أول تعليق للمصري "عم ربيع" صاحب فيديو إلقاء البرتقال على شاحنات مساعدات متوجهة إلى غزة

18 فبراير 2024
مشهد بحث الأطفال في غزة عن طعام كان "يوجعه" و"يبكيه" (إكس)
+ الخط -

يقف بائع الفواكه المصري، ربيع أبو حسن، الذي اشتهر باسم "عم ربيع" على ناصية إحدى طرق محافظة الجيزة، غرب العاصمة القاهرة، منتظراً "قوت يومه". لكنه ربح أضعاف ذلك المال المنتظر مع مشهد هرولته إلى إلقاء حبات البرتقال مجاناً إلى شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة عندما لمحها تمرّ من أمامه.

المشهد الذي جرى تداوله في منصات التواصل عربياً بصورة كبيرة، جعل "عم ربيع" الذي يعود أصله للصعيد جنوبيّ مصر، "بطلاً"، خسر بالمعيار التجاري حبات من البرتقال، لكنه ربح دعوات وإشادات الملايين بموقفه الداعم لغزة التي تواجه حرباً إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

كذلك ربح بائع البرتقال المصري، وفق إعلام محلي، تبرعات من معجبين بموقفه، شملت رحلتي حج وعمرة ومحلاً لبيع الفواكه بدلاً من البيع في الشارع، فضلاً عن اسمه الذي نحت عبر هاشتاغات (وسوم) أشهرها #بائع_البرتقال #الصعيدي_الجدع.

المصري "عم ربيع": مشهد أطفال غزة الجوعى يبكيني

"عم ربيع"، كما اشتهر على منصات التواصل، وبعبارات تحمل شجناً، تحدث لوسائل إعلام عربية ومصرية، عن قلبه الذي طار من الفرحة عندما رأى شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة تمرّ من أمام عينه، يبدو أنه لم يصدق، إذ يتابع الأخبار كل ليلة وينام حزيناً على ما يحدث في فلسطين، كما يقول.

مشهد بحث الأطفال في غزة عن طعام، كان "يوجعه" عندما يراه على الشاشات و"يبكيه" كما يقول، ولكن ظهور تلك الشاحنات شكل طاقة أمل بأن يصل إليهم الغذاء قريباً، يضيف عم ربيع.

و"لو كان عندي حاجة أغلى كنت عملت"، يستطرد عم ربيع في حديث آخر عبر الهاتف مع الإعلامي عمرو أديب مساء الجمعة، عبر قناة إم بي سي مصر الخاصة، مضيفاً أنه استشعر أن تلك الشاحنات "تحمل أثراً من أهل غزة".

وأبلغ عم ربيع السائقين أن يأكلوا من البرتقال الذي ألقاه إليهم، ويتركوا ثمار البرتقال الأخرى التي ألقاها فوق الشاحنات التي يستقلونها من أجل أن تصل إلى غزة.

وفي مفاجأة غير متوقعة، أبلغه عمرو أديب، خلال المحادثة الهاتفية، بتكفل رجل أعمال بشراء محل لبائع البرتقال وتكفل آخر بمصاريف حجّ له، وختم حديثه بالقول: "يا عم ربيع البرتقال بتاعك (الذي تملكه) ذهب".

إشادات لا تتوقف بموقع المصري "عم ربيع"

الداعية الفلسطيني جهاد حلس، عبر حسابه بمنصة إكس، علّق قائلاً: "يعلم الله يا عم ربيع أن أثر هذه الحبات من البرتقال لامست شغاف قلوبنا، وإنّا لنجد طعمها في فمنا أشد حلاوة من العسل"، ويغرد بالعبارة ذاتها، حساب محمود أبو صالح الذي يضع علم فلسطين بجوار اسمه.

عبد الله غباين، من غزة كما يعرف نفسه، غرّد أيضاً عن هذا الموقف الإنساني، قائلاً: "المواطن المصري الأصيل العم ربيع بائع الفواكه، مرّت من أمام بسطته شاحنة مُساعدات، فقام على الفور بإلقاء حبّات البرتقال فوقها لتصل إلى أهلنا في القطاع الحبيب". يقول العم ربيع: "لو كنت أقدر أعمل أكتر من كده كنت عملت"، مضيفاً: "ما أعظم صنيعك".

وغرد خليفة الهنائي، حول هذا الموقف قائلاً إن موقف عم ربيع "شغل قلوب العرب"، موجهاً الشكر له ومضيفاً: "مصر عظيمةٌ بأهلها، وبتاريخها، وببطولاتِ رجالها".

معاذ بن فيصل الحربي، لم يختلف عن الهنائي، في الإشادة، حيث غرّد قائلاً: "أرفع لك القبعة احتراماً وجزاك الله خيراً (..) أصيل يا ربيع".

وقال حساب باسم عز الشيخ أيبك في تغريدة أخرى: "عم ربيع وهو يرمي البرتقال (للشاحنات) كان يرمي رزقه ورزق عياله لأهله وأولاده وإخواته في غزة لأنه حاسس (يشعر) أنه واجب عليه يساعد".

وأضاف: "عم ربيع هو النموذج المشرف وهو الرسالة من ربنا إنك لما تقرر تتصدق لله بنيه خالصة ربنا مش هيسيبك (لن يتركك) وسيعوضك أضعاف أضعاف ويفتح لك أبواب الخير".

وقال محسن اليزيدي: "عم ربيع يمثل روح كل مواطن عربي يتمنى يقدم أي شيء لأهل غزة ".

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

(الأناضول)

المساهمون