"مارفل أفينجرز" اللعبة: الإرهاب بمواجهة الأبطال الخارقين

02 مايو 2021
تبدأ اللعبة باحتفال بالأبطال الخارقين، حدث يحتفي بما قدموه للعالم (Getty)
+ الخط -

طال الانتظار قبل صدور لعبة "مارفل أفينجرز" marvel’s avengers، التي يمكن اعتبارها استمراراً للمرحلة الرابعة من عالم "مارفل" السينمائي. اللعبة التي أصبحت متوافرة على منصة اللعب PS5، تلبي رغبتنا في اكتشاف مهارات شخصياتنا المفضلة كـ"هالك" و"أيرون مان" و"كابتن أميركا" و"ثور" و"الأرملة السوداء"، وغيرها من الشخصيات الجديدة، وذلك في عالمٍ تهدد فيه منظمة تقنية - إرهابية الأبطال الخارقين وتحاول إبادتهم، باستخدام جيش من الرجال الآليين والبشر المعدلين جينياً. 

تبدأ اللعبة باحتفال بالأبطال الخارقين. حدث يحتفي بما قدموه للعالم، يرافقه إعلان عن اختراع جديد سيوفر الطاقة وينقذ الكوكب. وتبدأ اللعبة بشخصية كاملا خان، التي نكتشف معها الاحتفال، وما تجابهه من عنصرية كونها ابنة مهاجر ولا يمكن لها أن تكون معجبة بكابتن أميركا ناهيك عن أن تكون واحدة من الأفينجرز. يتعرض الحفل للهجوم، ويموت "كابتن أميركا" ويتبعثر الأبطال الخارقون في أنحاء أميركا، وتصبح مهمة "خان" جمعهم، لإطلاعهم على ما تعرفه وكشف حقيقة مفادها أن "كابتن أميركا" لم يمت، بل هو محتجز، وعليهم العمل معاً من أجل إنقاذه، ثم إنقاذ العالم من الشر الذي ينتظره، المُتمثل بالهيمنة الكليّة على أجساد الناس. 

متعة اكتشاف المدن والفضاءات مع أبطالنا المفضلين لا يمكن تجاهلها

تتيح اللعبة خيارات تعدد اللاعبين، والمهمات المنفصلة إلى جانب المهمة الرئيسيّة، كل ذلك بينما يتطور الأبطال الخارقون أمامنا. فكلما لعبنا أكثر، ازدادت قدراتهم القتالية، وظهرت حركات وهجمات جديدة مستوحاة من عالم "الكوميكس"، ناهيك عن القدرة على تغيير أزيائهم، وجمع القصص المصوّرة التي يمكن الاطلاع عليها خارج زمن اللعب. ما يثير الإحباط في اللعبة، هو التشابه والتكرار، فبعد عدة ساعات من اللعب تصبح "المهام" متشابهة، بل ويتكرر "الأعداء" ذاتهم الذين نقاتلهم، حد الملل، وحتى لو اخترنا شخصية مختلفة للعب، لا تتغير فضاءات القتال، لنجد أنفسنا نكرر ما سبق، بالرغم من تدفق الحكاية. ولا يختلف الأمر، سواء كنا نلعب كفريق أو كشخص منفرد دون أي اتصال بالإنترنت. 

كل هذا السلبيات لا تعني أن اللعبة مملة، فمتعة اكتشاف المدن والفضاءات باستخدام أبطالنا المفضلين لا يمكن تجاهلها، خصوصاً أن كل واحد منهم يختلف كلياً عن الآخر، فتحليق "أيرون مان" ومتعة التسارع في الجو، تختلف عن نشوة التحطيم التي يمارسها "هالك"، والتي يمكن أن تمتد لساعات إن كان الواحد منا من محبي البطل الأخضر. لكن غياب أي أفق للتغير في الأعداء وتكرارهم يشتتان قدرتنا على الانغماس في اللعبة، ناهيك عن أن العالم الجديد الذي تدور ضمنه الحكاية يفترض منا أن نتابع كل المقاطع السينمائية في اللعبة. فهي ليست محاكاة للأفلام الشهيرة أو سلسلة الكتب المصورة، بل مغامرات جديدة، لم نألفها من قبل، ما يحول تجربة اللعب إلى مجرد "تقطيع" للوقت في سبيل اكتشاف ما سيحصل لاحقاً، أي تغلب الرغبة بالحكاية على الرغبة باللعب، وهو بالضبط ما يخلق الملل، كما علق الكثيرون ممن جربوا اللعبة. 

تكنولوجيا
التحديثات الحية

أكثر ما يثير الاهتمام في اللعبة هو حكاية "خان" نفسها، فنحن مثلها محبون لـ"الأفينجرز" ومعجبون بهم، وفجأة نجد أنفسنا بينهم، ونتعاون معهم لإنقاذ العالم، فاللعبة تخاطب الحالمين والمعجبين وفي الوقت ذاته توظف الصوابيّة السياسيّة، فلا أعداء سوى الروبوتات، وبطلة الحكاية من أقلية مهاجرة. أما من اتهموا بالإرهابيين فهم مغسولو الدماغ، إذ لا نقاتلهم، أي من النادر أن نقاتل "بشرا" في اللعبة، بل علينا إيجاد حل لمشكلاتهم والاستفادة من قواهم، ما يجعل اللعبة صالحة لـ"الجميع"، لا مبالغة في التحطيم ولا العنف، لا حكاية يرفع لها الحاجبان. كل ما نراه مصمم لكي يكون مصيباً وصالحاً لكل أفراد الأسرة وهو ما يهدد اللعب نفسه، القائم على المخيلة وبناء عوالم بديلة لا ننتظر منها أن تكون أخلاقية أو مصيبة، بل أن تكون مسليّة إلى أقصى حدّ. 

المساهمون