أذرع السيسي تلجأ للفضائح والتسريبات على "ماسبيرو" في حربها مع وزير إعلامه

20 أكتوبر 2020
أسامة هيكل انتقد تغول المخابرات في الإعلام (تويتر)
+ الخط -

تصاعدت حدة الحرب الكلامية الدائرة بين وزير الدولة للإعلام في مصر، أسامة هيكل، المحرر العسكري السابق، والذي يرتبط بعلاقات واسعة مع قيادات في الجيش، وعدد من الإعلاميين الخاضعين لسيطرة الضابط النافذ في جهاز المخابرات العامة، المقدم أحمد شعبان، وفي مقدمتهم رئيس تحرير صحيفة "اليوم السابع" خالد صلاح، ورئيس مجلس إدارة صحيفة "الدستور" محمد الباز، وعضو الهيئة الوطنية للصحافة فاطمة سيد أحمد.

وقال مصدر إعلامي مطلع لـ"العربي الجديد"، إن شعبان أعطى أوامره لعدد من الإعلاميين الذين يطلق عليهم في مصر "الأذرع الإعلامية"، بـ"فضح هيكل عبر منصات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الحكومية والخاصة، تمهيداً لإطاحته من منصبه، على خلفية الصراع الدائر بينهما حول بعض الاختصاصات، وانتقاد وزير الدولة للإعلام تغوّل ضابط المخابرات في المشهد الإعلامي المصري خلال الجلسات المغلقة".

وأضاف المصدر أن "الحملة ضد هيكل، المدعوم من قيادات في المؤسسة العسكرية، ستستمر إلى حين إعفائه من منصبه بقرار من رئيس الجمهورية، في ظل ما يتمتع به شعبان من نفوذ لدى مؤسسة الرئاسة، بوصفه مديراً لمكتب رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، والذي يعتبر كاتم أسرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ شغله منصب مدير مكتبه حين كان وزيراً للدفاع".

وفي تطور كبير للحملة، لجأ تلفزيون الدولة الرسمي "ماسبيرو" من خلال برنامج "التاسعة" على القناة الأولى، إلى سلاح التسريبات الذي استخدمه جهاز المخابرات الذي يملكها ضد معارضي نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث اتهمه وائل الإبراشي بمساندة أعداء الدولة والوقوف معهم في نفس الخندق، متهما إياه حسب التسريب أنه هو من يتلقى تعليمات رئيس حزب الوفد السابق، السيد البدوي، مذيعا محادثة لهما ترجع لعام 2011، يطلب فيها البدوي من هيكل الهجوم على المجلس العسكري، لعدم دعوة "حزب الوفد" للحوار الوطني، الذي دعا فيه "جماعة الإخوان" ونجيب ساويرس.

ولم يقف الهجوم، على سلاح التسريبات، حيث شن المذيع المقرب من الأجهزة الأمنية أحمد موسى على فضائية "صدى البلد" وبرنامجه "على مسئوليتي"، هجوما لاذعا على هيكل، متهما إياه بدعم "إعلام الإخوان" وقناة "الجزيرة" ضد ما أسماه الإعلام الوطني، وطالبه بالاستقالة بعد هذا الموقف.

في حين استمر تفاعل المغردين مع تلك المناوشات، مهاجمين الإعلام المصري وداعمين تصريحات هيكل، علقت نجوى عسران، مديرة مكتبي cnbc عربية في القاهرة والكويت بالقول: "‏ردة فعل بعض الإعلاميين على تصريحات أسامة هيكل تؤكد ما قاله. والواقع الذي نعلمه جميعا أنها مافيا تسيطر على الإعلام ولا أحد يستطيع أن يخترقها وأغلبهم إمكاناته متواضعة ولا تؤهله أن يقدم في إذاعة مدرسية".

وفسر الناشط اليساري أحمد عز العرب الخناقة: "‏في تكية الإعلام قامت خناقة بين مجموعة من حزب (كلنا فاسدون) ووزير الإعلام أسامة هيكل بعد أن اتهم الإعلاميين بالفشل في كسب ثقة المشاهدين وقراء الصحف، فهددوه بنظرية من كان بيته من زجاج.. وترجمتها: لا تعايرني وأعايرك الهم طايلني وطايلك".

وسانده الصحافي محمد صلاح هيكل قائلا: "‏تحدث وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل بصراحة عن أوضاع الصحف وقنوات التلفزيون، فانفجرت في وجهه ماسورة التجريح، ودافع القائمون على الإعلام عن مكتسباتهم ومواقعهم، واستخدموا منصاتهم للخلاص منه.. الوزير على حق، لكن مشكلته أنه بلا صلاحيات تمكنه من تغيير وضع متردٍ تسيطر عليه حيتان الإعلام".
وذكر محمد محسن في التسريب: "‏‎التسريب قديم جدا من أيام 2011  وأنا سمعته من أيام المغفور له عبد الرحيم علي فمفيش جديد أصلا.. بالعكس زاد احترامي وقتها لبدوي كون أنه بيدافع عن مصلحة الحزب بتاعه".

وكتب حساب "جناب الكومندا المهم": " ‏تقريبا كده أسامة هيكل وزير الإعلام اتقرت فاتحته"، ليرد عليه هاني إبراهيم مفسرا: "‏‎أسامة هيكل تبع المخابرات الحربية وباقي الاعلاميين المطبلين للسيسي تبع الأمن الوطني.. لما نشوف مين اللي هيكسب".
وتساءل أحمد سميح بتغريدة تسببت في هجوم الكتائب عليه ليومين: "‏بعد الظابط ياسر سليم والصحافي ياسر رزق والمتحدث العسكري محمد سمير هل سيكون وزير الاعلام أسامة هيكل ضحية المقدم أحمد شعبان الجديدة؟".

وهاجمه هاني سعد: "‏أسامة هيكل ده معندوش دم.. لما تلفزيون الدولة يذيع تسريب لمكالمة ليه وهو قاعد زي الطشت كوزير إعلام.. على الأقل استقيل وخلي عندك كرامة بدل الهرتلة دي".

المساهمون