أسرى محررون ينشدون لقضيتهم ولشعبهم

25 ديسمبر 2021
تركز أعمال الفرقة على الطابع الفلسطيني الثوري والمقاوم (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

لم يتوقع المنشد حمودة صلاح أن يسوقه القدر، هو ورفيقيه في الأسر مصعب الهشلمون ورمزي العك، للإبعاد عن الضفة الغربية إلى قطاع غزة، بعد تحررهم في صفقة "وفاء الأحرار"، وأن يشكلوا فريقهم الفني الثلاثي الذي يعكس واقع الأسرى الفلسطينيين.

تنسّم الأسرى الثلاثة عبير الحرية، عقب الصفقة التي جرت بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي في العام 2011 حين أطلق سراح الجندي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيراً وأسيرة، إذ تفاوتت مدة اعتقال كل من صلاح والهشلمون والعك ما بين 8 سنوات إلى 11 سنوات، فيما كانوا من أصحاب الأحكام المرتفعة نظراً لمشاركتهم في أعمال المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية قبل أسرهم وإبعادهم للقطاع.

وفي أعقاب تحررهم، في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011، ضمن الدفعة الأولى لصفقة التبادل، تشكل الفريق الثلاثي الذي كان دائم الإنشاد للأسرى خلال فترة الأسر، خصوصاً في سجن ريمون حيث قضوا أغلب فترات الأسر، وحمل اسم "فريق الوفاء الفني".

تركز أعمال الفرقة على الطابع الثوري والمقاوم الفلسطيني الذي يستهدف تحفيز الجماهير ورفع الروح المعنوية إلى جانب توائم هذه الأعمال مع الأحداث المتسارعة التي تشهدها القضية الفلسطينية التي تلت خروجهم من السجن، بداية من حروب غزة أعوام 2012 و2014، وانتفاضة القدس عام 2015، ومسيرات العودة عام 2018 وما تلاها من أحداث.

يقول المنشد مصعب الهشلمون لـ"العربي الجديد" إنهم لم يتوقعوا أن تمتد هذه التجربة التي رافقتهم في سجون الاحتلال إلى خارج السجن، خصوصاً بعد أن كانوا سابقاً في نفس السجن والقسم، وامتدت الرحلة إلى القطاع بعد إطلاق سراحهم وإبعادهم. وبحسب الهشلمون، فإن الاتجاه نحو الفن المقاوم جاء تعزيزاً لمسيرتهم السابقة في مجال المقاومة، ورغبة منهم في تنفيذ أعمال فنية تخدم القضية الفلسطينية وتكون شاملة لجميع الأحداث التي تستجد على الساحة الفلسطينية من هبات وحروب ومواجهات مع الاحتلال.

حول العالم
التحديثات الحية

تمكن الفريق على مدار 9 سنوات من تنفيذ أكثر من 20 عملاً فنياً إنشادياً، كان أبرزها "على الندهة بتلاقينا" التي ارتبطت بفعاليات مسيرات العودة الكبرى، إلى جانب "جوقة القدس" التي خصصت لهبة القدس التي اندلعت في مايو/ أيار الماضي، و"فلسطيني ابن الداخل" التي نشرت أخيراً وتتحدث عن صمود الفلسطينيين في الداخل المحتل وتمتدح كفاحهم.

تتوزع الأعمال ما بين الفريق بين كاتب للكلمات وهي مهمة يتحملها حمودة صلاح، فيما يتولى مصعب الهشلمون في بعض الأحيان الإخراج العام للكليب، فيما يتشارك الفريق الثلاثي الإنشاد لكل عمل حسب طبيعة الصوت المطلوب والكلمات والألحان المستخدمة. تخضع عملية اختيار اللحن الخاصة بالعمل الفني لعملية دقيقة من قبل الفريق بحيث تتناسب الألحان مع الكلمات والأداء، إذ استخدم الفريق ألحاناً شرقية وأخرى من التراث الفلسطيني والعربي وأخرى تدمج بين "الراب" والألحان الغربية.

ولا يحبذ الفريق إصدار عدد كبير من الأعمال سنوياً للحفاظ على جودة الأعمال الفنية على صعيد الأداء العام لها والإخراج والصدى التي تحدثه هذه الأعمال بين الجماهير المتلقية لها، ولذلك فإنَّ عدد الأعمال ما بين 2 إلى 4 أعمال سنوياً فقط، ووفقاً لتطورات الأحداث السياسية.

أما الأسير المحرر والمنشد حمودة صلاح فيقول إنه يركز في كتابة الكلمات الخاصة بالأعمال الفنية للفريق على الأبعاد الوطنية وأن تكون بلغة عربية فصحى مفهومة أو حتى باللهجة الفلسطينية الشعبية لتحظى باهتمام أكبر من المستمعين لها. ويوضح صلاح لـ "العربي الجديد" أن إنتاج العمل الفني الواحد يمر بعدة مراحل، أبرزها كتابة الكلمات واختيار الألحان والمشاهد المرافقة لتصوير الفيديو الخاص بالعمل الفني والاتفاق على الشكل الإخراجي وأن يراعي الفئة المستهدفة من العمل.

المساهمون