أحمد عجيل: إعادة تدوير الضحك في الكليبات

12 نوفمبر 2020
نعيد اكتشاف الدراما والقصص المبتذلة في الكليب (العربي الجديد)
+ الخط -

في الأسابيع الأخيرة، تحولت صفحة الشاب السوري أحمد عجيل على فيسبوك، إلى ما يشبه مزاراً يقصده السوريون الباحثون عن التسلية والمرح، ليمضوا الوقت وهم يقلبون ألبومات الصور التي تشكل ركناً من الذاكرة، ويتبادلون التعليقات والضحك وهم يتصفحون عمله الفني المستقل وغير التقليدي. 

أحمد عجيل هو كاتب سوري مغمور، له تجربة بالكتابة الدرامية الإذاعية لم تحقق نجاحاً يذكر. لكن نجمه بدأ يسطع مؤخراً بعد أن بدأ بنبش الذاكرة الفنية الجمعية، معيداً تدوير الكليبات العربية، ليستخرج الكوميديا الكامنة فيها، ويعيد كتابة سيناريوهاتها الغريبة، مضيفاً إليها تعليقاته اللماحة والساخرة.

وفي وقت قياسي، تمكن من جذب عشرات آلاف المتابعين إليه، الذين باتوا ينتظرون قراءة السيناريوهات الساخرة والموثقة بالصور، والتي تسلط الضوء على الابتذال في الفيديوهات الرومانسية التي كنا نتابعها على مضض، ليغير شكل التلقي والتفاعل مع الفيديوهات نفسها والذاكرة. 

سينما ودراما
التحديثات الحية

عن هذا المشروع، يقول أحمد عجيل في لقاء خاص مع "العربي الجديد": "ليس لدي أي منصة سوى صفحتي الشخصية، وكنت من خلالها أقدم بعض الترشيحات لمشاهدة الأفلام والمسلسلات العربية والعالمية. وفعلياً، موضوع التعليق على الكليبات العربية ليس جديداً على صفحتي، كنت أمارسه سابقاً ولكن بأسلوب مختلف عن الشكل الحالي، فكنت أسخر من بعض الكليبات وكلماتها بتدوينات صغيرة. حقيقةً، إن حقبتي الثمانينيات والتسعينيات تعنيان لي الكثير، وبإمكانك القول إنني ما زلت أعيش فيها، وأسمع أغانيها لغاية اليوم، لأنها تذكرني بمدينتي، بحكم أني مغترب ولاجئ". 

يضيف عجيل: "بداية النجاح كانت مع كليب "عذبوني وعذبوك" لعاصي الحلاني، حين قمت بكتابة تحليل ساخر من منظوري الخاص للكليب يرافقه ألبوم صور، مقتطع من الكليب الأصلي. لم أبذل مجهوداً كبيراً لإعداده، ولم يكلفني سوى بعض الوقت لالتقاط صور للشاشة وكتابة الكلمات الساخرة التي ارتأيت بأنها تتناسب مع كل لقطة. صدقني، لا أعرف كيف وصل منشوري لهذا الكم الكبير من الناس، فأنا لم يكن لدي حينها سوى ما يقارب 200 شخص على صفحتي، وفوجئت بوصول عدد المشاركات إلى 6700، ووصول عدد الإعجابات إلى 15 ألف إعجاب". 

وحول ما إذا كان هناك خطة لتطوير هذا المشروع الفني الصغير في المستقبل القريب، يقول عجيل: "الفكرة قابلة لأن تتحول لبرنامج يصلح للعرض على منصات السوشيال ميديا، ولكنني أفضل بالوقت الحالي الاستمرار بالأسلوب ذاته، فأنا عموماً لا أحبذ التعجل، ولست مستعداً لتحمل خيبة الأمل إذا ما تكلفت على تصوير برنامج لا أضمن له تحقيق صدى. فالناس أحبت كتاباتي وأسلوبي الخاص الذي أتبعته، ولكنهم قد لا يحبون حضوري على الشاشة. هذه هي مخاوفي في الوقت الحالي". 

ولا بد أن نشير في النهاية، إلى وجود عدد كبير من المشاريع الفنية العربية، التي حاولت أن تستند إلى الأعمال الفنية القديمة التي باتت تشكل جزءاً هاماً في الذاكرة الشعبية الجمعية؛ وأعادت استخدام مقاطع من المسلسلات القديمة والإعلانات والأغاني المصورة؛ لكنها جميعاً اتسمت بالتكلف، وكانت بالغالب تضع هذه الأعمال ضمن إطار فني أكثر حداثة يفقدها جزءاً من خصوصيتها، وذلك أثر بشكل أو بآخر على انتشارها، لتكون في معظم الأحيان مجرد حافزاً للعودة بالنبش بالذاكرة الفنية الجمعية مجدداً بدلاً من الوقوف عندها.

أما مشروع أحمد عجيل فهو مختلف عنها جميعاً، إذ اتجه لتبسيط تلك الأعمال بدلاً من تعقيدها، وأتاح بشكل العرض الذي يتبعه الزمن الكافي للتأمل والضحك والوقوف على الذاكرة؛ وفي الغالب هذا هو العامل الذي جعل مشروعه الفني المستقل ينجح بزمن قياسي.

المساهمون