لا يستغرب أن شون ليفي، الذي أخرج فيلم Free guy وDead Pool 2، هو من أخرج "مشروع آدم" (The Adam Project) الصادر أخيراً. فالأفلام الثلاثة من بطولة راين رينولدز. سبب تعجبنا أننا خسرنا ربما رائعة خيال علمي، وحصلنا بدلاً منها على فيلم لا جديد فيه. السبب أن "مشروع آدم" كان من المفترض أن يلعب بطولته توم كروز في عام 2012. حينها، كان العمل من إنتاج شركة "باراماونت"، لكن، بعد عشرة أعوام، أصبح المشروع مُلكاً لـ نتفليكس، وتلاشى توم كروز. كانت النتيجة فيلماً عن السفر عبر الزمن، لا يحوي إلا نكات راين رينولدز، من دون أي مفارقات أو طرح أسئلة عن السفر عبر الزمن. يقتصر الأمر على ضرورة التخلص من هذه التقنيةّ، كونها خطيرة وتهدد نسيج التاريخ والعالم كما نعرفه.
يستعيد "مشروع آدم" فرضية سلسلة الأفلام الشهيرة "العودة إلى المستقبل". لكن هذه المرة، يعود آدم، من عام 2050 إلى عام 2018، عوضاً عن عام 2022. هناك، يلتقي نفسه صغيراً، لينطلق الاثنان إلى التاريخ الصحيح (2018) من أجل إيقاف والدهما عن صناعة آلة الزمن، كي يتمكن آدم من إنقاذ حب حياته. وهذا فقط ما يحدث في الفيلم، قتال بأسلحة مستقبلية، نكات مختلفة الجودة، ثم نهاية سعيدة، يموت الشرير، وينتصر الأخيار. يمكن تصنيف الفيلم كواحد من إنتاجات نتفليكس التي تركز على النجوم (راين رينولدز، مارك روفالو، جينفير غارنر) أكثر منها على الحكاية وجودة الفيلم نفسه، كما حصل مع فيلم Red Notice الذي للمصادفة أيضاً يمثل فيه رينولدز.
هذا النوع من الأفلام، ذو حكاية تقليدية، شديدة الاعتيادية، يحوي بعض الأكشن والنكات، تصور مشاهده في أماكن قليلة معظمها داخلي، من دون أن يبقى في الذاكرة أي شيء منها. لن نشير إلى فجوات الحبكة، والأسئلة التي لا إجابة عنها، خصوصاً في ما يتعلق بالسفر عبر الزمن، وسهولته المفرطة في المستقبل، والتخلف التكنولوجي في المستقبل، إلى حد أنه يمكن لطيار أن يسرق طائرة السفر عبر الزمن ويعود إلى العام الذي يريد. فضلاً عن أن لقاء آدم بنفسه في الماضي لا يوجد أي فائدة منه، سوى اكتشاف علاقة آدم مع والده، وضرورة إصلاحها، إلى جانب رد الفعل الغريب من الأب، الذي يقرر التضحية بالسفر عبر الزمن، فقط لأن ابنه من المستقبل طلب منه ذلك، وهو لا يريد تخييب أمله.
هناك ما يلفت الانتباه في الفيلم، ويتمثل ذلك في كسر كل توقعاتنا عن السفر عبر الزمن، فالعمل لا يتمحور حول مفارقات الرحلة عبر الزمن. وفي كل مرة يحاول آدم الصغير أن يسأل مثلاً عن خط الزمن، وتعديل المستقبل، والتلاعب بالماضي، لا يحصل على جواب، لنترك معلقين طوال الفيلم في محاولة لفهم الحكاية. فضلاً عن أن الفيلم لا يخفي أن آدم سيلتقي مع نفسه في الماضي، المفاجأة التي عادة لا يفصح عنها في أفلام السفر عبر الزمن. لكن حتى حين نركز على الحكاية، اللقاء بين آدم الكبير والصغير لا فائدة منه، فلا يتعلم الصغير من مستقبله أي شيء، سوى أن عليه أن يحب والده، ولا يغضب منه، أشبه بحكمة عائلية كان من الممكن أن تختصر بنصيحة، وليس بفيلم.
الغريب أن صحيفة "ذا غارديان" منحت الفيلم أربع نجوم، علماً أنه، وبعيداً عن الحملات الدعائية التي تروج له، لا يتجاوز كونه فيلماً عادياً. ذات الأمر في موقع Rotten Tomatoes، والواضح أن السبب هو راين رينولدز نفسه، فهو من أنقذ العمل، كون أسلوبه الجذاب ما زال قادراً على جعل فيلم ينجح، وهذا ما نراه في الانتقادات التي وجّهت للعمل؛ فكلها تشير إلى مساوئه، مع ذلك، هو جيد لأنه يحوي رينولدز.