حصد المسلسل الكوميدي "الكبير أوي" في جزئه السادس تفاعلاً جماهيرياً وفنياً وإعلامياً كبيراً، خاصة في حلقاته الأخيرة. المسلسل عاد بعد توقف سبع سنوات بأفكار جديدة وطازجة، وقدّم "إفيهات" مواكبة، لها علاقة بمسلسلات رمضان التي كانت تعرض أثناء تصوير الحلقات الأخيرة من العمل، وهو ما يردّه الفنان أحمد مكي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى رغبته في تقديم عمل كوميدي ساخر، لا يقل تماسكاً ونجاحاً عن الأجزاء الخمسة الماضية. يقول: "سنوات كثيرة فصلت الجزء السادس من "الكبير أوي" عن الأجزاء الأولى، فكان ضرورياً تقديم عمل بأفكار طازجة، مع فريق العمل المكون من المؤلف مصطفى صقر، والمخرج أحمد الجندي، وباقي النجوم الرئيسيين، كما توفقنا مع الوجوه الجديدة التي قدمت هي الأخرى أدوارها ببراعة".
وحول "الإفيهات" التي واكبت المسلسلات الرمضانية المعروضة خلال الموسم الرمضاني، يقول مكي: "عادة ما نتعرض لضغط خلال أيام التصوير في شهر رمضان، لكننا رغبنا باستثمار ذلك، وتحويل هذا الضغط إلى عنصر قوة، عبر معرفة ما يدور في مسلسلات الزملاء الفنانين، ووضعها في أحداث المسلسل، كما جرى مثلاً في أغنية "ستو أنا قلبي" للفنان أكرم حسني، التي ظهرت في مشهد للكبير مع مربوحة، والهدف إدخال عنصر الدهشة على العمل".
في الحلقات الأخيرة من "الكبير أوي" تعرّفنا إلى نسخة ساخرة من المهرجانات السينمائية، أُطلق عليها "مهرجان المزاريطة". في هذا السياق، يقول مكي: "لم نقصد الإساءة لأي مهرجان، بل حاولنا تقديم صورة كوميدية ساخرة، بالتعاون مع مجموعة من الفنانين الزملاء الذين رحبوا بالمشاركة بشخصياتهم الحقيقية، وتحمسوا كثيراً للفكرة، ودرسنا سيناريو مشاركة الفنانين، وقدمناها بالشكل الذي شاهده الجمهور".
وحول تفاعل وسائل الإعلام العربية مع أحداث "مهرجان المزاريطة"، يشير مكي: "أنشأت شركة الإنتاج صفحة على فيسبوك لرصد تفاعل الجمهور، وبصراحة فوجئت من التفاعل الكبير مع أحداث المهرجان، وأجد ذلك نجاحاً إضافياً للمسلسل ولكل العاملين". لم يحسم مكي مسألة تقديم جزء سابع من المسلسل: "هنالك أفكار كثيرة يمكن تقديمها بالتأكيد في الجزء السابع، في حال اتُّفق على إنتاجه لاحقاً".
على فيسبوك، أُنشئت صفحة بعنوان "مهرجان المزاريطة السينمائي الدولي"، تضم أكثر من 160 ألف متابع، وأكثر من 112 ألف مشترك، في غضون أيام قليلة. في أول أيام عيد الفطر، تغيّر اسم الصفحة ليصبح "نادي المزاريطة"، وتحولت بحسب القائمين عليها إلى صفحة كوميدية ساخرة، تعنى بأحداث المهرجان وتفاعل الجمهور مع أحداثه في المقام الأول، ونشر كوميكسات كوميدية ساخرة، تتعلق بالوسط الفني.
وقال صاحب فكرة طباعة دعوات وكارنيهات إلكترونية للإعلاميين لحضور فعاليات "مهرجان المزاريطة السينمائي"، الصحافي المصري محمد عبد الرحمن، مدير المركز الإعلامي لمهرجان القاهرة السينمائي: "طرحت من خلال موقع "إعلام دوت أورغ" الذي أرأس تحريره فكرة مبتكرة تلبي لهم طلبهم من خلال إرسال كارنيهات ودعوات VIP لهم، الأمر الذي أشاد به الكثيرون من العاملين في المجال الفني والإعلامي". وأضاف عبد الرحمن: "تفاعل معي معظم الزملاء الصحافيين في مصر والوطن العربي، وخاصة الذين تعاملت معهم في دورة المهرجان القاهرة السينمائي بحكم موقعي، وطالبوا بالحصول على كارنيهات ودعوات، نشروها عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي".
وتابع: "حوّلت هذه الدعوات مهرجان المزاريطة بالفعل إلى مهرجان حقيقي على السوشيال ميديا، ومن شدة التفاعل معه وتداول التصاميم، ظن البعض بأنه مهرجان حقيقي، حتى إن بعض الفنانين من ضيوف الشرف الذين شاركوا في المسلسل تفاعلوا مع الأمر عبر صفحاتهم على السوشيال ميديا".
وقالت الصحافية نيفين الزهيري إن ذكاء الفنان أحمد مكي في طرح الموضوعات والأفكار في مسلسل "الكبير أوي" أشعر الجمهور بأن أحداث المسلسل حقيقية وتجري على أرض الواقع، كما في الحلقة التي شعر فيها طفله بأنه ملبوس بجني، وطلب من الكبير إحضار الفنان حمادة هلال لإخراج الجني منه، في إشارة واضحة إلى مسلسل "المداح"، وأضافت: "مكي قدم حالة مختلفة في مسلسله هذا العام، لدرجة أن من تابع المسلسل شعر بأنه يعيش حياة حقيقية ويتفاعل مع كل ما يدور حوله من أحداث جارية خاصة في المسلسلات المنافسة".