أداة "تويتر" لتعديل التغريدات: هل تفقد الشبكة ميزتها؟

15 ابريل 2022
التعديل هو "الأكثر طلباً منذ سنوات" من المستخدمين (Getty)
+ الخط -

أعلنت منصة "تويتر" للتواصل الاجتماعي أخيراً عن تطوير أداة تتيح تصحيح تغريداتهم وتعديلها، وهو مطلب عبّر عنه المستخدمون دائماً. لكن البعض يرى في هذه الخطوة تجريداً للشبكة من طبيعتها.

كان مؤسس "تويتر" ومديرها السابق جاك دورسي قد قال إن المنصة لن تتيح "أبداً" ميزة تتيح تعديل التغريدات بعد نشرها، في مقابلة أجرتها معه مجلة "وايرد" في يناير/ كانون الثاني 2021. وبعد أكثر من سنة، غيرت المنصة موقفها، وباتت تتيح لمجموعة محدودة من مستخدميها، وهم المشتركون في خدمتها "تويتر بلو" المدفوعة، تجربة هذه الميزة التي تمكّنهم من تغيير مضمون تغريداتهم بعد النشر.

وقال مسؤول قسم المنتجات في الشبكة جان ساليفان، الأسبوع الماضي: "نبحث عن طريقة لتطوير أداة تعديل" للتغريدات، مؤكداً بذلك صحة تغريدة نشرتها "تويتر" عبر حسابها الرسمي على المنصة في الأول من إبريل/ نيسان وأثارت حيرة لدى المتابعين الذين ظن بعضهم أنها "كذبة إبريل".

وأشار ساليفان إلى أن هذا التعديل هو "الأكثر طلباً منذ سنوات" من المستخدمين الراغبين في "تصحيح أخطاء (محرجة أحياناً)، أو أغلاط طباعة، أو رسائل مكتوبة بصورة متسرعة"، فيما تتيح "فيسبوك" هذه الميزة منذ بداياتها.

ولا تزال الطريقة الوحيدة حتى اللحظة لتعديل التغريدات هي إلغاؤها ثم نشر أخرى محلها.

وقالت المسؤولة عن إدارة المؤتمرات في جامعة "باريس 8" والمتخصصة في الاستخدامات الرقمية صوفي جيهيل، لوكالة "فرانس برس"، إنه على الرغم من ضرورة الحفاظ على "مبدأ التصحيح"، فإنه يتعين أيضاً وضع "علامة تظهر أن الرسالة معدّلة"، متوقفة خصوصا عند احتمال تغيير المستخدمين مواقفهم تبعاً للتعليقات التي يتلقونها.

وكانت الفرق الفنية التابعة لـ"تويتر" قد حذرت من أن المرحلة التجريبية قد تطول، تفادياً لـ"سوء استخدام" الأداة الجديدة خصوصاً عبر "تبديل الأرشيف الخاص بأي محادثة عامة". سيظل ممكنا أخذ لقطات شاشة للرسائل قبل تعديلها، وهي ممارسة شائعة عبر "تويتر"، حيث يمكن للتنمر الإلكتروني بلوغ مستويات عنيفة. ومن بين أشكال هذه الممارسة الـ"دوكسينغ" (doxing)، أي جمع معلومات عن شخص ما من خلال منشوراته السابقة، وإعادة نشرها في توقيت لاحق بهدف الإيذاء. وللحد من التفاعلات غير المرغوب فيها، أعلنت خدمة السلامة في "تويتر" أخيراً عن إجراء اختبار على خاصية تتيح منع وضع مستخدم أي إشارة لاسم مستخدم آخر، أو ما يشبه خاصية "إزالة الإشارة" الموجودة على "فيسبوك". ويهدف ذلك إلى منع حملات التشويه التي يقوم بها أحياناً مستخدمون تجاه مستخدمين آخرين.

لكنّ أنجيلو زينو، من شركة "سي إف آر إيه ريسرتش" الاستشارية الأميركية، رأى أن هذه الخاصية الجديدة قد "تقسّم" المستخدمين إلى مجموعات متعارضة، مع مغرّدين يحظرون أي حساب لا يتوافق معهم في الرأي على سبيل المثال، ولفت، متحدثاً لـ"فرانس برس"، إلى أن هذه الخطوة تضر بالتفاعلات الصاخبة التي أصبحت من أبرز ميزات "تويتر". لكنّ زينو لا يوصي بعدم إجراء أي تعديلات، ويلفت إلى أن المنصة لم تتطور كثيرا في السنوات الأخيرة، وبالتالي فإن هذه الأدوات تشكّل فرصة لـ"إعطاء المستهلكين ما يريدون"، خصوصاً "الأصغر سناً" منهم، شرط عدم التخلي عن العنصر الأساسي في شعبية "تويتر".

المساهمون