تنبهت شركات الإنتاج العربية إلى ضرورة البدء بتنفيذ الأعمال الدرامية الخاصة بموسم رمضان 2023 لأسباب كثيرة، منها أخذ الوقت في التحضيرات، والانتهاء قبل بلوغ شهر رمضان، المتوقع حلوله يوم 22 مارس/آذار 2023.
خسر الموسم الدرامي، خلال سنتين، مجموعة لا بأس بها من المسلسلات التي كانت مخصصة للعرض. السبب الأول كان تفشي فيروس كورونا في عز أيام التصوير، وما رافقه من قرارات إقفال عام وحظر تجول ومخالطة الناس.
وبعد عام، لم يتسنّ لشركات الإنتاج مواصلة أعمالها كالمعتاد. كانت المنصّات تحتاج هي الأخرى مزيداً من الوقت لإنتاج مسلسلات قصيرة وحصرية للعرض اليومي.
هكذا، تحولت البوصلة هذا العام، وتنفست شركات الإنتاج الصعداء بعد عامين من التخبط الواضح والإنتاجات غير المدروسة، لتبدأ اليوم عملية إعادة هيكلة الموسم الجديد لسنة 2023.
بين العاصمة السورية دمشق ومدينة حمص، بدأ المخرج السوري سامر البرقاوي، قبل أسبوع، تصوير مسلسل "الزند"، من بطولة تيم حسن، ودانا مارديني، وإنتاج "سيدرز آرت بروداكشن". محاولة أخرى لإعادة تيم حسن إلى قاعدته الجماهيرية خلال الموسم الأقوى، بعد غيابه عن رمضان، وعرض الجزأين الأخيرين من مسلسل "الهيبة" خارج الموسم، إذ عُرضت الأجزاء السابقة للأخيرَين في كل رمضان من كل عام.
بحسب التفاصيل، يروي مسلسل "الزند"، الذي يعود إلى الأيام الخوالي، قصة حب تجمع بين تيم حسن ودانا مارديني، في إطار يعود إلى حقبة زمنية قبيل الحرب العالمية الأولى. وهذا ما يضع تيم حسن أمام تحد كبير، بعد أن خطف جمهور الدراما البسيطة في مجموعة من الإنتاجات امتدت على مدار تسع سنوات، من خلال شركة "الصبّاح إخوان"، واعتمد على الشكل وصولاً إلى "الهيبة" الذي عُرض خمسة مواسم. كذلك، بدأ قبل أيام في بيروت عرض فيلم يحمل العنوان نفسه (الهيبة)، إنما بطريقة طرح مختلفة نوعاً ما عن المسلسل.
وفي بيروت، تبدأ خلال أيام عملية تصوير الجزء الثالث من "للموت"، نص نادين جابر وإخراج فيليب أسمر. مجدداً، تحاول الممثلة ماغي بو غصن الاستثمار بنجاح العمل منذ عامين، وتعمل على استخراج أحداث جديدة، لعل أبرزها مرور ثلاث سنوات على حادثة غرق "سحر وريم" (ماغي بو غصن ودانييلا رحمه)، ونسف كل الأحداث السابقة، والاعتماد على كل ما هو جديد بحسب، وخروج بعض الشخصيات التي حضرت بتألّق في الجزأين السابقين.
هكذا، يمكن القول إن أعمال الدراما المشتركة بدأت فعلاً، في وقت يؤكد مصدر في شركة الصباح، لـ "العربي الجديد"، أن أمام الشركة عدة مشاريع، منها مسلسل مؤلف من 60 حلقة، يبدأ تصويره نهاية السنة الحالية. بطولة العمل ستوكل إلى ممثلين من جنسيات مختلفة، سورية ولبنانية وفلسطينية. ويؤكد المصدر أن الإنتاجات لا تقتصر على بيروت والقاهرة، بل وصلت إلى سورية، التي لا تعيش أفضل أحوالها على صعيد الدراما بعد تداعيات الحرب. وكذلك ستكون هناك إنتاجات للشركة في المغرب.
أسئلة كثيرة تدور حول إمكانية نجاح كل هذه الأعمال في رمضان المقبل، أبرزها: هل بإمكان المخرجين في لبنان والعالم العربي الخروج بنتيجة جيدة يفتقد إليها سوق الدراما العربية؟
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
