أزمة المهرجانات الفنية المصرية: 300%

03 أكتوبر 2024
ارتفعت تكلفة المواصلات والإقامات بنسبة كبيرة مقارنةً بعام 2016 (أمير مكار / فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه المهرجانات السينمائية المصرية أزمات مالية حادة بسبب ثبات ميزانياتها منذ 2016، رغم ارتفاع التكاليف بنسبة 300% نتيجة التضخم وانخفاض قيمة الجنيه، مما أثر على أسعار الفنادق والطيران.

- يعاني مهرجان القاهرة السينمائي من تحديات في اختيار الأفلام واستضافة الضيوف الأجانب بسبب قيود تحويل العملة، بينما يواجه مهرجان أسوان صعوبات مالية بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران ورفض الوزارات تحمل النفقات.

- تقلص الدعم الحكومي للمهرجانات من 40% إلى أقل من 10%، مما يزيد من الأعباء المالية على المنظمين في ظل سياسة ترشيد الإنفاق الحكومي.

أعاد مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي إلى أذهان الفنانين أزمات عميقة تواجه المهرجانات السينمائية المصرية، إذ تصاعدت انتقادات المسؤولين حول هذه الفعاليات، بسبب ثبات ميزانياتها منذ عام 2016، في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
تتواصل فعاليات الدورة الـ40 للمهرجان خلال الفترة حتى بعد غد، في ظل ظروف تعكس تأثير التضخم وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، ما أسهم في زيادة نفقات المهرجانات بنسبة تصل إلى 300%، خاصة في ما يتعلق بأسعار الفنادق والطيران، وفقاً لتصريحات الناقد الفني الأمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي.
يقول أباظة: "أنا وجميع المسؤولين عن المهرجانات السينمائية التي تقام خارج القاهرة في موقف لا نحسد عليه نتيجة للتضخم الذي عاناه الجنيه في معركته غير المتكافئة مع الدولار، والميزانية ثابتة منذ عام 2016، وهي لم تزد مليماً، بينما الأسعار ارتفعت 300%، ولا سيما أسعار الفنادق والطيران".
يضيف رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، خلال التصريحات التي نشرها عبر صفحته على "فيسبوك": "الميزانية التي كانت تعادل 120 ألف دولار، أصبحت الآن لا تساوي 40 ألفاً، والأسعار ارتفعت ثلاثة، بل أربعة أضعاف".
ولكن على ما يبدو، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالمهرجانات المقامة خارج القاهرة، إذ يقول أمير رمسيس، مدير مهرجان القاهرة السينمائي، إن المهرجان يواجه تحدياً كبيراً في اختيار الأفلام وتكلفة استضافة الضيوف الأجانب، بسبب القيود المفروضة على تحويل العملة الأجنبية في مصر.
يشير رمسيس إلى أن غالبية المهرجانات السينمائية في مصر لديها أزمة مادية شديدة، في ظل ثبات ميزانياتها وحصص الدعم المخصصة لها، مقابل تراجع قيمة العملة المحلية أمام نظيرتها الأجنبية: "نواجه معاناة حقيقية ومتكرّرة في كل دورة للمهرجان، في تغطية نفقات تذاكر السفر وإقامة الضيوف". الأمر نفسه يؤكده السيناريست محمد عبد الخالق، رئيس مهرجان أسوان السينمائي الدولي لأفلام المرأة: "الأزمات الاقتصادية تواجهنا من كل جانب، فوكلاء الأفلام الأجنبية رفعوا أسعارهم مع ارتفاع سعر الدولار واليورو في مصر، فأصبح المقابل المدفوع في ثلاثة أفلام في العام الماضي يُدفع في فيلم واحد الآن".
يشير عبد الخالق إلى أن ارتفاع أسعار تذاكر طيران الضيوف، وخاصة أن أسوان في جنوب مصر، يتسبب في أزمة مالية كبيرة، منتقداً رفض كل من وزارتي الثقافة والسياحة تحمل تلك النفقات، ما يضطر الإدارة إلى تخفيض أعداد كبيرة من المشاركين في كل عام.
أوضح رئيس مهرجان أسوان السينمائي الدولي أنه في كل عام تخفض الدولة الدعم المقدم إلى المهرجانات، فكانت تتحمل نسبة 40% من التكلفة حتى عام 2020، ثم انخفضت إلى 20% حتى عام 2022، غير أن تخفيض قيمة العملة خفض تلك النسبة عملياً إلى أقل من 10%.

نجوم وفن
التحديثات الحية

يقول الناقد الفني أحمد مرسي، لـ"العربي الجديد"، إن ميزانيات المهرجانات السينمائية المصرية لم تشهد أي زيادات تذكر منذ عام 2016، على الرغم من الارتفاع الهائل في تكاليف التنظيم والإنتاج. تعزو الجهات الحكومية هذه المسألة إلى سياسة ترشيد الإنفاق الحكومي التي فرضتها الظروف الاقتصادية الصعبة.

المساهمون