إشادات عدة، سواء من الفنانين أو الصحافيين أو الجمهور العادي، تلقاها الفنان المصري البريطاني، أمير المصري، عن دوره في فيلمه العالمي "ليمبو" الذي عرض، يوم الأربعاء الماضي، ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 42، وذلك في عرضه العربي الأول، بعدما شارك في مهرجانات دولية عدة، وحصل على عدد من الجوائز، بينها جائزة الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة.
عن كواليس الفيلم والصعوبات التي واجهت طاقم العمل، يتحدّث المصري في هذا اللقاء مع "العربي الجديد".
حدثنا عن شعورك بمشاركة فيلمك العالمي "ليمبو" في مهرجان القاهرة السينمائي؟
سعيد جداً بالتواجد من خلال فيلم عالمي في مهرجان بلدي الذي يقام على أرض مصرية، متحدياً كل الظروف التي يمر بها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا. ومصر ستظل رائدة وهوليوود الشرق، ومشاهدة الفيلم بين أبناء بلدي وأصدقائي لها مذاق مختلف. المشاركة بفيلم عالمي في مهرجان مصري شيء يجعلني أشعر بالفخر الشديد، خاصة وأن هذه هي المرة الثانية التي أشارك في نفس المهرجان بفيلم عالمي، حيث شاركت الدورة الماضية من خلال الفيلم الدنماركي Daniel مع المخرج نيلز أردين أوبلف، والحمد لله نال أيضاً إشاداتٍ عديدة.
هل شخصية "عمر" التي جسدتها هي شخصية حقيقية؟
نعم حقيقية فهي لشاب سوري اسمه بالفعل "عمر" كان قد تقابل مع المخرج. وهو عازف عود يسافر إلى بريطانيا للحصول على حق اللجوء، فيصعب الحصول عليه، ويتم ترحيله إلى جزيرةٍ في إسكتلندا. وقد لفت نظري في القصة أنّها مختلفة عن معظم القصص التي ترصد حياة اللاجئين، والتي تلقي الضوء عادةً فقط على الدور الذي لعبه الأجنبي في حياة اللاجئ، أو أنّ اللجوء حلم، هو ما لم يحدث في القصة، فشخصية "عمر" تحب وتفضل التواجد في بلدها رغم كل الظروف، وهذه هي كانت واحدة من رسائل الفيلم إلى دول أوروبا.
ما هي أصعب الكواليس التي مررت بها أثناء التصوير؟
الدور كله صعب، ولا أبالغ إذا قلت إنه أصعب دور قدمته في مشواري. ورغم أنَّه دورٌ قصير، لكن الفن لم يكن بالكيف، فأنا قدمت العديد من الأفلام سواء في مصر أو عالمياً. امتدت عملية التصوير لمدة شهر كامل في الصحراء في جزيرة نائية بإسكتلندا، ومن دون أيَّ اتصال، لعدم وجود شبكة اتصالات أو إنترنت، بجوار ظروف مناخية صعبة وبرد قارس. ولكني كنت سعيداً بذلك، لأني كنت أبحث عن شعور اللاجئين السوريين. وبعيداً عن أجواء التصوير، فالشخصية نفسها كان لها متطلبات عديدة. إذْ أجسِّد شخصية شاب سوري، وكان عليَّ أن أتعلم اللهجة السورية بإتقان شديد، بجوار أن الشاب يعزف على آلة عود، فتعلمت على آلة العود. وكنت أتدرب على العزف أربعة أيام في الأسبوع لمدة شهرين. وأثناء التصوير نفسه كنت أخضع لتدريبات حتى أستطيع الإلمام بكل التفاصيل، لأنه في أغلب الوقت، تعليم العود يحتاج إلى سنوات، وبالتأكد كان شيئاً مرهقاً أن يتم تكثيف التدريس.
أجسِّد شخصية شاب سوري، وكان عليَّ أن أتعلم اللهجة السورية بإتقان شديد، بجوار أن الشاب يعزف على آلة عود، فتعلمت على آلة العود.
هل تعرفت إلى لاجئين سوريين على أرض الواقع؟
طبعاً التقيت بالعديد منهم للتقرب من ظروفهم أكثر، والإحساس بمدى شعورهم بالغربة أثناء اللجوء لأي مكان غير بلدهم. وذلك على مختلف الجوانب سواء النفسية أو الاجتماعية. ولكن للعلم فإن لاجئي سورية، رغم ظروفهم القاسية التي فرضها الواقع عليهم لا يتوقفون عن الضحك في محاولة منهم للخروج من أجواء الحزن التي فرضت عليهم.
كيف كان ترشحك لجوائز "بافتا" البريطانية كأول فنان من أصول مصرية يترشح لها؟
ترشحت لـ "بافتا" من قبل لجنة تحكيم عالمية، وذلك بعد دوري في فيلم "ليمبو" وترشيح منتجيه لي. ولم أكن أتوقّع إطلاقاً أن يحدث ذلك وأشارك في المنافسة على الجوائز مع أربعة فنانين عالميين، وذلك في قائمة الجيل الجديد للمواهب الصاعدة لعام 2020.
هل هناك مشروعات فنية جديدة قريباً؟
لدي ثلاثة أفلام، سأبدأ في الاستعداد لها قريباً.
ألم ترغب في الرجوع للتمثيل في مصر، خاصة بعد تقديمك بعض التجارب في بدايتك؟
عرض علي مسلسل في شهر رمضان الماضي وكنت أتمنى طبعاً التواجد في مصر، لكن للأسف كانت هناك أزمة في التنسيق في مواعيد التصوير وبينها وبين أعمالي خارج مصر. وأتمنى ضبط هذه الأمور قريباً، لأنني أتمنى طبعاً التمثيل مع فناني بلدي، فهم فنانون كبار، وأنا أحترم جداً العمل في مصر، فلا أنسى مثلاً، أن دوري في فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" مع النجم الكبير وأستاذي محمد هنيدي هو سبب معرفة الجمهور بي.
يذكر أن الفنان الشاب أمير المصري هو ممثل مصري بريطاني، حصل على العديد من الجوائز وتعاونَ مع نجوم في السينما العالمية، منهم توم هيدلستون، وهيو لوري، وأوليفيا كولمان، ووودي هارلسون. وُلد في القاهرة ونشأ في لندن، قدّم في مصر فيلمين حققا نجاحًا جماهيرياً كبيراً، هما "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" (2008) مع محمد هنيدي، و"الثلاثة يشتغلونها" (2010) مع ياسمين عبد العزيز. أكمل دراسته في لندن ليتخرّج من أكاديمية LAMDA، ويبدأ مشواره الفني بأعمال مثل Rosewater عام 2014، وبعدها حصل على فرصة البطولة في أعمالعدة ليثبت نفسه أمام الجمهور والنقاد كموهبة بريطانية ناشئة.