أتمّت فرقة المسرح الوطني الفلسطيني التابعة للاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان وضع اللمسات الأخيرة على مونودراما "معروف التايه" للممثل وليد سعد الدين والتي كتبها زياد كعوش، ووضع لها السيناريو محمد عيد رمضان، والسينوغرافيا والإخراج للمخرج محمد الشولي.
في لقاء مع "العربي الجديد" قال المخرج محمد الشولي: "للمرة الأولى تعرض مسرحية تحكي عن حياة الشعب الفلسطيني منذ عام 1936 وحتى النكبة 1984، إذ إن كافة الأعمال الفنيّة كانت تتناول الفلسطينيين بعد النكبة".
المسرحية تروي حكاية الفلسطيني "معروف" الذي يحمل اسم جدّه معروف الجميرات، الذي استشهد خلال المعارك مع الإنكليز إبان الانتداب البريطاني على فلسطين.
تتناول المسرحية شخصيات عدّة يُجسّدها الممثل وليد سعد الدين بحرفيّة، كما أفاد المخرج، وتدور أحداث المسرحية خلال مرحلة النضال الفلسطيني في الثلاثينيات منذ عز الدين القسّام حتى عبد القادر الحسيني واحتلال الصهاينة فلسطين بمساعدة الجيش البريطاني آنذاك.
ولفت الشولي إلى أن المسرحية تتخللها عدّة أغان من التراث الفلسطيني تتعلق بالعرس والشهادة وحب الوطن وكلها يؤديها الممثل بصوته على خشبة المسرح.
وأضاف: "تستعرض المسرحية الحياة الفلسطينية بجوانبها كافة في تلك الفترة إلى أن يصل "معروف" مع اللاجئين إلى لبنان. ولأنه دائماً كان يتوه عن خيمته التي استلمها داخل المخيم من الصليب الأحمر الدولي لُقّب بـ "معروف التايه"، والمفارقة أنه عندما تم تسجيله في وكالة الغوث كُتب الاسم على بطاقة الإعاشة "معروف التايه" وهو ما رفضه لأنه من عشيرة معروفة وعائلته معروفة لكن لم يجد أحداً من عائلته فقرر العودة إلى فلسطين لاسترجاع اسمه وكي لا يبقى تائهاً".
من ناحيته، قال الممثل وليد سعد الدين: "هذه تجربتي الثانية في المونودرما بعد "يا خوف عكا من هديرك يا بحر" التي حصدت جوائز دولية، لكن هذه المسرحية تختلف كلياً إذ تحكي عن حقبة مهمة من تاريخ الشعب الفلسطيني لم يتناولها أحد في المسرح سابقاً، واستطعت أن أؤدي الأدوار والشخصيات المختلفة لأنني تأثرت بالقصة التي هي إرث من أهلنا في فلسطين قبل النكبة، وسنشارك في هذه المسرحية في مهرجانات دولية وأتمنى أن تنال جوائز".
أما محمد عيد رمضان كاتب السيناريو، فقال إنه عمل على ربط أحداث القصة بعضها ببعض بقالب مسرحي مع إضافة المؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية التي تضفي جمالية للمَشاهد وتساعد في التفاعل ما بين الممثل والجمهور".
اعتمد كاتب المسرحية زياد كعوش على قصص حقيقية في تأليف المسرحية، وخاصة الأحداث التاريخية من ناحية الزمان والمكان الذي يغفل البعض عنه في فترة مهمة من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني.