في استمرار لسلسلة من الأحكام القضائية الصادرة بحق فنانات إيرانيات ظهرن من دون حجاب، في خطوة تُعتبر انتهاكاً لقوانين الحجاب في البلاد، أصدرت محاكم في طهران أحكاماً جديدة شملت الفنانتين أفسانة بايغان وليلا بلوكات.
ونقلت صحيفة شرق الإيرانية عن عضو لجنة متابعة أوضاع الفنانين في بيت السينما الإيراني، مهدي كوهيان، اليوم الأربعاء، قوله إنّ الفنانة أفسانة بايغان حكم عليها بالسجن عامين مع وقف التنفيذ لخمس سنوات.
وأشار إلى أنّ الحكم أيضاً يُلزم الفنانة الإيرانية بـ"مراجعة أحد مصحات الطب النفسي للتشاور" بسبب الإصابة بما وصفه بـ"مرض الشخصية المعادية للأسرة النفسي"، ثم تسليم شهادة الصحة النفسية إلى السلطات المعنية مع انتهاء الدورة.
كذلك يتضمن الحكم، وفق كوهيان، قراءة كتاب وتلخيصه بخط اليد خلال شهرين، ومنع خروج بايغان من البلد لعامين مع حظر استخدامها الشبكات الاجتماعية بشكل مباشر أو غير مباشر، وإغلاق خطوط هواتفها المحمولة والثابتة لمدة عامين.
وكان المركز الإعلامي للشرطة الإيرانية، قد أعلن، خلال مايو/ أيار الماضي، عن "تشكيل ملفات قضائية" للفنانة أفسانة بايغان، بالإضافة إلى الممثلة فاطمة معتمد آريا، اللتين شاركتا في مراسم عيد ميلاد الممثل آتيلا بسياني، البالغ من العمر 66 عاماً من دون غطاء الرأس.
اتهمت الشرطة، في بيانها، الفنانتين بـ"ارتكاب جرم معلن ومخالفة قانونية"، مشيرةً إلى أن عدلية الإرشاد ستبتّ في الملف.
مع العلم أنّ بايغان أعلنت في 12 يوليو/ تمّوز الحالي اعتزالها التمثيل، عبر منشور على "إنستغرام"، قالت فيه إنّ أحداً لم يجبرها على اتخاذ القرار، لكنها أوضحت أنّها "تتعرض لمختلف أنواع الإساءة من كل حدب وصوب، مع تجاهل ورفض أيّ إيضاح أو دفاع"، معلنةً أنّ "المصلحة في هذه الفترة الزمنية تقتضي اعتزال ساحة التمثيل التي أصبحت بلا حرمة".
وختمت بايغان منشورها بالقول إنّها تأمل "أن تقضي بقية عمرها في هدوء".
بدورها، ذكرت صحيفة "هم ميهن"، أنّ محكمة في طهران أصدرت حكماً ضد الفنانة ليلا بلوكات بالسجن لعام و10 أشهر تعزيراً مع وقف التنفيذ 6 أشهر منه لخمس سنوات، وذلك بسبب خلع الحجاب.
وأضافت الصحيفة أنّ المحكمة منعت الفنانة بلوكات من النشاط الفني والسينمائي لمدة عامين، فضلاً عن حظر نشاطها عبر منصات التواصل بشكل مباشر أو غير مباشر، ومطالعة وتلخيص كتاب خلال شهر.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت، السبت الماضي، عن صدور حكم بمنع الممثلة آزادة صمدي صدر من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والهاتف المحمول لمدة ستة أشهر، بسبب خلع الحجاب في المكان العام، فضلاً عن إلزامها بمراجعة مركز للطب النفسي للعلاج من "مرض شخصية معادية للاجتماع"، وتسليم شهادة الصحة النفسية للسلطات المعنية بعد تلقي العلاج.
وفي 12 يونيو/ حزيران الماضي، استدعت محكمة الثقافة والإعلام، الممثلة آزادة صمدي، بتهمة ارتكابها جريمة "خدش الحياء العام من خلال خلع الحجاب"، خلال مشاركتها في حفل تأبين لأحد الممثلين ونشر صورها على منصات التواصل الاجتماعي.
واعترض نادي المخرجين ونقابة المنتجين السينمائيين الإيرانيين، في بيان، على الحكم، مشيراً إلى أنّه "يسيء إلى مشاعر جميع أهالي السينما".
وخاطب السينمائيون رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، بالقول: "نحن نأمل أن يوقف رئيس السلطة القضائية هذا الحكم في ضوء الحكمة التي نلامسها فيه، وأن يتم الاعتذار لما ورد في البند الآخر (للحكم) من إهانة لشعور أهالي السينما"، في إشارة إلى إلزام الفنانة صمدي بمراجعة مصحة نفسية.
وانتشرت ظاهرة خلع الحجاب في إيران إثر الاحتجاجات التي اندلعت في سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) أثناء احتجازها لدى شرطة الآداب بتهمة انتهاك قوانين الحجاب.
ويأتي صدور هذه الأحكام القضائية، بعد إعلان السلطات الإيرانية أخيراً أنها ستتصدى لظاهرة خلع الحجاب، وأنّها لن تسمح بانتهاك قوانين الحجاب، مع تسيير الشرطة دوريات في الشوارع لهذا الغرض.