إخلاء سبيل 3 صحافيات مصريات معتقلات منذ العام 2022

07 فبراير 2024
سجنت المذيعة هالة فهمي في أبريل 2022 (فيسبوك)
+ الخط -

أعلن نقيب الصحافيين المصريين خالد البلشي، الأربعاء، إخلاء سبيل ثلاث صحافيات مصريات معتقلات منذ قرابة عامين، على خلفية توجيههن انتقادات لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالبتهن بتحسين الأوضاع المهنية والمالية في مؤسساتهن الإعلامية.

ولم يكشف البلشي مزيداً من التفاصيل حول كواليس الإفراج عن 3 صحافيات مصريات هن: منال عجرمة (63 عاماً) وهالة فهمي (59 عاماً) وصفاء الكوربيجي (52 عاماً)، اللواتي اعتقلن في أوقات متفرقة من العام 2022.

واعتُقلت الصحافية في مجلة الإذاعة والتلفزيون الحكومية، منال عجرمة، من منزلها في ضاحية التجمع الخامس، شرقي العاصمة القاهرة، في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، رغم معاناتها من آثار عمليات جراحية في العمود الفقري عجزها عن الحركة من وقت لآخر، فضلاً عن رعايتها لوالديها المسنين.

وكان اعتقال عجرمة رداً على كتابتها ومشاركتها منشورات في "فيسبوك"، تنتقد فيها بعض ممارسات رئيس الجمهورية، حيث واجهت اتهامات مزعومة بـ"الانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها، والتحريض على ارتكاب فعل إرهابي، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب فعل إرهابي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في جريمة الترويج لفعل إرهابي".

أما المذيعة البارزة في الهيئة الوطنية للإعلام (اتحاد الإذاعة والتلفزيون سابقاً)، هالة فهمي، فقد دهمت قوات الأمن منزلها في اليوم ذاته الذي ألقي فيه القبض على صفاء الكوربيجي، فجر 20 أبريل/ نيسان 2022.

وعانت فهمي قبل القبض عليها الكثير من التضييق على عملها الصحافي والإعلامي لإسكات صوتها بالقوة، بعد انتقادها مساهمة بعض البنوك المصرية في بناء سد النهضة الإثيوبي، وتوسع دولة الإمارات في شراء الأصول في بلادها.

وبدأت فهمي عملها في التلفزيون المصري عام 1987، وكان أوّل أعمالها مساعدة مخرج في القناة الثالثة، وظهرت لأول مرة مذيعةً في التلفزيون عام 1991. وطالما تفاخرت بوصولها إلى العمل التلفزيوني من دون وساطة، ومن أشهر البرامج التي قدمتها "الضمير" و"القاهرة اليوم".

فيما، عبرت صفاء الكوربيجي مراراً عن استيائها من الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب المصري، في ظل تدني مستوى المعيشة وغلاء الأسعار وانتشار الفساد، مما دفع برئيس مجلس إدارة مجلة الإذاعة والتلفزيون حيث تعمل لإصدار قرارٍ بإنهاء خدمتها، بداعي "انقطاعها عن العمل من دون إذن أو عذر مقبول، لمدة شهرين متتاليين في بداية عام 2022".

وقبعت مصر في المرتبة 166 من 180 دولة في نسخة عامي 2020 و2021 من تقرير حرية الصحافة الذي تعده منظمة مراسلون بلا حدود، وتراجعت إلى المرتبة 168 في عام 2022.

وأكدت المنظمة أن حال الإعلام ينتقل من سيئ إلى أسوأ منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014، وعلى مدار سنوات.

ويبلغ عدد الصحافيين المصريين المعتقلين نحو 15 صحافياً نقابياً، من بينهم 7 صحافيين أُلقي القبض عليهم عقب جلسات الحوار الوطني التي دعا لها السيسي، في أبريل 2022، بالإضافة إلى عدد آخر كبير من الصحافيين غير المسجلين في جداول القيد في النقابة، والعاملين في مجال الإعلام والتصوير.

وأدانت منظمات حقوقية، في وقت سابق، استمرار السلطات المصرية في حبس مجموعة من الصحافيين والمدونين، والزج بآخرين في السجون، على ذمة القضيتين رقمي 440 و441 لسنة 2022، بموجب لائحة اتهامات واحدة تستند جميعها إلى تحريات جهاز "الأمن الوطني" بوزارة الداخلية، على الرغم من تنوع واختلاف مجالات عملهم، وظروف وتوقيت القبض عليهم، وملابسات التحقيق معهم.

وطالبت المنظمات المصرية بغلق القضيتين، والإفراج الفوري عن جميع المتهمين فيهما، والتوقف عن توظيف تهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية (من دون تحديدها)، ونشر أخبار كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، لمعاقبة كل من يشرع في ممارسة حقه الطبيعي في التعبير عن رأيه، أو يشارك بالنقد أو التحليل في قضايا الشأن العام.

المساهمون