أيمن رضا ومعركة الإنتاج: هل يكسب الرهان؟
نور عويتي
أخيراً، كُشف عن افتتاح شركة إنتاج سورية جديدة، للمنتج ماهر برغلي، سيتولى مهمة إدارتها الفنان أيمن رضا. وستبدأ الشركة نشاطها الفني بإنتاج مسلسل البيئة الشامية "الكندوش" الذي كتبه الممثل حسام تحسين بيك، وسيتولى مهمة إخراجه سمير حسين.
لا تخلو تصريحات الفنان أيمن رضا، التي صاحبت الإعلان عن إشرافه على شركة الإنتاج، من الرعونة؛ بل هي بدت أشبه بامتداد لحربه الإعلامية مع شركاء نجاحه السابقين الذين لم يخف على أحد خلافه معهم، وأبرزهم باسم ياخور، إذ لم يوفر رضا فرصة لانتقاده والتقريع به.
بهذا، فإن اللقاءات الإعلامية الأولى التي كانت تهدف إلى الحديث عن مخططات الشركة ومشاريعها الفنية القادمة وهويتها وآلية عملها، استثمرها أيمن رضا للاستعراض والتبجح؛ إذ أعلن أن شركته الجديدة لن تغلق الباب في وجه أحد. وفي هذا السياق، أشار إلى أنه سيؤمّن فرص عمل لعمايري وياخور، في سياق لا يمكن ربطه سوى بحربه المعلنة مع ياخور، التي كان أحد أبرز نقاطها: اتهامه لياخور بالوصولية، وبأنه تخلى عن أصدقائه في المهنة ولم يمدّ لهم يد العون يوماً.
صرّح رضا بأنه سيرد الجميل لبعض الممثلين ويؤمّن لهم فرصة
تصريحات رضا امتدت في هذا السياق لتشمل فنانين آخرين، أبرزهم أيمن زيدان، المتغيب عن الدراما التلفزيونية منذ عدة أعوام، والذي كان يدير شركة "شام الدولية" نهاية القرن الماضي، وكان له الدور الأكبر في تكريس اسم أيمن رضا كأحد أبرز أعلام الكوميديا السورية حينها. صرح رضا بأنه سيردّ الجميل ويؤمّن فرصة ليعيد أيمن زيدان للدراما السورية التلفزيونية، وأشار إلى أنه أفضل من يستطيع لعب دور البطولة في مسلسل "الكندوش". لكن التصريحات بدت استعراضية ومستفزة للغاية، وكأن رضا يحاول من خلالها أن يحمّل أيمن زيدان جميلاً قبل صنعه؛ وهو ما قد يسفر عن رفض زيدان للعرض المعلن، الذي لم يتم بعد.
ومن ناحية أخرى، فإن تصريحات أيمن رضا بدت هجومية وغير متوازنة أبداً. فمن جملة التصريحات التي أطلقها كانت هناك انتقادات جارحة لأعمال دراما البيئة الشامية عموماً؛ لم يسلم منها حتى مسلسل "الكندوش"، الذي سيقوم بإنتاجه! إذ أكّد أنه لا يرغب في إنتاج مسلسلات بيئة شامية، لكن هذا هو الموجود الآن.
بعد ذلك، حاول رضا تدارك الموقف من خلال الإشارة إلى أن مسلسل "الكندوش" من باقي المسلسلات التي تنتمي لذات النمط، ولكنه في مجمل حديثه لم يبد أي حماسة للمسلسل الذي سينتجه ويشارك بالتمثيل فيه أبداً، وحاول أن يوجه الحديث نحو أعمال الشركة اللاحقة له، والتي بدأ الترتيب لها قبل أن يبدأ تصوير المسلسل الأول، والتي ستتضمن مسلسلا معاصرا وفيلما سينمائيا.
لا شك في أنه لا يمكن الحكم على مسلسل "الكندوش" الآن، ولا على الإضافة التي سيقدمها أيمن رضا في موقعه الجديد للدراما السورية؛ لكن المقدمات لا تبدو مبشرة أبداً، فمن الواضح أن رضا لا يرغب في فتح صفحة جديدة، وسيواصل من موقعه الجديد خلافاته التي سئم منها الجمهور على السوشيال ميديا.
ومن ناحية أخرى، يبدو واضحاً أيضاً أن رضا سيحاول أن يعيد الدراما إلى الزمن الذي بزغ فيه نجمه، لحقبة التسعينيات وبداية الألفية، التي يسميها البعض حقبة الدراما الذهبية؛ وذلك قد يكون مغرياً للجمهور السوري الذي لا يزال يتابع أعمال تلك الحقبة إلى اليوم، ولكن تحقيق ذلك اليوم يكاد يكون مستحيلاً بسبب كل التغيرات السياسية والثقافية التي طرأت بعدها. ولا يمكن المراهنة على أن إعادة نجوم تلك المرحلة، وعلى رأسهم أيمن زيدان، قد يعيد للدراما السورية رونقها المفقود.