أسماء عائلة الأسد تسقط عن المعالم السورية

08 يناير 2025
من جبل قاسيون في دمشق، 30 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يُعتبر "جسر الرئيس" في دمشق مركزاً حيوياً لتبادل الحافلات، وأعيد تسميته بعد سقوط نظام الأسد إلى عبد الباسط الساروت، في إطار التغيير الشعبي. كما تم تغيير أسماء المستشفيات لتجنب الإرباك الإداري.

- كانت أسماء عائلة الأسد تُستخدم في تسمية المنشآت العامة، ومع استعادة سوريا من حكم آل الأسد، بدأت الجهود الشعبية لتغيير الأسماء، مثل جامعة البعث التي أصبحت جامعة حمص.

- سيطر اسم باسل الأسد على الرياضة السورية، حيث أُطلق اسمه على المدن الرياضية ودورة الوفاء للباسل، التي أُقيمت في مدينة رياضية أصبحت قاعدة أمريكية لاحقاً.

لعلّ "جسر الرئيس" هو المساحة والمكان الأكثر ازدحاماً في دمشق، كون أسفله يشكّل مركزا لتبادل نقل الحافلات بين مختلف مناطق العاصمة، وأعلاه يصل بين الطرف الجنوبي والشمالي لوسط المدينة، وبالتالي على الساكن في العاصمة أو زائرها، أن يمر ولو لمرة واحدة يومياً بالجسر، ما يكرّس لفظ "الرئيس" يومياً في حياة السوريين. ومع سقوط نظام الأسد أطلق شعبياً على الجسر اسم عبد الباسط الساروت.

وليس هذا الجسر هو المعلم الوحيد الذي حمل اسم أحد أفراد عائلة الأسد. اتخذت وزارة الصحة المؤقتة خطوة لتعديل أسماء المستشفيات المنتشرة في أنحاء البلاد من اسم "الأسد" أو "الباسل" (نسبة إلى باسل الأسد)، لتصبح بأسماء المناطق التي تتبع لها.

يقول أحد العاملين في وزارة الصحة في عهد النظام إن الأسماء السابقة لهذه المؤسسات كانت تسبب إرباكاً في الأعمال الإدارية داخل الوزارة نفسها؛ إذ إن إصدار كتاب أو أمر إداري إلى أحد المستشفيات المقرونة باسم باسل الأسد، قد يفضي إلى خطأ ما، مثل أن يرسل الكتاب إلى مستشفى طرطوس بدلاً من مستشفى صافيتا.

يذكر الموظف في أحد المشاريع المجتمعية (مستشفى سلحب)، الذي بناه أحد مشايخ المنطقة بالتعاون مع سكانها بالاتفاق مع وزارة الصحة، أن الأخيرة حينها لم تقبل بتطبيق الجزء المتعلق بها من الاتفاق (تأمينه لوجستياً)، "لو أن القائمين على المشفى أطلقوا مسمى الباسل أو الأسد على مشروعهم لما تجرّأ الوزير آنذاك على التفكير في عدم تطبيق الجزء المتعلق بالحكومة من الاتفاق، فهذه الأسماء كانت تحمل من الرهبة ما يجعل المسؤولين ينصاعون لكل ما يمجد رأس النظام وعائلته".

اسم الأسد يطلق أيضاً على المكتبة الوطنية ودار الأوبرا في ساحة الأمويين، وعلى كثير من الساحات في المدن السورية. غالباً ما يكون تمثال حافظ الأسد أو باسل الأسد موجوداً في واحدة من الساحات. وفي المدن الصغيرة يكون الأمر لافتاً، فعلى سبيل المثال في مدينة الحسكة هناك "دوار الباسل - ساحة الرئيس"، والأمر نفسه في مدينة جرمانا، شرقي دمشق.

يقول عبد الله من مدينة الحسكة لـ"العربي الجديد": "في وقت مبكر، كان دوار الباسل هدفاً للثوار. وخلال محاولتهم هدم تمثال باسل الأسد في مايو/أيار من عام 2011، أقدم قناصة النظام حينها على قتل اثنين من المتظاهرين، وكان ثمة محاولة مبكرة لاستهداف تمثال حافظ الأسد، وسط مدينة الحسكة. لكن الأمر لم ينجح بسبب التشديد الأمني الذي مارسته قوات الأسد آنذاك".

مع استعادة سورية من حكم آل الأسد، لا بد من تغيير أسماء كثير من الشوارع والمنشآت الأساسية، بما في ذلك الجامعة في مدينة حمص التي أطلق عليها النظام اسم البعث. يقول محمد الفايز وهو مواطن يعيش في مدينة حمص في حديث لـ"العربي الجديد": "تحرير سورية كان عملاً عسكرياً، لكن تحرير المنشآت ونزع اسم الأسد عنها كان عملاً شعبياً أول الأمر. فمثلاً، حالياً لا يوجد طالب في جامعة البعث إلا ويطلق عليها اسم جامعة حمص. ومن المتوقع أن تذهب الحكومة إلى اعتماد الاسم الجديد ليكون اسماً رسمياً للجامعة رغم كل التعقيدات الإدارية التي ستواجه المشكلة، وأعتقد أن كل خريجي الجامعة القدامى سيكونون على استعداد لتبديل مصدقات تخرجهم وشهاداتهم من اسم البعث، إلى حمص، إن اقتضى الأمر".

الرياضة السورية كانت مقيدة أيضاً باسم باسل الأسد الذي فرض نفسه على الشارع السوري بلقب "الفارس الذهبي"، نتيجة ممارسته للفروسية، التي لم يكن يسمح لأحد بأن يكون منافساً له فيها.

وحكاية الفارس عدنان قصار خير دليل. انتشرت قصة قصار بعد خروجه من سجن صيدنايا، عقب سقوط النظام، ليتبين أنه قضى 21 عاماً في السجن بتهم مختلفة، لكن السبب الأساس هو تفوقه على باسل الأسد الذي يسبق اسمه بتعريف هو الرائد الركن المهندس المظلي الفارس الذهبي.

تكرس اسم باسل في الحياة الرياضية السورية منذ مصرعه في حادث. وباتت كل المدن الرياضية التي أنشئت بعد عام 1994 تحمل اسم مدينة الباسل، لكن الغريب كان تبديل اسم المدينة الرياضية في اللاذقية والصالات الرياضية المغلقة في كثير من المحافظات باسمه، على الرغم من أنها بنيت قبل رحيله.

وإلى تاريخ مبكر من عمر الثورة السورية كانت دورة الوفاء للباسل واحدة من البطولات الداخلية المدرجة على أجندة اتحاد كرة القدم السوري. ولإقامة هذه البطولة ضمن مدينة الحسكة عام 1999، بنيت مدينة رياضية كاملة في الطرف الجنوبي من المدينة، وهي حالياً واحدة من القواعد الأميركية في الشرق السوري.

المساهمون