت للوصول إلى هذه البيانات، يُطلب تحديد غرض البحث ضمن ثلاثة خيارات هي: "إجراءات قانونية" أو "بيع وشراء مركبات" أو "أمور أخرى مرتبطة بحركة السير والنقل".
اختارت تشوي السبب الأخير، وهو ما اعتبر في المحكمة الأساسية، ولاحقاً في محكمة الاستئناف، أنّه لا يشمل غرضها المتمثل بالعمل الصحافي.
لكن قضاة المحكمة الخمسة، قرّروا يوم الاثنين بالإجماع إلغاء الإدانة، مشيرين إلى أنّ "لا سبب يدفع إلى استثناء العمل الصحافي القائم على حسن النية" من تعريف الخيار الأخير.
وقال القضاة في حكمهم: "يمكن قراءة أمور أخرى مرتبطة بحركة السير والنقل... بطريقة أوسع، ليشمل الخيار عمل التحقيق الصحافي الجدي الذي قامت به مقدمة طلب الاستئناف".
وأضافوا أنّ هذه القراءة الفضفاضة هي نتيجة "حرية التعبير والصحافة المكفولة دستورياً".
ولفتت تشوي إلى أنّ الحكم شدّد على أهمية هذه الحريات، وقالت: "أعتقد أن هذا أهم ما في حكم اليوم".
وقامت تشوي بأبحاثها حينذاك من أجل وثائقي أعدته عام 2020 لشبكة RTHK العامة للبث في هونغ كونغ.
وتركز التحقيق على إخفاق الشرطة في الاستجابة بالسرعة الكافية لهجوم يوليو/ تموز 2019، في لحظة حاسمة في ظل الاحتجاجات الضخمة، والتي تخللها عنف في أحيان كثيرة، وهو ما وجه ضربة إلى ثقة السكان بالشرطة.
وذكر الوثائقي الذي نال جوائز أنّ الشرطة فشلت في الاستجابة إلى تجمّع رجال يحملون عصياً وصلوا إلى منطقة يون لونغ على متن مركبات محددة ليلة الهجوم.
واستناداً إلى سجلات ملكيات السيارات التي حصلت عليها تشوي، كشف البرنامج تفاصيل جديدة عن المشتبه بارتكابهم الهجوم، إذ توصل إلى أن بعضهم مرتبط بلجان ريفية نافذة سياسياً مؤيدة لبكين.
(فرانس برس)