استمع إلى الملخص
- اعتُقل رايت في أريزونا بتهم تعريض المواطنين للخطر والدخول غير القانوني، واستخدمت صوره على "إنستغرام" كدليل ضده، مما جذب اهتمام الصحافة الأميركية.
- بعد السجن، أصبح رايت من أشهر المصورين في الولايات المتحدة، حيث تلقى دعوات قانونية لتصوير المباني، مما أتاح له مواصلة شغفه بأمان.
آيزاك رايت (Isaac Wright) مصور أميركي شغوف بالفوتوغرافيا، غير أن شغفه هذا قاده إلى السجن مرّةً؛ فقضى أربعة أشهر في أحد السجون الأميركية بسبب أسلوبه المتهور في التقاط الصور. الفوتوغرافي الشاب الذي يحب تصوير المدن، لا يلجأ إلى الكادرات المعتادة في التقاط صوره، بل يبحث عن أعلى المباني والمعالم الهامة في المدن التي يزورها، ويرتقيها كي تكون منصة للتصوير. هذا الولع بتصوير المدن من أماكن مرتفعة، ينطوي على مخاطرة كبيرة قد تُهدد حياته، غير أن رايت لا يرى في الأمر أي مُخاطرة، فتأمل المدينة من أعلى يشعره بالسكينة، كما يقول.
ارتقى آيزاك رايت العديد من المباني المرتفعة في أماكن عدة، من ثاني أعلى مبنى في العالم في ماليزيا، إلى برج إيفل وأهرام الجيزة، مروراً بناطحات السحاب العملاقة في الولايات المتحدة، وتمثال المسيح في البرازيل. هذه المُغامرات التي أقدم عليها رايت ساعدته، كما يقول، على التعامل مع اضطراب ثنائي القطب، وإيجاد السلام الداخلي الذي كان يبحث عنه.
لكن رغم قناعة المصور الشاب بأن ما يقوم به هو في سبيل الفن، كان للشرطة الأميركية رأي آخر. وبينما رأى رايت أن الدخول سرّاً إلى المباني الشهيرة لالتقاط الصور فرصة لصناعة الفن، رأت الشرطة في ذلك خطراً على الأمن القومي. أصدرت السلطات الفيدرالية الأميركية أمراً باعتقال الفنان بعد أن وُضع على لائحة المطلوبين في أكثر من ولاية أميركية، حتى أوقف في مطاردة مثيرة في أحد شوارع ولاية أريزونا.
وجهت إلى آيزاك رايت تهم عدة كانت كفيلة بسجنه لسنوات، منها تعريض المواطنين للخطر، والدخول غير القانوني وإتلاف الممتلكات الخاصة. واجه رايت أكثر من 30 تهمة جنائية في خمس ولايات. المثير هنا أن صوره التي ينشرها في صفحته على "إنستغرام" قد استخدمت ضده دليل إدانة. حظيت قصة رايت باهتمام كبير في الولايات المتحدة عندما كتبت عنه صحيفة ذا نيويورك تايمز، مسلطة الضوء على ملابسات توقيفه العنيفة، كما كتبت عنه أيضاً مجلة تايم والعديد من الصحف البارزة الأخرى. بعد أن قضى أربعة أشهر في السجن، خرج بإطلاق سراح مشروط مع وضعه تحت المراقبة لأشهر.
هذه المحنة التي تعرض لها المصور الشاب، دفعته إلى دائرة الضوء بقوة، وتابعته معظم الصحف الأميركية وكتبت عن تجربته المثيرة مع التصوير الفوتوغرافي. لعلّ رايت اليوم واحد من أكثر المصورين الفوتوغرافيين في الولايات المتحدة ثراءً وشهرة، فبعد أن كان يبيع أعماله مقابل مبالغ زهيدة لا تتخطى الـ100 دولار، تقدر الواحدة من صوره اليوم بآلاف الدولارات. جنى رايت أكثر من عشرة ملايين دولار لقاء بيع أعماله في العام الذي تلا خروجه من السجن. وقد كان ذلك كافياً لدفع أتعاب محاميه والتبرع بمبلغ آخر لصندوق المتعثرين في دفع الكفالة.
لم يعد رايت اليوم يتسلل إلى البنايات في جنح الظلام بعد أن انهالت عليه الدعوات من أماكن كثيرة داخل الولايات وخارجها للقيام بذلك قانونياً. بين الدعوات التي تلقاها رايت واحدة من الشركة المالكة لناطحة السحاب التي أوقف بسبب تسلله إليها.
في صفحته على "إنستغرام"، يحكي آيزاك رايت عن بداية ولعه بالتصوير من أعلى المباني، فحين كان يتجول ذات ليلة في شوارع هيوستن، رأى ناطحة سحاب قيد الإنشاء، قفز فوق السياج وصعد. يقول رايت إنه لا يستطيع وصف شعوره حينها، فقد شعر بالسكينة والسعادة. منذ تلك اللحظة لم يتوقف رايت عن تصوير المدن من أعلى، فتسلل بعدها إلى مئات المباني وارتقى عشرات الجسور والأبراج في أنحاء متفرقة من العالم. يقول رايت إن "التقاط صورة جيدة هو كل هدفي، وهو أمر يشعرني بالسعادة والانتصار".
في عام 2022، ذهب رايت إلى باريس وتسلق برج إيفل، ومن هناك توجه إلى مصر ليصعد فوق الهرم الأكبر. يصف رايت تجربته في تسلق الهرم بأنها كانت من أكثر التجارب إرهاقاً وإثارة. يحكي المصور الشاب كيف شاهد أثناء صعوده آلاف الأسماء المنقوشة على أحجار الهرم بشتى اللغات، وكيف شعر بضآلة حجمه وهو يتأمل العالم من مكانه على قمة الهرم.