أميركا اللاتينية: هذه الأصوات المساندة لغزة

14 ابريل 2024
في بوغوتا، أكتوبر 2023 (راوول ألبوريدا/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اجتاحت التظاهرات التضامنية مع قطاع غزة عواصم ومدن أوروبية وأمريكية، بينما لم تحظَ حركات التضامن في أميركا اللاتينية بالاهتمام الإعلامي المماثل، رغم نشاطها الملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع.
- حساب "Palestina Hoy" على منصة إكس وحسابات أخرى في البرازيل مثل "Sou Palestina"، تحولت إلى مصادر رئيسية للمعلومات حول القضية الفلسطينية في أميركا اللاتينية، مترجمة المحتوى إلى الإسبانية ومواجهة تحيز بعض المؤسسات الإعلامية.
- فنانون في أميركا اللاتينية، خاصة في الأرجنتين وفنزويلا، استخدموا الجداريات والغرافيتي لتكريم الشهداء الفلسطينيين وزيادة الوعي حول الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، معبرين عن تضامنهم من خلال الفن الشارعي.

مع بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، تركّزت الأنظار بشكل أساسي على التظاهرات التضامنية التي اجتاحت العواصم والمدن الأوروبية، من باريس إلى لندن وميلانو ومانشستر وبروكسل... إلى جانب التظاهرات التي لا تزال مستمرة في مختلف المدن والولايات الأميركية. لكنّ حراكاً آخر في أميركا اللاتينية لم يأخذ نصيبه في الاهتمام أو الإضاءة الإعلامية.
فإلى جانب التظاهرات في دول مثل البرازيل وتشيلي وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا، برزت مجموعات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، هدفت بشكل أساسي إلى تقديم محتوى منحاز للرواية الفلسطينية، في ظل تقاعس بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى، حتى أن هذه المجموعات تحوّلت إلى مصدر للمعلومات بالنسبة للإعلام.
المثال الأبرز هو حساب Palestina Hoy (فلسطين اليوم) على منصة إكس. يتابع الحساب قرابة 600 ألف شخص، وقد تحوّل منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى مصدر أساسي للمعلومات في أميركا اللاتينية. الحساب الذي أُنشئ قبل أربع سنوات، بات واحداً من الحسابات الأكثر متابعة في العالم بعد السابع من أكتوبر، إذ احتل المرتبة الـ32 في قائمة أفضل الحسابات على "إكس" بعد عملية طوفان الأقصى. وينقل الحساب المحتوى الذي تنشره الحسابات الرسمية للمؤسسات الفلسطينية ووكالات الأنباء والصحافيين المستقلين، إذ يترجم هذا المحتوى إلى اللغة الإسبانية.
في البرازيل أيضاً ظهرت حسابات عدة مناصرة للفلسطينيين، وقد توسعت رقعة انتشارها بعد السابع من أكتوبر. ومن أبرز هذه الحسابات Sou Palestina (أنا فلسطين) على منصة إكس، وحساب الاتحاد العربي الفلسطيني في البرازيل... تحاول هذه الحسابات، تقديم معلومات قد لا يراها المواطن البرازيلي في الإعلام الرئيسي في البلاد، خصوصاً أن المؤسسات الإعلامية الكبرى، منحازة بشكل أو بآخر للرواية الصهيونية.
في الشارع، وإلى جانب التظاهرات المتضامنة مع الفلسطينيين في قطاع غزة، عرفت مدن لاتينية عدة رسم لوحات وغرافيتي، تكريماً للشهداء الفلسطينيين، وهؤلاء الصامدون في غزة يواجهون آلة القتل الإسرائيلية. فالشهر الماضي أنهى فنانون أرجنتينيون رسم جدارية على سلالم محطة السكك الحديدية المزدحمة في حي مورينو في بوينس آيرس. عمل هؤلاء الفنانون بإشراف الفنان المناصر للقضية الفلسطينية غوستافو كالفيت، بهدف زيادة الوعي حول الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة. في الجدارية يظهر طفل فلسطيني يرتدي الكوفية التقليدية ويرفع علم فلسطين. وإلى جانبها علم فلسطيني كتب عليه "من أجل فلسطين حرة وديمقراطية واشتراكية".
هذه ليست الجدارية الأولى التي يرسمها كالفيت دعماً لفلسطين، بل سبق أن رسم على أكثر من جدار، رسومات تظهر معاناة وصمود الفلسطينيين في مختلف أنحاء فلسطين التاريخية.

هذه الجداريات ليست جديدة في المدن اللاتينية، بل حتى قبل حرب الإبادة، عمد رسامون كثر إلى تخليد النضال الفلسطيني على الجدران. على سبيل المثال، عبّر فنانون فنزويليون في شهر أغسطس/آب الماضي، عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على نضال فلسطين المستمر لمقاومة الاستعمار الإسرائيلي، من خلال جدارية لخريطة فلسطين، ومفتاح العودة، والعلم الفلسطيني، بالإضافة إلى صورة لمقاتل فلسطيني يرتدي الكوفية التقليدية ويرفع علامة النصر، في العاصمة كراكاس.

المساهمون