"فيسبوك" يحذف منشوراً لرئيس الوزراء الإثيوبي دعا فيه إلى "دفن" المتمردين

04 نوفمبر 2021
منشور أبي أحمد انتهك سياسات "فيسبوك" ضد التحريض على العنف (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

حذف موقع "فيسبوك" منشوراً لرئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، حرّض فيه المواطنين على الانتفاض و"دفن" المتمردين، بينما تتقدم "جبهة تحرير شعب تيغراي" نحو العاصمة أديس أبابا.

وقال أبي أحمد، الأحد، في منشوره المحذوف الآن، إن زحف المتمردين "يدفع بالبلاد إلى حتفها"، وحث المواطنين على "تنظيم صفوفهم، والسير بأي طريقة شرعية وبأي أسلحة وقوة متاحة، لمنع وصد ودفن مقاتلي (جبهة تحرير شعب تيغراي) الإرهابية".

وأوضحت المتحدثة باسم "ميتا" الشركة الأمّ لـ"فيسبوك"، إيميلي كاين، أن منشور رئيس الوزراء أبي أحمد انتهك سياسات المنصة ضد التحريض على العنف ودعمه. وأضافت أن المنشور أزيل صباح الثلاثاء، وفقاً لما نقلته عنها وكالة "أسوشييتد برس" الأربعاء.

يواصل أبي أحمد النشر على حسابه في "فيسبوك"، حيث يتابعه 3.5 ملايين مستخدم.

وكانت الأمم المتحدة نددت، الأربعاء، بـ"وحشية قصوى" تطغى على النزاع في تيغراي. وحذرت الولايات المتحدة ودول أخرى إثيوبيا من "الخطاب غير الإنساني"، بعدما وصف أبي أحمد قوات تيغراي بـ"السرطان" و"الحشائش الضارة"، في يوليو/تموز.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحذف فيها "فيسبوك" منشوراً لأحد زعماء العالم.

خلال العام الحالي، حذفت الشركة مقطع فيديو نشره حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، روج مزاعم كاذبة حول تزوير الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعد الأحداث الدامية في مبنى الكابيتول.

والأسبوع الماضي، حذفت شبكتا التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، المنتميتان إلى المجموعة نفسها، مقطع فيديو ذكر فيه الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو معلومات غير صحيحة تربط لقاح فيروس كورونا بالإيدز.

كانت الموظفة السابقة في "فيسبوك"، فرانسيس هاوغين، قد استشهدت بإثيوبيا كمثال على ما وصفته بـ"التأثير المدمر" لمنصة التواصل الاجتماعي على المجتمع، في شهادة لها أمام مجلس الشيوخ الأميركي، الشهر الماضي.

ومرّ عام كامل منذ إعلان أحمد بدء حرب ضد "جبهة تحرير شعب تيغراي"، في إقليم تيغراي شمالي البلاد، بهدف طرد قادة الجبهة ومحاكمتهم وإنهاء تمردهم، بعد اتهام الجبهة بشن هجوم على قاعدة للجيش. لكن الصراع توسع إلى أبعد من تيغراي، ووصلت ارتداداته في الأيام الأخيرة إلى قلب العاصمة أديس أبابا التي بات المتمردون على طريقها ومهددين بالزحف إليها، في أخطر منعطف للأحداث منذ عام.

وتُتهم حكومة آبي أحمد اليوم بارتكاب جرائم إنسانية، في صورة مغايرة تماماً للمشاعر الإيجابية التي سادت داخلياً وخارجياً عند توليه الحكم في مارس/آذار عام 2018، وفي العام التالي، خصوصاً عند منحه جائزة نوبل للسلام في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لجهوده في "تحقيق السلام والتعاون الدولي" بعد دوره في حل النزاع الحدودي مع إريتريا، والتوسط في أزمة انتقال السلطة في السودان، إلى جانب بوادر الانفتاح السياسي التي كان أبداها عقب تسلمه منصبه.

المساهمون