"ليس كل ما يلمع ذهباً"، كما يقول المثل. هذا ما تثبته صورة جديدة التقطت من محطة الفضاء الدولية.
فقد التقط رائد فضاء صورة تبدو فيها أنهار من الذهب وهي تقطع غابات الأمازون المطيرة في إقليم مادري دي ديوس، شرق بيرو، وفق وكالة "ناسا" الأميركية التي نشرت الصورة.
في هذا المناخ الرطب للغاية، تظهر حفر التنقيب كمئات من مثيلاتها التي من المحتمل أنها حفرت على يد عمال مناجم مستقلين. كل حفرة منها محاطة بمناطق خالية من الغابات التي تعرضت للتجريف.
وعليه، فإن الصورة الساحرة التي تشبه ما تورده الخرافات الشعبية عن أنهار وجبال من الكنوز، ليست سوى آثار للتعدين الذي يلهث خلف الذهب، ويدمر الغابات التي تسمى "رئة العالم".
وتعد بيرو سادس أكبر منتج للذهب في العالم، وتحديداً إقليم مادري دي ديوس، وهو موطن لواحدة من أكبر صناعات تعدين الذهب المستقلة في العالم.
وإذ كان التعدين السبب الرئيسي لإزالة الغابات في المنطقة، فإنه يضاف إليه الزئبق الذي يستخدم في عملية استخراج الذهب، ويلوث الأرض والمياه. ومع ذلك، فإن عشرات الآلاف من الأشخاص يكسبون رزقهم من هذا التعدين غير المسجل.
يذكر أن الصورة التقطت في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2020 بكاميرا نيكون دي 5، باستخدام عدسة 400 ملمتر.
ونقلت شبكة "سي أن أن" عن دراسة لمجموعة مراقبة الأمازون والأنديز صدرت عام 2019، تفيد بأن إزالة الغابات جراء تعدين الذهب دمرت ما يقدر بنحو 23 ألف فدان من أمازون بيرو في عام 2018، وتجاوزت هذه العمليات الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2017.