بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة، وجّه تطبيق، مملوك للمؤسسة الإعلامية الألمانية العملاقة "أكسل سبرينغر"، صحافييه إلى تقديم تغطية متحيزة ضد الفلسطينيين، وفقاً لموقع ذا إنترسبت الإخباري، الخميس الماضي.
وكشف "ذا إنترسبت"، نقلاً عن موظفين ووثائق داخلية، أن "أبداي" Upday الذي يعدّ التطبيق الأكبر لتجميع الأخبار في أوروبا أصدر توجيهات لصحافييه بجعل التغطية المتعلقة بالعدوان على غزة تعكس تأييداً لإسرائيل، وبإعطاء الأولوية للرواية الإسرائيلية، وبتقليل أعداد الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين.
وقال أحد الموظفين لـ"ذا إنترسبت"، في حديثه عن الإشعارات الفورية والتنبيهات المرسلة إلى ملايين الهواتف: "لا يمكننا إبراز أي شيء يتعلق بعدد القتلى أو الضحايا الفلسطينيين من دون ذكر معلومات حول إسرائيل في موقع أعلى في القصة". وأشار الموظفون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحماية مصدر عيشهم، إلى أن هناك انزعاجاً واسعاً في جميع أنحاء الشركة بشأن هذه التوجيهات.
وحذر التطبيق موظفيه من نشر أي عناوين يمكن أن "يساء فهمها" على أنها مؤيدة للفلسطينيين، وفقًا لموظفَين قابلتهما "ذا إنترسبت". وطلب من الموظفين صياغة التعليقات التي أدلى بها المسؤولون الإسرائيليون، والتي تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم، بلغة تؤكد على "حجم ووحشية" الهجمات التي تشنها حركة حماس على الاحتلال.
وفقاً للموظفين، فإن هذه التوجيهات صدرت لتتلاءم مع مبادى "أكسل سبرينغر" لدعم الشعب اليهودي وحق إسرائيل في الوجود.
في المقابل، قالت ممثلة "أكسل سبرينغر" ومقرها ألمانيا، جوليا سومرفيلد، لـ"ذا إنترسبت": "نحن نرفض بشدة هذه الادعاءات غير المباشرة". وأضافت: "لم نوجه صحافيينا إلى تجاهل الضحايا المدنيين في غزة، ولم نطلب من محررينا التلاعب بالتغطية الإخبارية، ولم تشارك إدارة المؤسسة في أي قرارات تحريرية".
طرح "أبداي" عام 2016، وهو متوفر في 30 دولة، ولديه عشرات الملايين من المستخدمين. تنشر "أكسل سبرينغر" صحيفتي بيلد ودي فيلت الألمانيتين، وصحيفة التابلويد البولندية فاكت، إضافة إلى صحف أوروبية أخرى. في الولايات المتحدة، تمتلك حصة أغلبية في موقع إنسَيدر الإخباري، واشترت "بوليتيكو" عام 2021 حين أكدت أنها سترفع مستوى دعم "حق إسرائيل في الوجود" في هذه المنصة الإخبارية.
وهذا الانحياز ضد الفلسطينيين لا يقتصر على "أكسل سبرينغر". فمنذ بدء العدوان المتواصل على غزة هذا الشهر، أفادت تقارير إخبارية بأن "إم إس إن بي سي" استبعدت مقدميها المسلمين عن الشاشة، ونفت الشبكة الأميركية ذلك. وذكرت تقارير أخرى أن "بي بي سي" علقت عمل 6 صحافيين وتحقق في منشورات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أنها مؤيدة لـ"حماس".