إشكاليات إليسا: عود على بدء

23 اغسطس 2023
تتكرّر مشاكل إليسا مع شركات الإنتاج (2U2C)
+ الخط -

منذ أكثر من عام تشهد أغاني إليسا، تخبطاً على مستوى الإنتاج، ما بدأ ينعكس سلباً على عائداتها السمعية عبر المنصات المختلفة، إلى جانب تراجع نجاح الأغاني الجديدة، مقارنة بأعمال فنانات أخريات، نجحن بالحفاظ على خط مستقيم أو متصاعد من الجماهيرية. فهل السبب خيارات إليسا الفنية والإنتاجية؟ أم عقود الاحتكار الطويلة التي تفرضها شركات الإنتاج على المغنين؟
سؤال يمكن الإجابة عنه، ليس فقط في قضية إليسا التي تحولت إلى محطة تتفاعل تفاصيلها كل شهر، خصوصاً مع إصدار أي أغنية جديدة لها، لكن أيضاً مع مختلف المغنين الذين يوقعون برحابة صدر عقوداً وتنازلات تجعلهم أسرى شركات الإنتاج والتوزيع.
حذف "يوتيوب" أغنية "العقد" كلمات أيمن بهجت قمر في أول تعاون له مع إليسا، وألحان محمد يحيى، بعد ساعات قليلة من نشر شركة روتانا للأغنية على "يوتيوب"، جعل إليسا تسارع إلى إعلان أن الحذف سببه "إشكالية" إنتاجية، معلنة أن الاستماع إلى العمل ممكن على منصات أخرى مثل "أنغامي" التي عادت إليها المغنية اللبنانية قبل عامَين، إلى جانب المنصات المجانية الأخرى.
في مقابل تصريح إليسا هذا، أكدت معلومات من داخل شركة "وتري" للإنتاج أن كل التطبيقات الأخرى ستحذف الأغنية تباعاً، على الرغم من أن العقد بين الشركة وبين إليسا انتهي في 12 أغسطس/ آب الحالي. لكن طبيعة العقد بين المغنية اللبنانية و"وتري" لا تقاس بالسنوات، أو لنقل غير محددة بإطار زمني، بحسب البنود التي وقّع عليها الطرفان. بل إن المعيار هو كمية الأعمال التي ستوزّعها الشركة، وبالتالي فإن ألبوم إليسا الأخير يجب أن يصدر عن شركة "وتري" ليكون آخر تعاون بينهما، خصوصاً أن إليسا اختارت بنفسها إنهاء التعاقد مع الشركة، إثر خلافها مع الملحن زياد برجي، وهو الخلاف الذي تحوّل إلى مسلسل إعلامي.

وأمام هذه التعقيدات قررت إليسا، في خطوة غير محسوبة، يبدو، إعطاء شركة روتانا حق توزيع وعرض أغانيها المنفردة، لتقف لها "وتري" بالمرصاد، وتحذفها تباعاً، كما حصل مع أغنيتها الأخيرة "العقد"، وقبلها "بتمايل على البيت".
لعبة القط والفأر بين إليسا و"وتري" مستمرة منذ فترة، ولكل من الطرفَين رواية ووجهة نظر يروّج لها في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وبين الرأيين دعاوى ومطالبات مالية بين هذا الطرف وذاك. وفي زحمة هذه الأخبار القضائية التي لاحقت صاحبة "بستناك" ها هي تخسر في كل مرة جزءاً كبيراً من حضورها حتى تنتهي هذه القضية بشكل حاسم ونهائي، وتظل إليسا نفسها بعقود إنتاجية من دون وسيط، بعيداً عن شروط الشركات.

المساهمون