"نتفليكس" توقف نزيف تراجع أعداد المشتركين

19 أكتوبر 2022
تستعد الشركة لإطلاق خدمة اشتراكات أرخص في نوفمبر المقبل (تياغو برودينسياو/ Getty)
+ الخط -

أعلنت "نتفليكس"، يوم أمس الثلاثاء، أنّها جذبت أكثر من 2 مليون مشترك في الربع السنوي الأخير، ممّا أدى إلى تهدئة مخاوف المستثمرين من فقدان عملاق البث التدفقي للعملاء الذين يدفعون، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".

وقالت الشركة إنها أنهت الربع الثالث بعدد مشتركين فاق 223 مليونا في جميع أنحاء العالم، بزيادة تقارب 2.4 مليون، بعد أن شهدت أعدادهم انحداراً خلال النصف الأول من هذا العام.

بحسب "فرانس برس"، ارتفعت قيمة سهم "نتفليكس" بأكثر من 14% إثر الإعلان، ووصلت قيمته إلى 275 دولارا.

وقال المؤسّس المشارك في "نتفليكس"، ريد هاستينغز، خلال إعلان النتائج: "لقد انتهينا من الانكماش، لقد عدنا إلى وضع إيجابي، وعلينا أن نستغل الزخم".

وتأتي الزيادة في عدد المشتركين في الوقت الذي تستعد فيه "نتفليكس" لإطلاق خيار اشتراك أرخص، يتضمّن الإعلانات في 12 دولة، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأشار كبير مسؤولي التشغيل في الشركة، غريغ بيترز، في إفادة صحافية، إلى أنّ قيمة الاشتراك الجديد ستبلغ 6.99 دولارات في الولايات المتحدة، أي أقلّ بثلاثة دولارات من الاشتراك الأساسي الذي لا يتضمن الإعلانات.

وقال بيترز: "التوقيت رائع، لأننا حقاً في لحظة محورية في صناعة الترفيه وتطورها". وتابع: "لقد تجاوز وقت المشاهدة عبر البث التدفقي الآن وقت المشاهدة عبر الكايبل في الولايات المتحدة".

سينما ودراما
التحديثات الحية

ولفت بيترز إلى أن "نتفليكس" تعمل مع مايكروسوفت حالياً على تحسين خدمة الاشتراك التي تتضمّن إعلانات، ومن المرجح أن تحتاج الفرق في كلتا الشركتين إلى زيادة عدد موظفيها للتعامل مع الطلب الهائل من قبل المعلنين.

قال بيترز: "بدأنا نعتذر لبعض الشركات التي ترغب في الإعلان، لأننا لا نمتلك القدرة التسويقية لخدمة الجميع".

وعلى الرغم من أن الشركة تجنّبت اللجوء إلى الإعلانات لوقتٍ طويل، إلا أن اشتداد المنافسة في السوق وتراجع أعداد المستهلكين بسبب التضخم المرتفع دفعاها للتراجع عن قرارها، وهو الأمر نفسه الذي ستفعله منصّة ديزني بلس، التي تستعد لإطلاق خدمتها الأرخص بسبب تضمّنها للإعلانات، في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ومن المتوقع أن يسهم إطلاق هذه الخدمات الجديدة في استيلاء "نتفليكس" و"ديزني بلس" على المزيد من إيرادات القنوات التلفزيونية التقليدية.

وقال المحلل الرئيسي لشركة إنسايدر إنتليجنت، روس بينيس: "من خلال الاعتراف المباشر (بأهمية) المنافسة ومن خلال استخدام الإعلانات، تتكيّف نتفليكس مع الواقع الجديد لصناعة البث التدفقي".

وتتوقع "نتفليكس" إضافة 4.5 ملايين مشترك آخر في الربع الأخير من هذا العام. مع ذلك يقول المحلّل في ثيرد برديج، جيمي لوملي: "على الرغم من استمرار النمو الدولي، فإنّ سوق بث الفيديو في الولايات المتحدة سيصل إلى حدّه بالنسبة إلى أعداد المشتركين".

وتابع: "بعد فترات من التوسّع السريع والإنفاق غير العادي، ستضطر نتفليكس وديزني وغيرها من المنصات إلى التركيز على تحسين الهوامش وتقليص الإنفاق على المحتوى".

أمّا "نتفليكس" فقد قالت في رسالة إلى المساهمين إنّها تعتقد أنّ منافسيها يخسرون الأموال، لأنّهم يستثمرون بكثافة لكسب الجماهير.

وحققت نتفليكس ربحاً صافياً بلغت قيمته 1.4 مليار دولار، في الفترة الممتدة بين يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول الماضيين، بدلاً من 966 مليون دولار التي توقعتها السوق. وبلغ حجم مبيعاتها 7.9 مليارات دولار.

قال الرئيس التنفيذي المشارك تيد ساراندوس لـ"فرانس برس" إنّ الشركة "تخطّط لتثبيت خطّة إنفاق تصل إلى قرابة 17 مليار دولار سنوياً على إنتاج مسلسلات وأفلام جديدة".

سينما ودراما
التحديثات الحية

وشدّد ساراندوس على أنّ الشركة ستحاول الإنفاق على أعمالٍ ضخمة، قائلاً: "يأتي النمو من العروض الكبيرة التي يتفاعل معها الناس ويتحدثون عنها بكثرة." ولعلّ من أبرز الأمثلة على ذلك، بحسب بيترز، مسلسلات مثل "ستراينجر ثينغز" و"إكسترا أورديناري أتورني وو".

وتعمل "نتفليكس" أيضاً على تحسين وتيرة إصدار الأعمال الجديدة، والتي تضرّرت بشدّة جراء جائحة كوفيد-19.

وبحسب ساراندوس، فإنّ انتشار فيروس كورونا وما رافقه من إجراءات "عطّل إنتاج العديد من الأعمال"، مضيفاً: "سيستغرق الأمر عدّة سنوات للتخلص من آثار كوفيد-19".

المساهمون