أدوار مساندة في الدراما المشتركة: أبطال على الهامش

26 مايو 2023
تؤدي سارة أبي كنعان دورها في مسلسل "الثمن" بحرفية عالية (مورغان ليبرمان/Getty)
+ الخط -

شكّلت الوجوه المساندة، في الدراما المشتركة، إضافة مهمّة، ولعلّها واحدة من إيجابيات هذا النمط من المسلسلات التي يحفل بها سوق الإنتاج العربي.

كارمن لبّس، مثلاً، لم تخرج إلى فضاء الدراما العربية، إلا بعد حضور لافت لها في أعمال مشتركة. ويصح القول إن دورها في مسلسل "2020"، من إخراج فيليب أسمر، حدد لها قاعدة شعبية كبيرة عربياً، ما أدى إلى زيادة الطلب عليها من قبل المنتجين. في الموسم الرمضاني الماضي، شاركت في المسلسل السوري "خريف عُمَر" (إخراج المثنى صبح)، وقدّمت فيه دوراً لافتاً.

كذلك، لا تقل موهبة رندة كعدي عن زميلتها لبس في مسلسل "2020"؛ إذ لعبت دور الأم المتفانية في الحفاظ على سلامة عائلتها وأبنائها، وهذا ما دفع المنتجين أيضاً إلى استغلال حرفيتها في أعمال تركية مُعربة، آخرها "الثمن" (نص يَم مشهدي، وإخراج فكرت قاضي)، وتجسد فيه دور الأم صاحبة الحكمة.

من الظلم الحكم على موهبة الممثلتين المذكورتين وغيرهما في أعمال تصنف بأنها تجارية، خصوصاً أنه من الواضح أن رندة كعدي في "الثمن" لم تكن على سجيتها، بسبب بُعد التفاهم بين ممثلة محترفة ومخرج أجنبي، إذ اختلفت بينهما الرؤية والوجهة، ما وضعها أمام حكم ظالم ليست هي المسؤولة عنه، بل الأجواء العامة لتنفيذ مثل هذه الإنتاجات.

من ناحيتها، تلعب سارة أبي كنعان دوراً محورياً في مسلسل "الثمن"؛ مهندسة معمارية تُدعى تيما، تحاول المبارزة في الأداء مع بطلة العمل رزان الجمّال (سارة)، وتتفوق عليها في مشاهد كثيرة لجهة التفاعل مع النص والدقة في تبني الموقف، خصوصاً المشاهد الدرامية التي تروي قصة حب تعيشها من طرف واحد، أو لخيانة صديقها لها، والبحث عن مرفأ آمن ينقذها من قسوة المجتمع.

وكذلك، تلعب الممثلة السورية صباح الجزائري دور الأم في "الثمن"، لكنها تُظلم لجهة مساحة الدور، مع إعطائها شخصية الأم المتسلطة التي تبحث عن سعادة ابنها الوحيد من منظارها الضيق، تبعاً لمصالحها وأنانيتها. ظلمت الجزائري نفسها في سيناريو ضعيف وغير مترابط، لا يُشكل بالنسبة لها إضافة، بل مجرد حضور باهت أمام كل هذه الأحداث التي تغلب على المسلسل ولا تنقذه من ضعفه.

على صعيد مشابه، ظهر الممثل السوري فارس ياغي عربياً في مسلسل "عروس بيروت" (إخراج فكرت قاضي ومارك سلامة). منذ بداية الأعمال الدرامية التركية المُعربة، لفت ياغي أنظار المنتجين في سورية لجهة أدائه الذي أظهر حرفية عالية. في رمضان الماضي، شارك في دور محوري في "العربجي" (إخراج سيف الدين سبيعي)، واستطاع أن يحقق تقدماً في المبارزة مع نجوم الدراما السورية (سلوم حداد، ونادين خوري، وباسم ياخور).

اعتبر بعضهم أن مشاركة الممثل السوري مهيار خضّور في الجزء الثالث من "للموت" (إخراج فيليب أسمر) قفزة نوعية لبطل "شارع شيكاغو"، كونها المرة الأولى التي يحضر بها في الدراما المشتركة من بيروت. أوكل إلى خضّور دور ضعيف في عمل درامي هزيل، لم يتجاوز أن يكون امتداداً لجزأين ضعيفين أيضاً.

المساهمون