عام 2006، قرر الأمير السعودي الوليد بن طلال افتتاح محطّة "روتانا خليجيَّة". واعتبرت يومها أوّل محطة خليجية متخصصة بالمنوعات وعالم الترفيه فقط. أقيم حفل الافتتاح في العاصمة اللبنانية بيروت، وتحديداً من "استديو فيزيون" لصاحبها ميشال المرّ الذي كان شريكاً لـ "روتانا"، إذْ قرر تأجير استديوهاته في لبنان إلى الشركة السعوديّة.
حفل الافتتاح تحوّل، ولأول مرّة، إلى مهرجان خليجي جمع أهم نجوم الخليج العربي، بطلبٍ من سالم الهندي، مدير "روتانا" للصوتيات. ولكن الحدث الأهم وقتها، كان حضور المغنيتَيْن، أحلام ونوال الكويتيّة، معًا، وللمرّة الأولى، في حدثٍ ينقل على الهواء مباشرة.
خطفت السهرة الخليجيّة الأضواء عام 2006، ولا تزال حتّى اليوم تعتبر حدثاً مرجعياً من حيث حضور نوال وأحلام، ورسمت هذه السهرة بعد 15 عاماً قاعدة أساسيّة تشكل سيطرتهما على سوق الحفلات في الخليج، والمنافسة التي لا تقبل أي دخيل. وعلى الرغم من الخلافات التي وقعت بين أحلام ونوال الكويتية على خلفية بعض المواقف والمقاطعة بينهما، إلا أن نوال تدرك جيداً أن منافستها الأقوى لجهة الحفلات هي أحلام، وهذا ما تُسلم به أحلام أيضاً.
عام 2012، اعترفت أحلام بمنافستين في السوق الخليجي للمناسبات والحفلات. وتحدثت عن اللبنانيتين ميريام فارس ويارا. لكنها قللت من قدر المنافسة، عندما وصفت فارس ويارا بانهما وجبة "مقبلات"، وأنها وزميلتها نوال "الوجبة الدسمة الكاملة" في الفضاء الخليجي العربي. ربما لا تخطئ أحلام كثيراً في هذا التصنيف، ولها كامل الحرية في انتقاد الأخريات اللواتي اقتحمن سوق الغناء الخليجي، ليس أقله حربها بداية القرن الحالي مع المغنية التونسية الراحلة ذكرى محمد، بعد أن عبرت الأخيرة الامتحان الخليجي بنجاح كبير، وتهافت عليها الملحنون والشعراء في الخليج، ولا تزال أغنياتها من أول ألبوم لها صدر 1998 باللهجة الخليجية "ذكرى1" ماثلة في الذاكرة، إلى جانب مشاركتها في رائعة "التلاقي" إلى جانب المطرب السعودي أبو بكر سالم، وصولاً إلى آخر ألبوماتها قبل مصرعها 2003 "وش مصيري" التي قلبت فيها المعادلة، وتفوقت على منافستيها أحلام ونوال الكويتية.
لكن برحيل ذكرى، أعادت أحلام فرض نفسها بقوة، واستطاعت أن تفعّل حضورها عربياً، وليس فقط في دول الخليج، إذْ بنت قاعدة جماهيرية كبيرة لبعض أغنياتها الشهيرة بين العاصمة المصرية القاهرة وبيروت، وصولاً إلى المغرب التي كانت نقطة أساسية في خلافها الذي لم يعمر طويلاً مع نوال الكويتية.
هكذا يفتقد السوق الخليجي في الأصوات النسائية لمغنية بإمكانها أن تخترق النجاح الذي تتقاسمه أحلام ونوال معًا، واعتبارهما مرجعية فنية لها ثقلها وجمهورها في دول الخليج.
لا يمكن أن ينسى الجمهور بداية اللقاء الفني بين أحلام ونوال الكويتية عام 2006، وصولاً إلى حفلهما الأخير في الرياض الذي حصن حضورهما مرة أخرى، لكن هذه المرة من الرياض وما يحمله ذلك من دلالات وحشد جماهيري كبير. والواضح أن نوال وأحلام، بعد كل هذه السنوات، تعملان على تحصين "الجبهة" أقله في دول الخليج، وذلك لتكريس الأغنية الخليجية بصوت أهلها فقط.