حتى الاثنين الماضي، لم تكن أحلام الشاب الأردني، أدهم نابلسي، لتقف عند أي حد. الشاب الأردني وصل عام 2013 إلى بيروت كي يشارك في برنامج "ذا إكس فاكتر"، ويصبح نجماً مشهوراً، واضعاً نصب عينيه نجومية المغني اللبناني وائل كفوري. ولحسن الحظ، كان وائل كفوري آنذاك عضواً في لجنة مدربي برنامج "ذا إكس فاكتر"، إلى جانب زملائه حسين الجسمي وكارول سماحة وإليسا.
وعلى الرغم من ضعف تلك النسخة من البرنامج، بسبب صراع شركات الإنتاج يومها، والسباق بين برامج المواهب المشابهة، مثل "آراب أيدول" وغيره، اتخذ نابلسي (28 عاماً) موقعاً متقدماً منذ اللحظة الأولى، فاجتاز اختبار الصوت الأوّل في الأردن، وسافر إلى العاصمة اللبنانية بيروت برفقة والدته التي كانت داعماً أساسياً في مسيرته.
لكن لم يكن في الحسبان ما حصل في البرنامج بين المدربين أنفسهم، والحرب الخفية التي دارت تحت الطاولة، ومحاولة المغنّي الإماراتي حسين الجسمي الاستئثار بالضوء من خلال فريقه الذي شكّله من الهوّاة.
لم يكن الجسمي يرغب يوماً في أن يصبح عضواً في لجنة المدربين، لكنّه اضطرّ إلى المشاركة لأنّه وضع أمام ضغوطات كبيرة تتعلّق بعقودٍ إعلاميَّة، ووصل إلى بيروت مطمئناً إلى أنّ الفائز في الدورة سيكون من فريقه. وعلى الرغم من كل الانتقادات التي وُجِّهت إلى هذه النسخة، وخصوصاً في انضمام المغربي محمد الريفي إلى فريق الجسمي، وتشجيعه وتزكيته على فوزه في نهاية الأمر، لم يستسلم نابلسي الذي حلّ ثانياً، وتسلّح وقتها بوعدٍ قطعه كفوري أمام المشاهدين بمساعدته ومواكبة إصداراته الغنائية الخاصة، فضلاً عن دعمه من أجل المشاركة في حفلات كفوري الغنائية.
لم يدم دعم وائل كفوري لنابلسي طويلاً، إذ طلب بعدها كفوري من صديقته المغنية مايا دياب الاهتمام بالموهبة التي انقلب عليها فجأة. وفعلاً مدت مايا دياب يد العون له، ووظفت له مساعداً (مدير أعمال) لتنسيق وحجز مواعيد إنتاج أغانٍ جديدة. لكن كل ذلك لم يستمر إلا بضعة أشهر، ليعود بعدها نابلسي إلى الأردن.
بحكم الصدفة، اجتمع نابلسي مع الشاعر اللبناني علي المولى، والموزع المنتج رامي الشافعي الذي مهد أمامه الطريق، وأنتج مجموعة لا بأس بها من أغانٍ وضعت الحجر الأساس، وكونت له قاعدة خاصة به، وأشعلت المنافسة مع زملائه خريجي برامج المواهب، من جوزيف عطية وناصيف زيتون.
حققت أغنيات نابلسي أرقاماً بالملايين على موقع "يوتيوب" حتى نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، عندما أُعلن عن مشكلة كبيرة بينه وبين ومدير أعماله المنتج رامي الشافعي. اضطر يومها نابلسي إلى دخول الحجز الأمني في بيروت بسبب هذا الخلاف ودعاوى قضائية رفعت ضده، ليخرج بإسقاط حق الشافعي عنه، ويبدأ نجاحه بالتراجع.
لا إنتاجات غنائية جديدة، ولا حفلات كما في السنوات الأخيرة، حتى ظهر نابلسي الاثنين الماضي معلناً اعتزاله، لأسباب قال عنها إنها دينية، ما استدعى ردود فعل مؤيدة لقراره وأخرى منددة به، وإدخال مقولة "الفن حرام" إلى ساحة النقاش، واختلاف التفسيرات حول هذه المقولة وفق المراجع الفقهية.
ولكن ثمة من يؤكد أن وراء قرار اعتزال نابلسي مفاجأة أكبر قد تخرج إلى العلن قريباً، وتوضح الصورة بشكل نهائي لا يقبل التأويل.