في يومين اثنين فقط (28 و29 يونيو/ حزيران 2021)، تُقام النسخة الأولى من "مهرجان الرافدين السينمائي الدولي" الذي يُنظّمه "مركز عشتار للإعلام"، برعاية "جامعة كلكامش". وبمناسبة انتهاء إدارته من التحضيرات اللوجستية، التقت "العربي الجديد" رئيس المهرجان مصطفى البياتي الذي حدّد هدف التظاهرة السينمائية الجديدة في العراق، متمثّلاً بـ"دعم المواهب الشابّة، خصوصاً العراقية منها، سعياً إلى منح الجيل الجديد من صانعي الأفلام الفرص اللازمة لإظهار ما لديهم من موهبة وعلمٍ وإبداع في هذا القطاع الحيوي".
يضيف البياتي: "سيتواصل المهرجان مع السينما العالمية، من خلال مشاركة أفلامٍ عدّة وفق المواصفات الدولية لمختلف البلدان، ما يتيح فرصة كبيرة لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال صناعة السينما". ويشير إلى أنّ انعقاده ينطلق من "أهمية دعم الجيل الشاب من صنّاع السينما والدراما، ولا سيما الطلّاب والمتخرّجين والأكاديميين وأصحاب المواهب، الذين نُعوِّل عليهم كثيراً في الارتقاء بهذه الصناعة الحيوية إلى مصاف العالمية". ويرى أنّ دعم تلك الطاقات الشابّة "يبدأ من مرحلة اكتشافها، وتوفير منبر لها، أي المهرجان، لعرض نتاجاتها".
وردّاً على سؤالٍ عن أسباب إقامة المهرجان في هذا الظرف، مع تفشّي فيروس كورونا وتداعياته، يشير مدير المهرجان محمد عبد المنعم إلى أنّه "وفّر كل الإمكانيات التي أُقرِّت بخصوص تجنّب الوباء، بوضعنا منهجاً خاصّاً بالوقاية، والتزام التعليمات الصحية أثناء عرض الأفلام في الصالة"، مؤكّداً على أنّ الإجراءات "ستُطبّق بحزم في يوميّ المهرجان".
عن طبيعته وأهدافه، يقول عبد المنعم إنّ المهرجان، بنسخته الأولى، "يسعى إلى تقديم منهجٍ سينمائي حافل بأهمّ الأفلام العربية والدولية القصيرة وأحدثها، مانحاً جوائزه في فئتي أفضل فيلم وأفضل إخراج، بالإضافة إلى جائزتي لجنة التحكيم والجمهور". ويقول إنّ أحد الأنشطة السنوية التي يُنظّمها "مركز عشتار للإعلام"، بالتعاون مع "جامعة كلكامش"، يتمثّل بملتقيات فنية "تجمع بين الفكر الإبداعي والسوق السينمائية، وبفعاليات مُخصّصة لصنّاع الأفلام، تهدف إلى تنمية وتطوير مشاريع أفلامٍ سينمائية واعدة، في العراق والعالم العربي والعالم، والعمل على إيجاد دعمٍ فنّي لصنّاع السينما العراقيين، بإتاحة فرصٍ مختلفة لتنمية المعرفة السمعية ـ البصرية، من خلال ورش صناعة الأفلام، والندوات، وموائد الحوار المفتوح، ودروس السينما التي يُلقيها خبراء في هذا المجال".
بخصوص عدد الأفلام المُقدَّمة للمشاركة، وعدد تلك التي سيتمّ اختيارها للمنافسة، وعن لجان الفرز والتحكيم، يقول مدير المهرجان: "بعد إكمال عملية المُشاهدة والفرز من قبل لجنة خاصّة ـ مؤلّفة من السيناريست ولاء المانع ومدير التصوير عمار جمال وأستاذ الفنون الجميلة قيس القره لوسي ـ شاهدت 416 فيلماً من 42 دولة، تمّ اختيار 50 فيلماً فقط من 23 دولة للمسابقة الرسمية، وللتنافس على الجوائز". وعن الأسس المعتمدة في اختيار الأفلام، يشير محمد عبد المنعم إلى أنّ "إدارة المهرجان وضعت شروطاً فنية ومهنية وأكاديمية، بالتعاون مع شخصيات مهمّة في الوسط السينمائي، ليتمّ الاختيار وفق أسس وقواعد ومعايير رصينة، مع مراعاة الذوق العام والأعراف السائدة في المجتمع العراقي، وعدم تجاوزها".
بالنسبة إلى لجنة التحكيم، اختير أعضاؤها من متخصّصين بالفنّ السابع، وستكون برئاسة الأكاديمية والممثلة سهى طه سالم، وعضوية مُدرّس السينما عبد الباسط سلمان، ومدير التصوير شكيب رشيد. علماً أنّ فيلم الافتتاح، كما قال عبد المنعم، سيكون عراقياً بعنوان The Shoot، يتناول جانباً من معارك الجيش العراقي ضدّ "داعش"، تكلّلت بالنصر.
وعمّا إذا كانت إدارة المهرجان قد وضعت استراتيجية مستقبلية له، يجيب: "نأمل بفتح شراكات حقيقية مع مهرجانات سينمائية عالمية، لنواكب ما تقدّمه هذه المهرجانات من خبرات فنية، وإيجاد آفاق تعاون تمنح صنّاع السينما العراقيين فرصاً أكبر، بتقديم منحٍ للارتقاء بالفنون السينمائية، ما سيشكّل حافزاً كبيراً لدورات مقبلة، بمستويات أعلى".
وعن المشاكل التي واجهها المهرجان، يقول إنّ المشكلة الأساسية كامنةٌ في التمويل، ويضيف: "الحصول على دعمٍ للأعمال الفنية، لا سيما السينمائية منها، صعب للغاية. لكنّ (مهرجان الرافدين السينمائي الدولي)، رغم كلّ ذلك، استطاع النهوض بنفسه، وبجهود ذاتية، من خلال شراكات (مركز عشتار) مع مؤسّسات أكاديمية، منها (جامعة كلكامش)، الراعي الرسمي للمهرجان".