إجراءات "نتفليكس" لمنع تشارك الحساب تعود عليها بـ6 ملايين مشترك جديد

20 يوليو 2023
واجهت الشركة صعوبات خلال العام الماضي (كريس دلماس/ فرانس برس)
+ الخط -

أتت خطوة "نتفليكس" بفرض رسم إضافي على مستخدميها نظير تشارُكهم كلمات سر حساباتهم مع آخرين ثمارها، إذ تجاوز عدد مشتركيها 238 مليوناً، أي بزيادة 5,89 ملايين في الربع الثاني، ما يشكّل قفزة غير متوقعة لمنصة البث التدفقي.

وتمكنت "نتفليكس"، التي تعاني راهناً، كمنافِساتها، تبعات الإضراب الكبير للممثلين وكتّاب السيناريو في الولايات المتحدة، من تحقيق أرباح صافية قدرها مليار ونصف مليار بين إبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران، وفقاً لبيان أصدرته الأربعاء عن نتائجها.

ومنذ مايو/ أيّار الماضي، ألزمت "نتفليكس" مستخدميها في أكثر من مئة دولة، بينها الولايات المتحدة، بدفع رسم إضافي في حال شاؤوا تزويد أشخاص آخرين غير مقيمين في المحلّ نفسه بكلمات السر التي تتيح لهم استخدام حساباتهم على المنصة، بعدما كان كثر منهم يُقدمون على ذلك من دون مقابل.

وأوضحت الشركة في بيانها، الأربعاء، أنّ "الإيرادات في كل منطقة (من العالم) ارتفعت عمّا كانت عليه قبل هذا التغيير"، وأنّ "عدد الاشتراكات بات أكثر من الإلغاءات".

ويُتوقع تالياً أن تسارع المنصة فوراً إلى توسيع نطاق سياستها في شأن تشارُك الحسابات المدفوعة ليشمل كل البلدان التي تتوافر فيها خدمتها.

وتسعى "نتفليكس" إلى تحسين وضعها بعد صعوبات واجهتها عام 2022، من خلال تحقيق المزيد من الإيرادات من كل مستخدم.

وفي هذا السياق، توقف العمل، يوم أمس، في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بأرخص صيغة اشتراك من دون إعلانات.

وجاء في رسالة إلى المستخدمين: "إذا كنت مشتركاً راهناً في عرض Basic الأساسي، يمكنك الاحتفاظ به إلى أن تغيّر الصيغة أو تلغي اشتراكك".

"زيادة الضغط"

يمكن للمشاهدين في هذين البلدين وفي كندا الاختيار بين صيغة تتخلّلها إعلانات (بسعر سبعة دولارات شهرياً في الولايات المتحدة)، ونوعين من الاشتراكات من دون إعلانات بسعر أعلى (15,5 دولاراً و20 دولاراً).

وينبغي عليهم دفع ثمانية دولارات إضافية كلّ شهر لتمكين شخص آخر من استخدام حسابها.

وتوقّع المحلل في "إنسايدر إنتيليجنس" روس بينيس أن "تزيد نتفليكس الضغط على مشاركة كلمات المرور ونمو عائدات الإعلانات".

وأوضح أن هذا التوجه "ليس من قبيل المصادفة. ففي ظل ركود قاعدة مستخدمي الخدمة في عدد متزايد من البلدان، تسعى المجموعة إلى دفع المستخدمين المتطفلين إلى اعتماد الصيغة التي توفرها مع إعلانات".

وقدّرت شركة الدراسات هذه عائدات الإعلانات التي ستحققها "نتفليكس" في الولايات المتحدة بنحو 770 مليون دولار هذه السنة، وبأكثر من مليار دولار في 2024.

وأفادت "نتفليكس" بأنّ عدد المشتركين في صيغة البرامج مع إعلانات، التي أطلقتها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وصل في منتصف مايو/ أيّار الماضي إلى نحو خمسة ملايين مستخدم نشط شهرياً في مختلف أنحاء العالم، وهو رقم مختلف عن عدد المشتركين.

وقال المدير العام المشارك غريغ بيترز، يومها: "منذ بداية السنة، زاد عدد مستخدمي خدمتنا بإعلانات بأكثر من الضعف". وأضاف أنّ "ما معدله أكثر من ربع المشتركين الجدد يختارون هذه الصيغة في الدول التي تتوافر فيها".

وأضافت الشركة في بيانها إنّ "بناء نشاط إعلاني من العدم ليس سهلاً ولا يزال أمامنا عمل كثير، لكننا نعتقد أن حجم هذا النشاط سيصل مع الوقت إلى مليارات الدولارات".

إضراب

سجلت "نتفليكس" في الربع الثاني إيرادات بقيمة 8,2 مليارات دولار، أي أقل بقليل مما توقعه المحللون.

وتراجعت قيمة سهمها أكثر من 8 في المئة في التداول الإلكتروني بعد إغلاق بورصة نيويورك.

وأوضح لويس نافيلييه، وهو مدير الاستثمارات في شركة استشارية تحمل الاسم نفسه، أن المحللين "يخشون أن تجد المنصة نفسها مفتقرة إلى المحتوى بسبب الإضراب في هوليوود".

لكنه رأى في تصريح لوكالة فرانس برس أن ما يهم "نتفليكس" هو "زيادة عدد المستخدمين، وخطوة كلمات السر أتت ثمارها".

وأدى الإضراب، الذي ينفذه الممثلون وكتاب السيناريو في الولايات المتحدة، إلى أسوأ حالة شلل عرفها هذا القطاع منذ أكثر من 60 عاماً.

وتظاهر المئات منهم الجمعة أمام مبنى "نتفليكس" في هوليوود (لوس أنجليس)، وكذلك في نقاط أخرى وأمام الاستوديوهات ومقار منصات البث التدفقي الأخرى، ومنها "إتش بي أو" و"أمازون" و"باراماونت".

ويطالب الممثلون وكتاب السيناريو بتحسين رواتبهم التي باتت متدنية جداً في عصر البث التدفقي.

كذلك يسعون إلى الحصول على ضمانات تحول دون استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، إن لكتابة نصوص السيناريو للأعمال، أو لاستنساخ أصواتهم وصورهم.

وقال الرئيس التنفيذي المشارك تيد ساراندوس، خلال مؤتمر المحللين الأربعاء: "كنا نأمل التوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة".

وفي إبريل، أكّد أن لدى "نتفليكس"، إذا حصل الإضراب، ما يكفي من "الأفلام والعروض من مختلف أنحاء العالم (لتستمر لفترة طويلة)".

(فرانس برس)

المساهمون