بعد مشاركته في مسلسل "الهيبة"، الذي يُعرض حالياً بجزئه الخامس، يستعدّ الممثل اللبناني أسعد حطّاب للمشاركة في مسلسل جديد بعنوان "توتّر عالي" كان قد انتهى مؤلّفه ومخرجه أسامة عُبيد الناصر من تصويره في بيروت أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، على أن يُعرَض قريباً عبر منصّة "شاهد".
العمل الدرامي الجديد يمتدّ على 12 حلقةً ويؤدّي فيه حطّاب شخصيّةً مفصليةً مرتبطة بماضي البطل "وزير"، الذي يؤدّي دوره النجم السوري قصي خولي، ضمن إطار دارمي يجمع بين البوليسي والاجتماعي والأكشن، على ما يكشف حطّاب في هذا الحوار الخاص لـ"العربي الجديد".
"العمل قمّة في التشويق الذي ينطلق من أحداث غامضة في ماضي الشخصيّات تتكشّف تباعاً ضمن سياق درامي تصاعدي يقطع الأنفاس". هكذا يصف الممثل اللبناني الإطار العام لمسلسل "توتر عالي"، ويضيف: "أظهر في أوّل حلقتين من العمل ضمن شخصية من الماضي تعود بإطار الـflashback لتنطلق القصّة منها، وهي شخصية تكون في صفّ البطل (وزير ـ قصي خولي) وتعمل لصالحه، ولكنها ستتورّط في عمل يضعها في مواجهة ما كانت تخشاه". ويعترف بأن أحداث العمل هي "بمثابة لغز لن تنكشف خيوطه بسهولة"، مفصحاً أن "المسلسل يضمّ ست شخصيات أساسية، بينما الممثلون الآخرون يظهرون ويختفون أو يُقتلون"، ما يشي بدراما بوليسية مشوّقة، وهو النوع الذي يعرف انتشاراً لافتاً في السنوات الأخيرة على صعيد الدراما العربية.
دخل مجال التمثيل في أواخر التسعينيات وانقطع عنه فترة طويلة
لا يخفي حطّاب إعجابه بالإمكانات الإنتاجية التي سخّرتها شركة الصبّاح للعمل، ويقول: "هو غني جداً بأماكن التصوير التي تتخطّى الخمسين رغم أنه يتألّف من 12 حلقة فقط، كما أنه غني بالشخصيّات المركبة التي تؤدّيها أسماء لامعة من سورية ولبنان، من بينهم ريم نصر الدين وعلي سكر وسعيد سرحان وريتا حايك وجنيد زين الدين وبيار داغر وسارة أبي كنعان وأسعد رشدان وختام اللحام وبيار داغر وآخرين، إلى جانب قصي خولي طبعاً"، الذي يعتبره حطّاب "مثلاً أعلى في التمثيل وفي الأخلاق، فهو متواضع ومحب ويسدي النصائح بطريقة أخوية، كما أنه يحترم الكبير والصغير ويعامل الجميع بمودّة واحترام، وهو ما بات للأسف شبه مفقود بين نجوم الأدوار الأولى".
ويعترف بأن هذه هي "المرّة الأولى التي أتعاون فيها مع الخولي، وأتمنّى ألا تكون الأخيرة. لا أخفي أنني كنت متوتراً بعض الشيء في البداية، لكنّه سرعان ما يبدّد أي شعور بعدم الارتياح ويشعر الممثل الذي يواجهه بالراحة والثقة". وعن الفارق في تجربته التمثيلية بين قصي خولي وتيم حسن الذي اجتمع معه طوال أربعة أجزاء من مسلسل "الهيبة"، يقول: "تيم يضع مسافةً بينه وبين الآخر، ولكن هذه طبيعة شخصيته، وليست دليل عدم تقدير للآخر بل على العكس، ولكنه ربما لا يتصرّف بالحرارة والحفاوة نفسها التي يتصرّف بها قصي".
وعن شخصيّة "أحمد" التي يؤدّيها في العمل، يقول مبتسماً: "لها خطها الخاص الذي سيتوضّح أكثر مع قرب نهاية العمل، ولكنها وضعت الناس في حيرة منذ بداية هذا الموسم حول توجّهاتها وما إذا كانت تساند جبل في معركته أو ان كانت مندسّة وتقف على الجبهة النقيضة له". ويؤكّد أن الخبرة التمثيلية التي اكتسبها من مشاركته في الجزء الأخير "الهيبة-جبل"، "كانت "ثمينةً جداً بالنسبة لي على الصعيد الشخصي، فقد أتاحت لي فرصة التصوير في ظروف لم أعمل فيها من قَبل، مثل تصوير مشاهد الحريق أو التفجيرات أو الاشتباكات المسلّحة والمعارك وغيرها من المشاهد التي تتطلّب مهارات معيّنة من الممثل وتقنيات حديثة في التصوير، كتلك التي استخدمها البرقاوي في هذا الجزء بمهارة جعلت المشاهد يشعر بأنه يتابع فيلماً سينمائياً في كل حلقة وليس مسلسلاً". وعن مشاركته في الفيلم السينمائي لـ"الهيبة"، يقول: "صحيح سيتم تصوير فيلم سينمائي سيكون بمثابة ختام لأسطورة الهيبة التي باتت أشبه بملحمة درامية، ولكن مشاركتي فيه لم تتأكّد بعد".
أسعد حطّاب، الذي دخل مجال التمثيل في أواخر التسعينيات وانقطع عنه فترة طويلة بحكم الدراسة والتدريس ليعود إليه من خلال أولى الإنتاجات العربية المشتركة عبر مسلسل "روبي" عام 2012، يرى أن "الدراما العربية شهدت تغيّرات جذرية في قوالبها وطبيعتها على مرّ هذه السنوات، لا سيّما مع دخول المنصّات الرقمية مجال المنافسة الإنتاجية، وهو ما بات يوفّر فرصاً أكثر للممثلين ويساهم بشكل كبير في تبديد مفهوم البطولات الأولى المكرَّسة لصالح بطولات جماعية متساوية بين مختلف الجنسيات وإن بنسب متفاوتة".
ويبدي أسفه لأن الممثل في لبنان "ما زالت حقوقه مهدورة ولا أحد يحميه بظل غياب العمل النقابي الجاد والصارم الذي يسود البلدان الأخرى، كمصر وسورية، وهذه قضيّة لطالما طرحتها سواء في مواقفي وتصريحاتي أو من خلال ضيوفي في الإذاعة، ولكن للأسف الواقع لم يتغيّر على صعيد النقابات غير الفاعلة في لبنان". حطّاب، الذي أمضى أكثر من 11 عاماً كمقدّم إذاعي عبر محطة "صوت المدى"، لا يرى عودةً قريبة له إلى العمل الإذاعي بعد انقطاع عامين، فـ"الأزمة الاقتصادية في لبنان فرضت شللاً على مختلف وسائل الإعلام ومنصّاته وهي كانت السبب وراء الاستغناء عن خدماتي. وحتى لو كنت أرغب بالعودة إلا أنني أرفض القيام بتنازلات أو العمل بشكل شبه مجاني فقط من أجل الوجود، فالإذاعة أعطتني الكثير وأنا بدوري لم أبخل بموهبتي ومجهودي، وأحبّ أن أحتفظ بأفضل ما حملته لي هذه التجربة على أمل أن أستطيع توظيفها لاحقاً في العمل الإعلامي متى استقامت الأوضاع في لبنان".