في مسعى لإحياء الإرث الموسيقي العربي، تلتئم في العاصمة الأردنية عمّان اعتباراً من مساء الخميس، ولمدة ثلاثة أيام، أصوات حناجر وآلات شرقية، تقدم أمسيات موسيقية غنائية من نوستالجيا التراث الغنائي والموسيقي العربي، تتيحها مؤسسة عبد الحميد شومان مجاناً للجمهور الأردني، تحت عنوان "أمسيات شومان في وسط البلد"، والتي تعود مجدداً إلى مسرح الأوديون الأثري الروماني وسط عمّان القديمة، بعد غياب ثلاث سنوات بسبب جائحة كوفيد-19.
ويلتقي الجمهور مساء الخميس الفنانة الفلسطينية رلى عازر، في حفل يحمل عنوان "أن نحيي إرثنا الموسيقي العربي"، فيما يُحيي حفل مساء الجمعة الفنانون الأردنيون لارا عليان وهيفاء كمال وطارق الجندي، في أمسية عنوانها "لأجل مشهد موسيقي أجمل". ويختتم الموسيقي اللبناني شربل روحانا الفعاليات بحفل يحييه مساء السبت، تحت عنوان "أن نقدم فناً عالياً للجميع".
وأشار المستشار الإعلامي لمؤسسة عبد الحميد شومان، أيهم سماوي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن الهدف من هذه الأمسيات هو "تقديم الموسيقى العربية للجمهور بالمجان، وحفظ وتوثيق التراث الموسيقي العربي، من خلال فعاليات منتقاة، ترتقي بالذائقة الفنية للمتلقين".
وقال سماوي: "ساهمت جائحة فيروس كورونا في تغييب الفعل الثقافي والفني لفترة طويلة، لذا حرصنا على أن تكون عودة فعاليات أمسيات شومان وسط البلد على قدر من الجمال والفن عالي المقام".
ويجيء اختيار الفنانة رلى عازر كونها تتميز بتقديم الغِناء التراثي والفلكلوري بشكل محدث، وتغني للوطن وأهله ومعاناته، وتسخّر نشاطها في تعزيز الهوية التراثية الفلسطينية والعربية وتثبيتها في أذهان جمهورها.
أمّا طارق الجندي، وهو عازف عود وملحن ومؤلف موسيقي، فله إسهامات واضحة في المشهد الموسيقي في الأردن والوطن العربي، من خلال العديد من الإنتاجات التي قام بها، آخرها سلسلة منهاج تعليم آلة العود.
ولارا عليان موسيقية ومغنية حاصلة على درجة الماجستير في الفنون الموسيقية، وقد أحيت عدة حفلات غنت فيها الأغاني الإنسانية والوطنية، وتركّز في مسيرتها على الفن الوطني الملتزم وتغني لقضايا الإنسان أينما كان، كما تحرص على الجمع ما بين النص الأدبي الجميل والمستوى الفني المتقدم.
وهيفاء كمال فنانة وموسيقية ومنتجة درست الموسيقى العربية والغناء العربي، وكانت جزءاً من العديد من الفرق الموسيقية، وأنتجت مقطوعات موسيقية من مختلف الأنواع.
وشربل روحانا موسيقي وعازف عود حاصل على درجة الماجستير في علم الموسيقى، يدرّس آلة العود منذ العام 1986، كما يحيي الأمسيات الموسيقية منذ العام 1984، وقام بجولة في العديد من البلدان والأماكن وحلّ على عدد من المهرجانات، وتعاون في تأليف المسرحيات الموسيقية لعروض مصمم الرقص عبد الحليم كركلا، وفاز بالعديد من الجوائز، مثل الجائزة الأولى في مسابقة هيراياما عام 1995 في اليابان، عن أفضل مقطوعة، وكان عنوانها "نشيد السلام".