إدانات بعد التقارير حول التجسس عبر برمجية إسرائيلية على صحافيين وناشطين ومسؤولين

19 يوليو 2021
تقارير جديدة لمؤسسات إعلامية حول التجسس على صحافيين (Getty)
+ الخط -

بعد انتشار التقارير حول استخدام "بيغاسوس" من إنتاج "إن إس أو" لاختراق الهواتف المحمولة لمجموعة من الصحافيين والمسؤولين الحكوميين وناشطي حقوق الإنسان حول العالم، ليل الأحد وأمس الإثنين، توالت الإدانات، والتي لم تقتصر هذه المرة على الجهات المعنية بحرية الصحافة، بل امتدت إلى جهات سياسيّة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الإثنين، إن استخدام برامج التجسس لاستهداف الصحافيين غير مقبول على الإطلاق. وأضافت، خلال زيارة إلى براغ "إذا كان هذا قد حدث، فإنه غير مقبول على الإطلاق... إنه يخالف أي نوع من القواعد في الاتحاد الأوروبي".

من جانبها، ندّدت الحكومة الفرنسية بما وصفته بـ"وقائع صادمة للغاية". وقال الناطق باسم الحكومة، غابريال أتال، لإذاعة "فرانس إنفو"، "إنها وقائع صادمة للغاية، وإذا ما ثبتت صحتها، فهي خطيرة للغاية". وأضاف "نحن ملتزمون بشدة بحريّة الصحافة، لذا فمن الخطير جداً أن يكون هناك تلاعب وأساليب تهدف إلى تقويض حرية الصحافيين وحريتهم في الاستقصاء والإعلام".

وكان الناطق باسم الحكومة الفرنسية أكد صباحاً أنه "ستكون هناك بالتأكيد تحقيقات وستطلب توضيحات"، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية. وأوضح أتال أن الصحافيين الذين يدعمون التحقيق "يصرون على حقيقة أن الدولة الفرنسية ليست جزءاً من هذا البرنامج". وشدد على أن الاستخبارات الفرنسية تتبّع أساليب يسمح بها القانون "وهي تحترم الحريات الفردية، وتحديداً حرية الصحافة. وأكد أن الحكومة "لا تقارب هذا الموضوع بخفّة".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وأورد موقع ميديابارت الإخباري، في مقال الإثنين، أن "أرقام الهواتف النقالة لليناييغ بريدو وإدوي بلينيل (مؤسس مشارك للموقع) وردت ضمن قائمة من عشرة آلاف استهدفتها أجهزة الاستخبارات المغربية، باستخدام برنامج تجسّس قدّمته الشركة الإسرائيلية".

وأعلن تقدّمه بشكوى أمام النيابة العامة في باريس، حتى يتسنّى للقضاء "إجراء تحقيق مستقل في هذا التجسس الواسع الذي أقدم عليه المغرب في فرنسا". وأضاف "أبعد من العواقب القانونية، من نافل القول إن هذا الاعتداء على الحريات الأساسية الذي تقوده قوة أجنبية ضد صحيفة مستقلة، يتطلب رداً حازماً من السلطات الفرنسية، بما يتجاوز الإدانة".

ولفت الموقع، في مقاله، إلى تزامن التجسس على الهواتف مع "قمع الصحافة المستقلة في المغرب"، وتحديداً ضد الصحافي الاستقصائي عمر راضي، الذي يحاكم بتهمتي "المس بسلامة الدولة" والتخابر مع "عملاء دولة أجنبية".

واستُهدف ناشطون وصحافيون وسياسيون من حول العالم بعمليات تجسس، بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طوّرته شركة "ان.اس.او" الإسرائيلية، تحت اسم "بيغاسوس". ويسمح البرنامج، إذا اخترق الهاتف الذكي، بالوصول إلى الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى اتصالات مالكه. ونفت الشركة الاتهامات.

يستند التقرير إلى قائمة حصلت عليها منظمتا "فوربيدن ستوريز" والعفو الدولية، تتضمن 50 ألف رقم هاتفي، يعتقد أنّها لأشخاص تعتبرهم "NSO موضع اهتمام منذ عام 2016. وتضم القائمة أرقام ما لا يقل عن 180 صحافياً و600 سياسي و85 ناشطاً حقوقياً و65 رجل أعمال... وفق التحليل الذي أجرته المجموعة التي حددت العديد من الأرقام في المغرب والسعودية والمكسيك.

وتشمل القائمة أرقام هواتف صحافيي منظمات إعلامية من حول العالم، بينها وكالة "فرانس برس" و"وول ستريت جورنال" و"سي أن أن" و"نيويورك تايمز" و"الجزيرة" و"فرانس 24" و"راديو فري يوروب" و"ميديابارت" و"إل باييس" و"أسوشييتد برس" و"لوموند" و"بلومبيرغ" و"ذا إيكونوميست" و"رويترز" و"فويس أوف أميركا" و"ذا غارديان". وستكشف أسماء شخصيات أخرى مدرجة في القائمة التي تشمل رئيس دولة ورئيسي حكومة خلال الأيام المقبلة.

المساهمون