"مهرجان بابل للفنون" وعودة العراق إلى الغناء

28 أكتوبر 2021
وُصف حفل إليسا في العراق بـ "الاستثنائي"(فيسبوك)
+ الخط -

لسنوات ما قبل الاحتلال الأميركي للعراق (2003)، عرفت بغداد بأنها عاصمة الفن والثقافة، وتفردت بألوان غنائية خاصة، أسست لثورة ما بعد الثمانينيات، من جيل ثان لأبرز المغنين العراقيين، الذين طبعوا الأغنية الخليجية بلون متفرد، لا يزال مسيطراً على المحيط الخليجي عمومًا.
أسماء كثيرة حصدت شهرة واسعة في تلك الفترة، وعاشت الأغنية العراقية عصرها الذهبي، ثم بدأت الهجرة من العراق، وبدأت معركة السباق على الانتشار والشهرة في العالم العربي. وتحولت مجموعة من أبرز الأصوات العراقية، إلى نجوم عرب، نذكر منهم على سبيل المثال سعدون جابر، وكاظم الساهر، ومحمود أنور، ورضا عبدالله، وماجد المهندس.
وفي السنوات الأخيرة، استطاعت الأغنية العراقية أن تحجز لنفسها قاعدة شعبية، ليس أقلها سيطرة مغنين عراقيين شباب على النوادي الليلية، بين دبي والأردن وبيروت، وضمان الحفاظ على الهوية الغنائية العراقية، رغم التطور التقني الموسيقي واختلاف الأداء.
قبل أيام، عادت المغنية اللبنانية إليسا إلى بيروت، بعد حفل وصف بـ "الاستثنائي" في العراق. واعتبرت صاحبة "ع بالي
حبيبي" أن مشاركتها ضمن هذا الحفل، تعتبر إضافة لمسيرتها الغنائية، كونها عملت كثيراً لزيارة العراق، ولقاء جمهورها هناك، خصوصاً بعد المعلومات التي أثيرت حول منعها من دخول العراق، ومعارضتها لحزب الله اللبناني، ما اعتبره البعض استفزازاً لبعض العراقيين المؤيدين للحزب هناك.

حفل إليسا تحول إلى مناسبة، جمعت أكثر من ألفي شخص، ولقي نجاحًا لافتًا في الشارع العراقي، بسبب ندرة الحفلات. وفتح، في المقابل، الباب أمام المنتجين والمتعهدين الفنيين لخوض التجربة، ليصل قبل أيام المغني المصري هاني شاكر، للمشاركة في مهرجان بابل الدولي القائم. والمعروف أن مهرجان بابل للفنون تأسس سنة 1985، لكنه توقف عام 2003، وذلك بعد اجتياح القوات الأميركية للعراق، وهو يستعيد هذه السنة أنفاسه في فعاليات وقاعة حفلات جهزت حديثًا، تتسع لأكثر من ثلاثة آلاف متفرج، ويشارك عدد من الفنانين والفنانات العراقيات، لعل أبرزهم شذى حسون ورحمة رياض، على أن يفتتح المهرجان اليوم بحفل لهاني شاكر، وحاتم العراقي، والفنانة الكويتية شمس، كما تشارك اللبنانية نوال الزغبي في ليالي المهرجان وكذلك فيفيان مراد، وهالة قصير من سورية، على أن يختتم في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ووفق معلومات خاصة، تعمل شركات إنتاج وتعهدات فنية، على مفكرة لاستقطاب مجموعة ثانية من المغنين، خلال الفترة المقبلة. أبرز المرشحين المغنية اللبنانية نجوى كرم، والفنان وائل كفوري، الذي استمهل قليلاً بسبب فترة النقاهة التي يقضيها، بعد حادث السير الذي تعرض له في بيروت منتصف هذا الشهر.

أمام ذلك، تسأل معظم المنتديات ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عن غياب كاظم الساهر عن كل هذه الفعاليات الغنائية، وهو المغني العراقي الوحيد الذي خلع عباءة المحلية، واستطاع القفز إلى العالم العربي كحالة غنائية خاصة منذ ثلاثين عامًا، ودشن متابعون "وسم" كاظم الساهر في العراق، لمطالبة المتعهدين بتنظيم حفل "للقيصر"، على غرار الفنانين الآخرين.

المساهمون