انطوت تشكيلات عدد من دور الأزياء لخريف 2023 وصيفها خلال أسبوع الموضة في نيويورك على تحيات تكريمية لنساء أضحين رموزاً، من خلال استلهام إطلالاتهنّ وأسلوبهنّ.
من هذه الرموز الناشطة النسوية البارزة غلوريا ستينم التي طبعت تصاميم مايكل كورس، والفنانة الرائدة إيلين غراي التي شكلت مصدر وحي لغابرييلا هيرست.
ملهمات مايكل كورس
كما غاص في تاريخ النساء اللاتي طبعن ذوق جيله، من يوكو أونو إلى تينا ترنر، مروراً بغلوريا ستينم وجين فوندا، وأيضاً أريثا فرانكلين. وعن هذه الكوكبة من النجمات، قال: "هنّ لا يتبعن القواعد، بل يسلكن طريقهن، ورغم أنهنّ قويات ونافذات وذكيات، هنّ أيضاً سعيدات في حب الموضة".
وكانت الصحافية والكاتبة والناشطة غلوريا ستينم (88 عاماً) جالسة في الصف الأمامي، ووجه المصمم تحية لهذه الأيقونة النسوية المحببة أيضاً لأسلوبها في اللباس، مع حزام يذكّر بما كانت ترتديه من أحزمة.
وقال كورس ساخراً إن "موسم الجوائز"، خصوصاً أوسكار، "بات قريباً وندرك أننا سنشعر بالملل لأن الجميع سيرتدون الأمر عينه طول الوقت".
وأضاف: "النساء اللواتي يرسخن في الذاكرة يرتدين أزياء متمايزة في السهرات، لكن هذا لا يعني اعتماد ملابس مجنونة من أجل عرض صورها على إنستغرام". وانعكس ذلك في عرضه من خلال عارضة تتجول مرتدية بزة ضيقة ذهبية مطرزة تحت معطف طويل من الكشمير.
أحجية غابرييلا هيرست
بعد الاستلهام في مجموعتها السابقة من الشاعرة الإغريقية القديمة صافو، إحدى أوائل النسويات في التاريخ، سلطت هيرست الضوء الثلاثاء على الفنانة والمعمارية الأيرلندية إيلين غراي التي مهدت الطريق للحركة الحداثية في عشرينيات القرن الماضي.
ويظهر هذا التأثير في القصات المستقيمة للسترات، والسراويل أو المعاطف الطويلة من الكشمير المعاد تدويره.
وتذكّر حقيبة حمراء أو معطف جلدي رقيق جداً مصمم على شكل أحجية من الألواح المتناسقة الصغيرة، بشكل مباشر بعمل الفنانة التي عاشت 98 عاماً (1878-1976) ولا تزال تحمل رقما قياسياً باسمها لصاحبة أغلى قطعة أثاث من القرن العشرين في المزادات، وهي كنبة من حقبة "آرت ديكو" بيعت في مقابل 21.9 مليون يورو عام 2009.
وقالت غابرييلا هيرست التي تواصل تشغيل علامتها التجارية بموازاة عملها مديرة فنية لدى دار كلويه، في رسالة تعريف عن مجموعتها، إن إيلين غراي "لم تشهد" على هذا النجاح مطلقاً، "ومثل العديد من النساء، فقد قللت من قيمة وأهمية تفوقها".
"ذا بلوندز" والحنين إلى هوليوود القديمة
وقد امتزجت الفساتين المتلألئة والفراء الصناعي وقصات الشعر الأفريقية وأحذية "لوبوتان" ذات الكعب العالي، مع الموسيقى التصويرية لأفلام جيمس بوند. وقال ديفيد بلوند في الكواليس: "عندما فكرنا في سحر هوليوود القديم، كان المرجع النهائي إليزابيث تايلور، علاقاتها العاطفية الصاخبة وهوسها بالمجوهرات".
وعلى منصة العروض، ترجم فيليب وديفيد بلوند ذلك عبر ماسة يتم وضعها كقطعة مجوهرات أو أكسسوار على مستوى الحزام أو حتى حماية للجزء العلوي من الجسم بالكامل.
(فرانس برس)