"أي تي في إكس" تنضمّ للمنصات الرقمية في بريطانيا

12 ديسمبر 2022
ستطرح "أي تي في" 15 ألف ساعة من المحتوى عبر المنصة الجديدة (كريستوفر فورلونغ/Getty)
+ الخط -

أعلنت الشبكة التلفزيونية البريطانية "أي تي في" عن إطلاق خدمة البث الرقمي الجديدة "أي تي في إكس" بكلفة 65 مليون جنيه إسترليني هذا العام و195 مليون جنيه إسترليني العام المقبل، ثمّ 185 مليون جنيه إسترليني سنوياً، بما في ذلك ميزانية محتوى تبلغ 160 مليون جنيه إسترليني في الأعوام 2024 و2025 و2026.

ومثلما أسّست شبكة البث التلفزيوني عام 1955 كمحطة مستقلة منافسة لـ"بي بي سي"، تشقّ اليوم خدمة البث الجديدة طريقها لمنافسة خدمة البث الرقمي "أي بلاير"، التي أطلقتها "بي بي سي" عام 2007.

وتبدو مهمّتها في التنافس والحضور على خريطة البث الافتراضي اليوم أبعد وأكثر تعقيداً مع اتّساع رقعة التطبيقات التي توفّر ملايين برامج التسلية والإنتاج الدرامي والسينمائي. ويبدو أن القرار "الصادم" الذي اتّخذته "بي بي سي" في وقت سابق من هذا العام عبر إعلانها عن إغلاق أكثر من 400 وظيفة في خدمتها العالمية، بما فيها إذاعة "بي بي سي" العربية والفارسية والصينية، لم يكن مجرّد "توفير للنفقات"، بل يترجم "الانتصار" الذي حقّقه المحتوى الرقمي على حساب البث التلفزيوني التقليدي.

وفي حين تتساءل صحيفة "ذا غارديان" عمّا إن كان إطلاق "أي تي في إكس" هو بداية النهاية بالنسبة للتلفزيون، تأتي الإجابة واضحة، لا لبس فيها، نظراً إلى أن شركات التلفزيون، بما فيها الكبرى والعريقة، لم تعد على رأس قوائم المستثمرين والمشترين بحسب البيانات.

وتشير صحيفة "إيفنينغ ستاندر" إلى أنّه "حتّى مع ضعف الجنيه الإسترليني الذي يجعل المملكة المتحدة صفقة رابحة للأعمال التجارية، وحتّى مع تداول أي تي في بسعر بخس، فإن شركات التلفزيون ليست على رأس قائمة المشترين الانتهازيين".

وتضيف الصحيفة أن شركة "كومكاست" التي دفعت 30 مليار جنيه إسترليني مقابل شبكة "سكاي نيوز" قبل أربع سنوات، قامت في أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي بتخفيض قيمة أعمال التلفزيون المدفوع بمقدار 8.6 مليارات دولار.

يُذكر أيضاً أن المحطة تعرّضت في شهر مارس/آذار الماضي لضربة كبيرة في أسعار الأسهم، حيث امتنع المستثمرون عن خطط استثمار ضخم بعدما أطلقت منصة "نيتفليكس" تحذيرها من أن "طفرة" البث التي ساهم وباء كوفيد-19 بتغذيتها، بدأت تتلاشى. وانخفض سعر سهم "نتفليكس" والذي شهد ازدهاراً غير مسبوق في وقت قريب، لأكثر من النصف خلال العام الجاري.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

ويأتي إطلاق "أي تي في إكس" بالتزامن مع إعلان "بي بي سي" استعدادها للانتقال كلّياً إلى العالم الافتراضي خلال العقد المقبل. إذ عبّر المدير العام تيم ديفي في كلمة له قبل أيام عن حماسة لا متناهية لإغلاق برامج البث التلفزيوني والإذاعي التقليدية، استعداداً لتقديم "عالم يقتصر على الإنترنت فقط".

وفي حين اعترف ديفي بالتحدي الكبير المتمثّل "في كيفية الوصول إلى ملايين البريطانيين من شريحة كبار السن أو الأكثر فقراً أو تلك التي تسكن المناطق الريفية حيث الاتصال بالإنترنت ضعيف جداً، إلّا أنه لم يقدّم أي حلول لهذا التحدّي.

وسيتمكّن مشاهدو المنصة الجديدة من الاختيار بين المحتوى المجاني، الذي تموّله الإعلانات، أو المحتوى المدفوع مقابل خدمة اشتراك خالية من الإعلانات ومن العروض الحصرية. يأتي هذا بالتزامن أيضاً مع إعلان "نتفليكس" نيّتها طرح فئة اشتراك أرخص ثمناً لكنها تحتوي على الإعلانات.

كذلك، ستطرح "أي تي في إكس" 15 ألف ساعة من المحتوى، مقارنة بـ4 آلاف ساعة تتيحها "أي تي في". واعترف المدير الإداري للشبكة كيفن ليجو، بأنّ عادات المشاهدة تتغيّر بسرعة وأن منصة البث تريد توسيع نطاق طموحاتها والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين الباحثين عما "يُعرض للمرة الأولى".

المساهمون